رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


معرض الكتاب يناقش «رسائل بلاد التكرور» و«مباهج الإخوان» بمحور التراث الحضاري

3-2-2025 | 20:22


جانب من الندوة

همت مصطفى

استضاف جناح وزارة الثقافة المصرية، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56،اليوم ندوة ضمن محور «التراث الحضاري» لمناقشة كتابي «رسائل بلاد التكرور» لجلال الدين السيوطي، بتحقيق الدكتور محمد جمال حامد الشوربجي، ودراسة الدكتور إسماعيل حامد إسماعيل علي، و«مباهج الإخوان ومناهج الخلان في حوادث الدهور والأزمان» للمؤرخ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن، المعروف بـ «ابن العجمي»، بتحقيق ودراسة الدكتور محمد جمال حامد الشوربجي.

 

و تأتي هذه الإصدارات ضمن سلسلة «التراث الحضاري» الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

 

وناقش الندوة الدكتور إسماعيل حامد والدكتور حسام عبدالظاهر، وأدارتها الكاتبة والناقدة سلوى بكر، رئيس تحرير سلسلة التراث الحضاري. 

 

أوضحت سلوى بكر أن «رسائل بلاد التكرور» تكشف أبعادًا سياسية واقتصادية واجتماعية لأنثروبولوجيا غرب إفريقيا خلال العصور الوسطى، موضحةً أن الرسائل تمثل وثائق تاريخية نادرة تسلط الضوء على عادات وتقاليد سكان تلك المناطق قبل دخولهم الإسلام، بالإضافة إلى علاقاتهم مع مصر وتأثير الحضارة الإسلامية عليهم.

عوامل جغرافية وتاريخية 

وأشارت إلى أن الاهتمام الأكاديمي المصري بالغرب الأفريقي ظل محدودًا، مقارنةً بشرق القارة، نظرًا لعوامل جغرافية وتاريخية مثل نهر النيل والبحر الأحمر، اللذين كانا شريان التواصل الأساسي بين مصر وأفريقيا الشرقية، لكنها أكدت أن أدبيات العصر الوسيط، ومنها رسائل الإمام السيوطي، تثبت أن العلاقات مع غرب إفريقيا كانت قوية، خاصة بعد دخول شعوب التكرور في الإسلام، وهو ما يفسر تسمية حي «بولاق التكرور» نسبةً إلى التجار والحجاج القادمين من تلك المناطق عبر مصر.

 

وأوضح الدكتور إسماعيل حامد أن الكتاب يوثق تبادل الرسائل العلمية بين علماء مصر وعلماء غرب أفريقيا خلال عصر المماليك، حيث كان حكام وشيوخ التكرور يراسلون الإمام السيوطي طلبًا للفتوى والمشورة.

 وتابع «حامد» موضحًا أن السيوطي، الذي ألّف قرابة 600 كتاب، لم يكن مجرد عالم ديني، بل كان جسرًا للتواصل بين الثقافات، حيث استقبل علماء من التكرور، وترك تراثًا يعكس مستوى التفاعل بين الحضارات.

 الروابط العلمية والحضارية

وأكد الدكتور حسام عبدالظاهر، فأكد أن هذه الرسائل تسلط الضوء على مدى عمق الروابط العلمية والحضارية بين مصر وإفريقيا جنوب الصحراء، مشيرًا إلى أن العلماء الأفارقة كانوا يرسلون استفساراتهم العلمية إلى علماء مصر، مما يعكس قوة التبادل الفكري بين الجانبين.

مصدر تاريخي  للأحداث السياسية

عن كتاب «مباهج الإخوان ومناهج الخلان في حوادث الدهور والأزمان»، فتحدثت الكاتبة سلوى بكر عن أهميته كمصدر تاريخي يوثق الأحداث السياسية والاجتماعية في مصر من عهد خاير بك الجركسي (923هـ/1517م) حتى عهد الوالي حسين باشا (1045هـ/1636م). وأوضحت أن الكتاب يتبع أسلوب التأريخ الحولي، حيث يسجل الأحداث عامًا بعد عام، مع التركيز على أحوال الولاة، والنزاعات العسكرية، وتطورات نهر النيل، وحتى تفاصيل الحياة اليومية في القاهرة.

 

وأشار إلى أن المؤلف لم يقتصر على تسجيل الأحداث السياسية فقط، بل أولى اهتمامًا خاصًا بالتغيرات الاجتماعية والثقافية، مما يجعله مرجعًا مهمًا لفهم تطور المجتمع المصري خلال العصر العثماني.

إحياء التراث الثقافي والتاريخي

وفي ختام الندوة، أكد المشاركون أهمية هذه المؤلفات في إحياء التراث الثقافي والتاريخي، مشددين على ضرورة مواصلة البحث في الوثائق والمخطوطات القديمة التي تساهم في كشف جوانب جديدة من التاريخ المصري والأفريقي. كما دعوا إلى تعزيز الاهتمام بالدراسات الأفريقية وتوسيع نطاق التفاعل الثقافي مع مختلف الحضارات.

وتأتي هذه المناقشات ضمن سلسلة من الندوات التي يحتضنها معرض القاهرة الدولي للكتاب، بهدف تسليط الضوء على الدور الحيوي للتراث في تشكيل الهوية الثقافية، وفتح آفاق جديدة للبحث في تاريخ الشعوب وعلاقاتها الممتدة عبر العصور.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
 

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.

وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.