أيقونة الطرب العربي، غنّت لكبار الشعراء الذين كتبوا أجمل القصائد التي لا تزال تأسر القلوب، وكانت وستظل  ليست فقط صوتًا خالدًا، بل هي لوحة فنية جمعت قصائد كبار الشعراء من مختلف العصور،  تميزت باختيارها الدقيق للقصائد، ما جعلها توحّد الماضي والحاضر في أعمالها، و أضاءت سماء الفن بتعاونها مع شعراء من العصور المختلفة إنه كوكب الشرق أم كلثوم. 

ولم تكن أم كلثوم كأي مطربة؛  ولكنها كانت سفيرة الشعر عبر العصور، من الجاهلي إلى المعاصر، و كلمات الشعراء تنبض بالحياة بصوتها،  لم تغنِ إلا للشعراء الذين قدّموا فكرًا وجمالًا يليق بصوتها،  وجمعت بين الكلاسيكي والمعاصر، وبين الفصحى والعامية،  و.جعلت الشعر العربي يعبر الحدود الزمنية ليبقى خالدًا، كل أغنية من أغانيها هي قصيدة تُحكى وتُروى، وكانت كوكب  الشرق، جسرًا بين الشعر العربي الكلاسيكي والجمهور، صوتها أعطى الكلمات روحًا وجعلها خالدة في التاريخ

شعراء العصرالعباسي 

وصدح صوت كوكب الشرق برباعيات الخيام  للشاعر الفارسي عمر الخيام، وتغنت أم كلثوم  بقصيدة «أراك عصي الدمع» من كلمات  الشاعر أَبُو فِرَاسْ الحَمْدَانِي من الدولة العباسية، وأيضا تغنت بقصائد «أمانا أيها القمر المطل»،«أفديه إن حفظ الهوى» «قل للبخيلة بالسلام تودعا» من كلمات الشاعر العباسي، والذي عاش أيضًا في مصر أثناء حكم الأيوبيين  كمال الدين علي بن محمد بن الحسن الملقب بـ «ابن النبيه المصري» .
  
أم كلثوم جسّدت عبقرية الشعر و استلهمت من الروح الفلسفية والتأملية في أعمالها  مثل «حديث الروح» الذي تُرجمت فيه الأفكار العميقة إلى ألحان ساحرة، وهي قصيدتان كتبهما الشاعر الباكستاني محمد اقبال باللغة الأوردية ونشرها في ديوانه صلصلة الجرس ونقلها للعربية شعرًا رائعا الشاعر الأزهري الصاوي شعلان.
شعراء العصر الحديث

كانت أم كلثوم شاهدة على النهضة الحديثة، وتعاونت مع عظماء وكبار العصر الحديث الشعراء لمختلف المدارس الأدبية، فتغنت من قصائد أحمد شوقي، الذي كتب لها أروع القصائد مثل«سلوا قلبي»، مثل قصيدة تجمع بين الحب والدين والفكر، وغنت له قصيدة «ولد الهدى»،  احتفاء بمولد النبي محمد ﷺ.

وكان أحمد رامي، الشاعر المخلص الذي ألّف لها أكثر من 100 أغنية! كان صديقًا ومحبًا لها وكتب أغاني لها  مثل:.«جددت حبك ليه»  تحكي عن ألم الحب الجميل كما كتب لها أيضا « دليلي احتار »، عودت عيني»، هجرتك يمكن اتسى هواك، أنشودة الجلاء،  أخذت صوتك من روحي،  طلع الفجر ولاح،  يقظة القلب،  الشك يحي الغرام »
 

 وكتب الشاعر  إبراهيم ناجي صاحب قصيدة «الأطلال الشهيرة»، التي غنّتها أم كلثوم وجعلتها من علامات الفن العربي،  والقصيدة للحب والحنين التي أصبحت رمزًا للرومانسية.
 

وكان شاعر العامية صلاح جاهين الذي جلب لها روح الثورة والتغيير فكتب لها طوف وشوف  الشاعر الكبير  بيرم التونسي « شاعر الشعب»، كتب باللهجة العامية المصرية وترك بصمة رائعة فمن كلماته الأولة في الغرام،  «و صحيح الهوى غلاب »،غني لي شوي شوي،  «قل لي ولا تخبيش يا زين»، و«الأمل» وأضفى عليها روح الشعب بقصائده العامية
 وثدم لها الشاعر  عبد الفتاح مصطفى   العديد من القصائد الدينية المميزة،  بأغانيه الروحية العميقة.

وللشاعر كامل الشناوي قصائد الحب الحزينة مثل: "ودارت الأيام

و تغنت أم كلثوم بأغنيتها الحماسية «أصبح عندي الآن بندقية»  للشاعر السوري الكبير نزار قباني ، ولحنها محمد عبد الوهاب، وغنتها أم كلثوم عام 1969، كما قدم  قصيدة  رسالة ، رثاء للزعيم أيضا لنزار قباني  رثاء للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.