رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«نظرة على العالم الآن» في ندوة بالصالون الثقافي بمعرض الكتاب

3-2-2025 | 23:01


جانب من الندوة

همت مصطفى

استضاف الصالون الثقافي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 بجلسة، ندوة بعنوان «نظرة على العالم الآن»، أدارها الدكتور ياسر قنصوة، أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة طنطا، والحائز على جائزة الدولة في العلوم الاجتماعية.

افتتح دكتورياسر قنصوة الجلسة بالتأكيد على أهمية الفلسفة في إعادة تشكيل الوعي العام، وطرح سؤالًا جوهريًا حول كيفية تكوين رؤية معاصرة للعالم، مشيرًا إلى أن الفهم العميق يقود إلى التساؤل، والتساؤل هو جوهر الفلسفة.

وبدأت النقاشات بمداخلة الدكتور محمد مدين، الذي تناول سؤال «من يقود عربة الفلسفة في مصر؟»، مشيرًا إلى دور الجمعية الفلسفية في تنظيم حلقات نقاشية حول تدريس الفلسفة في العالم، ومشددًا على ضرورة تطوير طرق تدريس الفلسفة لمواكبة المتغيرات الفكرية. 

و ناقش قضية تبعية الفكر العربي للنظريات الغربية، متسائلًا عن سبب استمرار التمسك بمفاهيم غربية لم تثبت فعاليتها في مجتمعاتنا.

وتحدث دكتور «مدين» عن الإشكاليات المرتبطة بالديمقراطية، معتبرًا أنها قد تتحول إلى وسيلة لتهميش الأقليات بدلًا من تحقيق العدالة، واستشهد بحوار من مسرحية «روميو وجولييت» ليؤكد أن الفلسفة ليست مجرد تنظير، بل يجب أن تسهم في توجيه المجتمع نحو مستقبل أفضل.

واستعرض الدكتور مجدي عبد الحافظ ورقته البحثية التي قدمها في مؤتمر الفلسفة الدولي بروما، متناولًا التحديات الأخلاقية التي يواجهها العالم المعاصر في ظل الثورة التكنولوجية والعولمة. وحذّر من أن التكنولوجيا قد تساهم في تنميط الإنسان وإعادة إنتاج النزعات الاستعمارية، مشيرًا إلى أن الأخلاقيات التقليدية لم تعد كافية لمواجهة التحولات السريعة.

استشهد عبد الحافظ بمقولة هيغل عن «بومة مينرفا التي لا تطير إلا عند الغروب»، مؤكدًا أن الفلسفة اليوم يجب أن تكون حاضرة على مدار اليوم لمواكبة المتغيرات السريعة، و  شدد على ضرورة إعادة الاعتبار للعلوم الإنسانية التي تراجعت أهميتها أمام صعود المناهج التجريبية والتطبيقية.

 تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

وتناول الدكتور أنور مغيث تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على مستقبل الفلسفة، محذرًا من أن هذه التقنيات قد تتحول إلى أدوات للسيطرة وإعادة إنتاج أنماط جديدة من الاستعمار الاقتصادي والثقافي، وأكد على أهمية إعادة النظر في مفاهيم الحرية والمساواة والإخاء، التي كانت أساس الفلسفة الغربية في عصر التنوير، لكنها تحولت في العصر الحديث إلى شعارات تُستخدم لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية.

وأشار «مغيث» إلى أن العالم اليوم يشهد تحولات جذرية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ما يستدعي تطوير الفكر الفلسفي ليواكب هذه التغيرات،  ودعا إلى إعادة إحياء الفلسفة كقوة فاعلة في تشكيل رؤية إنسانية جديدة تتجاوز الصراعات الإيديولوجية والتوظيف السياسي للمفاهيم الفلسفية.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
 

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.

وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.