رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«عراقيل نتنياهو» تهدد المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

4-2-2025 | 11:36


مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

محمود غانم

يكتنف الغموض مصير المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي من المقرر أن تتعامل مع قضايا استراتيجية، بما فيها إنهاء الحرب ضد القطاع الفلسطيني، في ظل إرجاء إسرائيل بدء المحادثات حتى نهاية الأسبوع المقبل، وهو ما يتعارض بشكل واضح مع ما تم التوافق عليه مع الوسطاء.

يأتي هذا بالإضافة إلى مجموعة العراقيل التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حتى يصبغ المسار التفاوضي بصبغة سياسية، بشكل يثير مخاوف ليس فقط من عدم التوصل إلى تفاهم حول مصير المرحلة الثانية من الاتفاق فقط، بل حول إتمام المرحلة الأولى منه.

عراقيل نتنياهو

من المقرر أن تتعامل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي كان من المفترض أن تبدأ المحادثات حولها اعتبارًا من أمس الاثنين، مع قضايا إستراتيجية مثل مستقبل حكم حماس في قطاع غزة وإنهاء حرب الإبادة، بحسب ما أوردة موقع "والا" العبري عن مسؤول إسرائيلي.

ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يصرح علانية بعدم الرغبة في المضي قدما في مسار المفاوضات، إلا أن أفعاله تؤكد ذلك، خاصة أنه أرجأ ذهاب المفاوضين الإسرائيليين إلى الدوحة حتى يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء.

ويتأكد ذلك من خلال ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية عن عضو بالوفد المرافق لنتنياهو في زيارته التي يجريها إلى واشنطن منذ الأحد، حيث أفاد بأن رئيس الوزراء لن يلتزم بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة دون القضاء على حركة "حماس".

وفي ذات السياق، يريد نتنياهو إحجام الدور المصري والقطري لصالح زيادة الدور الأمريكي، حيث أكد أن المفاوضات سياسية وإستراتيجية وتتعلق بقضية اليوم التالي في غزة، وبالتالي ستجرى بالأساس مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، كما قال "والا"، الذي أشار إلى أن رئيسا الموساد والشاباك حذرا من أن هذا التغيير قد يضر بمفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة، وأكدا أن المفاوضات مع حماس عبر قطر ومصر وليس مع الولايات المتحدة

كما يعتزم نتنياهو تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون دريمر، رئيسًا لفريق المفاوضات ليتولى قيادة الاتصالات في هذه المرحلة من المفاوضات، بدلًا من رئيس الموساد، وفق القناة الـ12 الإسرائيلية.

وفي غضون ذلك، حذر مسؤولون مطلعون على مسار المفاوضات عبر القناة نفسها من أن تغيير رئيس طاقم التفاوض قد يعيق استكمال المرحلة الأولى من الصفقة ويؤدي إلى تسييس المفاوضات، دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن هذه المخاوف.

ويمثل إسرائيل في مفاوضاتها غير المباشرة مع حركة حماس رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، واللواء نيتسان ألون، إلى جانب مسؤولين كبار آخرين.

ومن جانبها، رجحت القناة العبرية، أن يواصل رئيس "الموساد" العمل، إلى جانب رئيس جهاز الشاباك والجنرال المتقاعد في فريق التفاوض الإسرائيلي على أن يكون العمل بتوجيهات الوزير دريمر، الذي سيعمل بشكل وثيق ومباشر مع نتنياهو.

متى يبدأ التفاوض حول المرحلة الثانية؟

وفي حين أكدت حركة حماس جاهزيتها لبدء المرحلة الثانية من المفاوضات، التي تبدأ في اليوم الـ16 من سريان الاتفاق، والذي وافق أمس الاثنين، بموجب الاتفاق، أرجأت إسرائيل الأمر حتى نهاية الأسبوع المقبل.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إن الأخير "التقى في واشنطن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والز، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وكان اللقاء إيجابيًا ووديًا".

وأشار إلى أن إسرائيل تستعد عقب الاجتماع، لإرسال وفد إلى "الدوحة" نهاية الأسبوع المقبل، بهدف مناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة باستمرار تنفيذ الاتفاق، لافتًا إلى أنه حين عودة رئيس الوزراء من واشنطن فسيعقد اجتماعًا للمجلس الوزاري السياسي والأمني "الكابينت" ​​لبحث كافة مواقف إسرائيل بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، وهو ما سيوجه باستمرار المفاوضات.

وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جاء بواسطة مصرية قطرية ودعم أمريكي 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء المرحلة الثانية ثم الثالثة.