رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كتابات الدبلوماسيين المصريين في ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

4-2-2025 | 23:10


جانب من الندوة

همت مصطفى

شهدت القاعة الدولية اليوم، ندوة بعنوان «كتابات الدبلوماسيين المصريين خلال 2024»، وذلك ضمن محور «تجارب في الأدب الدبلوماسي»، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56. أدار الندوة السفير عمرو الجويلي.

في البداية، رحّب «الجويلي بالمنصة الكريمة والضيوف، وأشاد بهذا المحور الذي أولته الهيئة العامة اهتمامًا خاصًا. كما خصّ الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة، بالشكر على تسليطه الضوء على مؤلفات الدبلوماسيين المصريين، وأوضح الجويلي أنه يعمل على توثيق كتاب عن هذه المؤلفات، من المقرر أن يصدر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب.

وأشار إلى أن متطلبات الوظيفة الدبلوماسية تفرض تحديات كثيرة على الدبلوماسي.

ورحّب السفير حسين حسونة بالحضور، مؤكدًا عراقة وزارة الخارجية، قائلًا: «نحن جميعًا نتشرف بالانتماء إليها»،  وأشاد بإنشاء هذا المحور الذي يسلط الضوء على الدبلوماسية المصرية ومثقفيها، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية ليست فقط أداة سياسية، بل هي أيضًا مصدر مهم للحضارة والتعاون والتفاهم بين الشعوب، وأن الخلفية الثقافية للدبلوماسيين تزيد من قدرتهم على التواصل الفعّال.

وأضاف «حسونة» متحدثًا عن كتابه «اتفاقات وخلافات العرب»، موضحًا أنه سيرة ذاتية عن والده، مشيرًا إلى أن كتابة السيرة الذاتية أمر صعب، ولكنه يصبح أكثر صعوبة عند الكتابة عن شخص آخر، خاصّةً فيما يتعلق بالصعوبات التي واجهها خلال توليه مناصبه.

وأوضح أن حواراته المستمرة مع والده مكنته من فهم الأحداث التاريخية، وأن تناوله لسيرة والده جاء في إطار توثيق الدور الدبلوماسي الذي لعبه.

وتابع السفير حسين حسونة قائلًا إن لوالده إنجازات كبيرة، حيث شغل العديد من المناصب، وكان أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية لمدة 20 عامًا، وهي أطول فترة قضاها شخص في هذا المنصب.

وفي مداخلته، شكر السفير أحمد عقل المنصة الكريمة والحضور، وخصّ بالشكر السفير عمرو الجويلي على جهوده في دعم الدبلوماسية المصرية والمثقفين، ومن بينها هذه الندوة التي تستضيف نخبة من عمالقة الدبلوماسيين، وأوضح أنه ألّف العديد من كتبه أثناء جائحة كورونا، مشيرًا إلى أنه تناول فيها البلدان التي زارها، مثل القدس والبصرة.

وأشار «عقل» إلى تأثره العميق بالأشخاص والأحداث التي عايشها خلال مسيرته الدبلوماسية، لافتًا إلى أنه كتب عن القدس في كتاب بعنوان «القدس: المعرفة والقضية»، الذي يضم 15 فصلًا حول القدس والمسجد الأقصى، والمستوطنات، والقرى التي استولت عليها إسرائيل وقامت بتهويدها.

وشكرت السفيرة عبير بسيوني الحضور والمنصة الكريمة، معربة عن سعادتها بالمشاركة في هذه الندوة إلى جانب نخبة من الأساتذة الكبار،  وأوضحت أنها تعتمد على التدوين والتوثيق بسبب ضعف ذاكرتها، معتبرة أن الكتابة ضرورية، حيث قالت: «لولا التوثيق، لما استطاعت الحضارات أن تحفظ إرثها الثقافي والمعرفي».

وأضافت  «بسيوني» أنها عندما تشعر بفكرة تمسّها، فإنها تدقق فيها وتبحث عنها. كما ذكرت أنها ألّفت 20 كتابًا، وكان آخرها كتاب «الألطاف الإلهية»، الذي يتناول ضعف الإنسان وعلاقته بالله، وإيمانه من خلال إدراكه لألطاف الله،  وأوضحت أنها اختارت فصول الكتاب لتعكس هذه الفكرة، مشيرةً إلى أنها تسعى إلى تطبيق وطرح الأفكار العلمية والاجتماعية التي قرأت عنها أو صادفتها، متمنية أن يتم تنفيذها بشكل منهجي.

أما السفير محمد عرفي، فقد أعرب عن سعادته بالتواجد مع هذه النخبة من الدبلوماسيين المميزين، مشيرًا إلى أن كتاباته في البداية كانت ذات طابع أكاديمي، لكنه لاحظ أنه مع تقدم العمر، يميل الكاتب أكثر إلى الرواية، حيث تصبح الكتابة تعبيرًا عن الخبرات الحياتية والتفاعلات الإنسانية.

وتحدث عن روايته الجديدة «جاسوس رغم أنفه»، التي تدور حول شاب مصري يعمل في الخليج، ثم يجد نفسه متورطًا في أحداث مثيرة. وأوضح أن الرواية تحمل في طياتها جزءًا من الخبرات الحياتية التي عايشها بنفسه.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.

وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.

ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ 600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 م اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.

وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.

وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.