رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


معرض القاهرة للكتاب الـ56| ينظم «الفن التشكيلي المصري بين العالمية والمحلية»

5-2-2025 | 01:32


جانب من الندوة

همت مصطفى

شهدت قاعة المؤسسات بلازا 1، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، اليوم  ندوة بعنوان «الفن التشكيلي المصري بين العالمية والمحلية«، وذلك في إطار محور المائدة المستديرة،  وشارك في الندوة الفنان والناقد سيد هويدي، والفنان الدكتور محمد برطش، حيث ناقشا تطور الفن التشكيلي في مصر وتأثيره على الساحة العالمية.

واستهل الفنان التشكيلي والناقد سيد هويدي حديثه بالتأكيد على أن الفن المصري والعالمية موضوع ذو شجون، نظرًا لكون الحضارة المصرية حضارة بصرية في المقام الأول. 

وأوضح أن الفن المصري فن خالد، مستندًا إلى فلسفته وفكره العميق، مشيرًا إلى أن النظرية المصرية في النحت تتفوق عالميًا من حيث الجمع بين الحركة والسكون.

وتابع «هويدي» أن دخول الإسلام إلى مصر أدى إلى شبهة تحريم التصوير، ما أثر سلبًا على النشاط الفني، ودفع الفنانين المصريين إلى الاهتمام بفنون أخرى مثل الخزف. إلا أن النهضة الحقيقية لفن النحت جاءت مع إنشاء مدرسة الفنون الجميلة عام 1908 في حي السيدة زينب، وكان الفنان والنحات محمود مختار من أوائل خريجيها.

 واعتبر «هويدي» أن تمثال «نهضة مصر» لمختار كان بمثابة إعادة إحياء للفن المصري الأصيل، إلى جانب ظهور أسماء بارزة مثل يوسف كامل وراغب عياد.

وأشار إلى أن محمود مختار حصد جائزة صالون باريس، ما أثار حماس الفنانين يوسف كامل وراغب عياد للسفر والدراسة بالخارج. 

وبعد عودة يوسف كامل، دعاه سعد زغلول لدعم زميله عياد في رحلته إلى إيطاليا، وهو ما دفع الصحافة المصرية إلى تسليط الضوء على ضرورة ابتعاث الفنانين المصريين للخارج، الأمر الذي أدى لاحقًا إلى إرسال بعثات فنية عديدة.

وأوضح «هويدي» أن الحقبة الليبرالية في تاريخ مصر شهدت ظهور جمعيات فنية بمرجعية سياسية، مثل جماعة الفن الحديث التي جاءت كرد فعل لمواجهة الاستعمار الإنجليزي. كما سلط الضوء على تأثير ثروت عكاشة في الستينيات، من خلال إنشاء بينالي الإسكندرية وكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، لافتًا إلى وجود تيارين رئيسيين في الفن آنذاك وهما.. التيار الأول والذي يرى أن للفن وظيفة تعكس هوية الشخصية المصرية، والتيار الثاني ينظر للفن كأداة ذات وظيفة سياسية.

وأكد «هويدي» أن الفن الديني كان جزءًا من البيوت المصرية، حيث لعبت الأديان دورًا في الاعتماد على الفن لتقديم الطقوس الدينية للناس.

وأوضح الفنان الدكتور محمد برطش أن الفن التشكيلي ليس مجرد وسيلة تعبير، بل أحد المكونات الرئيسية لاقتصاد الدول. 

وأشار إلى أن الدول الكبرى تتعامل مع الفن التشكيلي بجدية، وتدمجه في منظومة الحكومة كصناعة ثقافية تسهم في الناتج المحلي والدخل القومي.

وأضاف أن الفن التشكيلي يساهم في تنشيط المدن، مستشهدًا بتجربة إسبانيا، التي لا يقتصر الفن فيها على العاصمة، بل يمتد إلى كافة مدنها. كما أكد أن الفن التشكيلي يمثل مخزونًا للقيمة الاقتصادية، مما يجعله عاملًا رئيسيًا في تسويق الثقافة.

وأشار «برطش» إلى أن الإحصائيات الصادرة عام 2023 كشفت عن تراجع عدد المعارض الفنية «الجاليرهات» عالميًا، رغم أن سوق الفن لا يزال يحقق إيرادات تصل إلى 80 مليار دولار سنويًا. 

وأكد أن دولًا أفريقية وعربية تفوقت على مصر في هذا المجال، مثل السنغال والمغرب، في حين أن دولًا أخرى، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات، خصصت جزءًا من ميزانياتها لدعم الفن التشكيلي.

أشار إلى أن سوق الفن العالمي يقدر بـ550 مليار دولار، مما يبرز أهمية دعم الدولة للفنانين المصريين لتعزيز مكانتهم عالميًا.

وفي سياق التطورات الحديثة، أكد برطش أن الذكاء الاصطناعي أصبح له دور كبير في الفن التشكيلي، مما يفتح بابًا جديدًا للنقاش حول تأثير التكنولوجيا على الإبداع الفني.

واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة إنشاء ورش عمل حقيقية لدعم الفنانين، مع تحديد دور وزارة الثقافة بوضوح وإعادة هيكلتها بما يتناسب مع التحديات الحالية.

 

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.

وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.

ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ 600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 م اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.

وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.

وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.