نجوم المسرح المصري| السيد راضي.. رسول البهجة
يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم و مواهبهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، و أسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسماءهم في عالم الإبداع بما قدموه بعروض مسرحنا المصري.
ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار، ومن المؤلفين والمخرجين، والمشاركين في خلق العرض، و لنسافر معه من خلال سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».
ونلتقي اليوم مع الفنان القدير السيد راضي
ولد السيد راضي، في مثل هذا اليوم 5 فبراير بمدينة المحلة الكبرى بالغربية، في أسرة فنية، حيث عمل شقيقه محمد راضي في الإخراج السينمائي، وشقيقه منير راضي في التصوير، قبل أن يتجه إلى الإخراج، وعفاف راضي التي اتجهت إلى الغناء.
عاش السيد راضي معظم حياته بمدينة المحلة الكبرى ودرس بها المرحلة الثانوية، ومن ثم انتقل هو وأسرته للقاهرة، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الإخراج والتمثيل عام 1960.
دور بارز في المسرح العربي
وقدم السيد راضي، إسهامات كبيرة في المسرح المصري والعربي، خاصة في ليبيا وتونس، وعمل خبيرًا مسرحيًا في المسرح الليبي بمدينة بنغازي خلال عامي 1971 و1972، وكون علاقات صداقة مع أهلها وكان يتردد عليها لزيارة أصدقائه.
وأسس مهرجان سوسة المسرحي في تونس عام 1987، وأخرج ما يزيد عن 50 عرضًا مسرحيًا، وعمل أيضًا في مهرجان «المنستير»، وأخرج له ثلاث مسرحيات.
من صناع المسرح المصري
والسيد راضي هو أحد المخرجين المصريين الذين ساهموا في رفع شأن المسرح المصري خلال الستينيات في القرن الماضي وحتى أيامنا التي نعيشها..
في بداية الرحلة في الستينيات قدم السيد راضي مخرجا مسرحيات.. «الأمير الصغير، «السيرك»، «الكوماندا، النسانيس»، «إلى المصيف يا زوجي الحبيب»، «أنت المطلوب»، «حب حتى السجن»، «حلال المشاكل»، «حلوة يا دنيا»، «سقط سهوا»، «صورة ملهاش أصل»، عيلتين في شقة»، فيلا على كيفك»، «مريض الوهم»، «مصنع الشيكولاتة»، «مقالب سكابان»، «نساء عالمات».
وأخرج مسرحيات.. «الطرطور» 1966م، «البكاشين»، «سفاح رغم أنفه» 1970م،«انتهى الدرس يا غبي»، «الدنيا مزيكا» 1975،«الحرامية»1977 م، «القضية رقم 1»، «الدخول بالملابس الرسمية» 1979 م
ومسرحيات.. «عريس بالكريمة» 1980م، «الناس إتجننت»1981م، «الإنفجار الجميل»، ««زواج مستر سلامة» 1983م، «الفهلوي»، «البرنسيسة» 1984م، «هات وخد» 1985م، «عفوا يا هانم» 1986م ،«خد الفلوس واجري» 1987م، «حالة طوارئ نعم ولا» 1988 م، «100 مسا»، «الصعايدة وصلوا» 1989م.
«تصبح على خير يا حبة عيني»، «سوق الحلاوة»، «عالم قرود قرود» 1990م، «دلع الهوانم» 1992،«كيمو والفستان الأزرق» 1999،«المدرسين والدروس الخصوصية» 2001، «الدنيا حظوظ»، 2005م، «نيو لوك» 2006.
السيد راضي.. مؤلفًا
وكتب السيناريو والحوار للعديد من المسلسلات منها.. «موعد مع الشهرة» 2002م، «حرب الدخان» 2004، «الرقص مع الزهور» 2005 م، «سكة اللي يروح»2007م.
وألف مسلسلات منها.. «إلى من يهمه الأمر» 1985،«حكيم روحاني حضرتك» 1999م، وأنتج مسرحية «حلم ليلة صيف» 1982م
مؤسس مسرح الطفل
وأسس السيد راضي مسرح الطفل في مصر عام 1983، وقدم من خلاله العديد من المسرحيات، منها «مصنع الشيكولاته»، و«الأمير الصغير»، و«نعم ولا»، و«السيرك»، وأسس أيضًا مسرح الطفل الفلسطيني، وأقام مهرجان «موليير» المسرحي وأخرج فيه مسرحيات «البخيل»، و«طيب رغم أنفه»، و«مريض بالوهم».
فرقة السيد راضي المسرحية
وأسس فرقة فنية مسرحية عرفت بِاسم «الكوميدي شو»، وأخرج مسرحيات عديدة منها: «الدنيا مزيكا»، «زواج مستر سلامة» و«انتهى الدرس يا غبي».
في السينما والتلفزيون
وقدم السيد راضي للفن المصري نحو 116 عملًا فنيًا ما بين المسرح والسينما والتلفزيون منها أفلام في السينما:« أبناء الصمت، الأنس والجن، موعد مع الرئيس، اغتيال، ظاظا، العبيط ، فتاة الاستعراض، برج العذراء، كيف تسرق مليونير، وراء الشمس، أمهات في المنفى، 48 ساعة في اسرائيل» وآخرين.
وفي التلفزيون شارك في بطولة مسلسلات : «ألف ليلة وليلة: علي بابا والأربعين حرامي، جحا المصري، جمهورية زفتى، السيرة الهلالية، لا أحد ينام في الإسكندرية، ورأفت الهجان، والسيرة الهلالية، وسارة، سلطان الغرام ، سيف الدولة الحمداني، الظاهر بيبرس، وعادت القلوب، الأبواب المغلقة».
وشارك في مسلسل«الخطاب الطائر» للتلفزيون الليبي.
فنان قدير
وانتخب السيد راضي رئيسًا للاتحاد العام لنقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية عام 1993، كما شغل عددًا من المناصب منها رئيس لجان الإنتاج المشترك بالبيت الفنى للمسرح، وعضو المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقابات الفنية العام 1995 بواشنطن، ومدير المسرح الكوميدي 1980، وكيل وزارة الثقافة والآداب 1996، عضو المجلس الأعلى للثقافة 1992 ، وحصل على أعلى درجة فنية بلقب «فنان قدير» بقرار من رئيس الوزراء المصري عام 1985.
رسول البهجة
ويعد السيد راضي أحد أهم الفنانين المصريين، إضافة لمشاركته المهمة في التمثيل، فقد قام التأليف و بخوض التجارب الكثيرة في الإخراج المسرحي، بإخلاص كبير ليسعد جمهوره، وقدم أعماله الفنية العديدة كرسول للبهجة والسعادة والفن للجمهور المصري والعربي.
ورحل المبدع الفنان القدير السيد راضي عن عالمنا في 10 أبريل 2009م بعد أن ترك أثرا قويا وكان نجمًا مضيئًا في سماء الفن المصري والعربي.