مؤرخ وإداري بارز، اشتهر بإسهاماته في مجال التعليم والتوثيق التاريخي في مصر خلال العصر الحديث، اشتهر بكتابه "تقويم النيل"، الذي يُعد أحد أهم المراجع التاريخية التي وثقت الأحداث الجغرافية والسياسية والاقتصادية لمصر عبر العصور، علاوة على تميز أسلوبه بالدقة والتوثيق، ما جعله من أبرز المؤرخين المصريين وقتها، إنه المؤرخ أمين باشا سامي، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، حيث ترك إرثا يظل تأثيره حاضرًا في الدراسات التاريخية المتعلقة بمصر خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

ولد أمين باشا سامي عام 1857 في قرية البرادعة بمركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، والده هو الشيخ «محمد حسن البرادعي»، تخرج من مدرسة المهندس خانه في عام 1874م، وعمل مفتشًا بنظارة المعارف في دار المحفوظات المصرية منذ عام 1880م، وذلك قبل أن يتولى نظارة مدرسة الناصرية «المبتديان» لمدة ربع قرن.

اختير سامي عضوًا في مجلس الشيوخ تقديرا لعلمه وفضله، وظل عضو به حتى وفاته؛ وكان صاحب فكرة تسمية النادي الأهلي بهذا الاسم في يوم 25 فبراير سنة 1908 وكان عضوًا في لجنة التوثيق الأهلي وقت تأسيس النادي.

ألّف المؤرخ أمين سامي ستة مجلدات اشتملت على تقويم شامل لحال النهر ومقدمة طويلة توضح أسس مشروعه الطموح وتتحدث عن جهوده وأهدافه من هذا العمل، كما تضمنت موسوعته الأشهر "تقويم النيل" أسماء من تولوا مصر ومدة حكمهم عليها وملاحظات تاريخية عن أحوال الخلافة العامة وشئون مصر الخاصة عن المدة المنحصرة بين السنة الأولى هجرية وحتى سنة 1333 هجرية، كتب العديد من المؤلفات الأخرى.

رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 6‏ فبراير ‏1941 وحضر جنازته مجموعة من القيادات وعدد من كبار رجال الدولة على اختلاف مناصبهم، فضلا عن مندوب للملك ورئيس الوزراء، وكان هناك اثنان من أصحاب المقام الرفيع، مصطفى النحاس باشا زعيم الوفد وعلي ماهر باشا رئيس الوزراء السابق، ورئيس مجلس الشيوخ وأحمد حسنين باشا والوزراء وعبد العزيز فهمي باشا والأستاذ الريدي موفدا من أم المصريين والوزراء السابقون ووكلاء الوزارات وكبار الموظفين ورجال التعليم وأعضاء البرلمان ورجال القضاء ومديرو البنوك وكثير من الأعيان والتجار.