دعا منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية بجمهورية الكونغو الديمقراطية برونو ليماركيز إلى حشد جهود جميع أطراف الصراع من أجل إعادة فتح مطار جوما عاصمة مقاطعة كيفو الشمالية على وجه السرعة، مشيرا إلى أن مطار جوما يعد نقطة وصول حاسمة للمساعدات الإنسانية.

وقال ليماركيز - في بيان نشرته صحف كونغولية، اليوم الأربعاء - "إن المعارك بين الجيش الكونغولي وحركة 23 مارس المتمردة كانت ضارية ورافقها خسائر بشرية فادحة، وهو أمر لم تعهده المنطقة منذ عقود"، موضحا أن العاملين في المجال الإنساني أبلغوا عن إصابة ما لا يقل عن 3000 جريح، وأكثر من 2500 قتيل في المعارك على مدى أربعة أيام.

ولفت إلى أن جوما تواجه حالة طوارئ إنسانية، حيث يحتاج الكثير من المصابين إلى رعاية عاجلة في ظل تكدس المستشفيات بالمصابين ونقص الإمدادات الطبية، فيما لايزال الآلاف من المدنيين محرومين من المساعدات الحيوية، مضيفا أن "مطار جوما هو شريان الحياة، وبدونه، فإن عمليات إجلاء المصابين بجروح خطيرة وإيصال الإمدادات الطبية واستقبال التعزيزات الإنسانية ستظل مشلولة".

ودعا جميع أطراف الصراع إلى تحمل المسؤولية والقيام بكل ما هو ممكن لإعادة فتح مطار جوما على وجه السرعة؛ نظرا لأن كل ساعة تعرض المزيد من الأرواح للخطر، مؤكدا أنه يجب على جميع الجهات الفاعلة المعنية أن تعمل دون إبطاء للسماح للرحلات الجوية الإنسانية باستئناف عملياتها وضمان تواصل عمليات الإغاثة.

وفي سياق ذى صلة، ندد برنامج الأغذية العالمي بالكونغو الديمقراطية، في بيان، بنهب مستودعاته من قبل مجموعة من سكان مدينة جوما، موضحا أن مثل هذه التصرفات من المرجح أن تحرم المعوزين من حقهم الأساسي في الغذاء الكافي.

وأوضح أن المواد الغذائية المنهوبة من مستودعاته في جوما تضمنت على وجه الخصوص دقيق الذرة والبازلاء والزيوت النباتية والملح المعالج باليود والفول وبسكويت الطاقة والمكملات الغذائية الحيوية للمرضى الذين يعانون من سوء التغذية والمخصصة أيضا للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

وأكد برنامج الأغذية العالمي في الكونغو الديمقراطية أن أنشطة المساعدات الغذائية ومكافحة انعدام الأمن الغذائي تجري دائما وفقا للمبادئ الإنسانية القائمة على الحياد والنزاهة والاستقلالية دون أي شكل من أشكال التمييز.

جدير بالذكر أن مطار جوما ومجالها الجوي مغلق منذ عدة أيام بعد احتلال حركة 23 مارس المتمردة لمدينة جوما؛ مما منع وصول العاملين في المجال الإنساني إلى المدينة لتقديم المساعدة إلى المستشفيات التي يكتظ بها المرضى.