رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الشيخ علي محمود.. سيد القراء وإمام المنشدين ومؤسس مدرسة التلاوة

6-2-2025 | 18:50


الشيخ علي محمود

دعاء برعي

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشيخ علي محمود سيد قراء وإمام منشدي عصره، ومؤسس مدرسة التلاوة والإنشاد في مصر، والذي ولد في 1878 بحارة درب الحجازي، الجمالية، حي الحسين، القاهرة، لأسرة ميسورة ثرية، أصيب وهو طفل بالعمى إثر حادث.

حفظ القرآن الكريم ودرس علومه بعد التحاقه بالكتاب وهو صغير، على يد الشيخ أبو هاشم الشبراوي بكتّاب مسجد فاطمة أم الغلام بالجمالية، ثم جوده وأخذ قراءاته على يد الشيخ مبروك حسنين، ثم درس الفقه على يد الشيخ عبد القادر المزني.

وذاع صيت الشيخ على محمود قارئًا كبيرًا فكان أشهر قراء مسجد الحسين، وعلا شأنه وصار حديث العامة والخاصة.

لم يقتصر في دراسته على حفظ القرآن الكريم والتفقه في علومه، فدرس الموسيقى على يد الشيخ إبراهيم المغربي، وعرف ضروب التلحين والعزف وحفظ الموشحات، كما درسها أيضاً على يد شيخ أرباب المغاني محمد عبد الرحيم المسلوب، وتطور موسيقيًا على يد الشيخ عثمان الموصلي التركي الأصل واستفاد منه في الاطلاع على الموسيقى التركية وخصائصها.

أهلته دراسته المتشعبة الثرية لأن يكون أحد أشهر أعلام مصر قارئًا ومنشدًا ومطربًا، حتى صار منشد مصر الأول الذي لا يعلى عليه في تطوير وابتكار الأساليب والأنغام والجوابات.

وفي مدرسة التلاوة التي أسس لها الشيخ علي محمود تتلمذ أشهر النوابغ ممن اكتشفهم، كالشيخ محمد رفعت الذي استمع إليه الشيخ علي يقرأ في 1918 م، وتنبأ له بمستقبل باهر، وصار سيد قراء مصر وصوت الإسلام الصادح فيما بعد، كما تتلمذ في مدرسته العبقري الشيخ طه الفشن الذي أفاد من خبرته، حتى صار سيد فن الإنشاد بعد الشيخ علي محمود.

وتخرج في مدرسته أيضًا الشيخ كامل يوسف البهتيمي من مدرسته القارئ والمنشد المعروف، والشيخ محمد الفيومي، والشيخ عبد السميع بيومي.

وانجبت مدرسة الشيخ علي محمود، إمام الملحنين الشيخ زكريا أحمد الذي تنبأ له الشيخ علي بمستقبل باهر في عالم الموسيقى، حتى شاهده سيد ملحني زمانه، وكذا الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي تعلم من الشيخ علي محمود الكثير من فنون الموسيقى، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، والمطربة أسمهان.

رحل الشيخ علي محمود في 21 ديسمبر 1946 عام، تاركًا ارثًا عظيمًا من التسجيلات القرآنية والأناشيد والموشحات والأغاني.