أدباء نوبل| سنكلير لويس.. أول أمريكي يحصل على الجائزة
جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر و يحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة، على صفحات بوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
نلتقى اليوم مع الأمريكي «سنكلير لويس»
ولد الأديب الأمريكي سنكلير لويس في مثل هذا اليوم 7 فبراير 1885م في سوك سنترمينسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، حين أتم عامه الـ 21 عاما استقر لفترة وجيزة في هيليكون هول وهو مركز لمجموعة اشتراكية.
وتخرج «لويس» من جامعة ييل عام 1908م، وبعد تخرجه عمل لفترة في الصحافة، وأصدر كتابه الأول «هايك والطائرة» عام 1912م، للأطفال كأول إنتاج له، ثم بعدها نشر روايته الأولى بعنوان «صاحبنا السيد رن» عام 1914م، وهذه الرواية لم تحقق انتشارًا واسعًا ولا قبولًا كبيرًا لدى القراء.
وفي عام 1920م نشر «لويس» روايته الأخرى والتي حملت اسم «الشارع الرئيسي.. Main Street»، وعلى عكس عمله الأول، فقد حققت هذه الرواية نجاحًا كبيرًا، واكتسب «لويس» بسببها شهرة واسعة.
«لويس» يرفض جائزة البوليتزر
وفي عام 1922، كتب رواية «بابت» وتعتبر من أشهر مؤلفاته، وكذلك في عام 1925 نشر روايته «أروسميث» وفي العام التالي لنشرها حازت على جائزة البوليتزر ولكن «لويس» رفض تسلم الجائزة وردها مرة أخرى، ربما لرغبته في إيصال رسالة فحواها « أنه كان ينبغي أن يحصل على الجائزة في وقت مبكر عن ذلك».
وفي عام 1927، صدرت رواية «إلمر غانتري» وتعتبر من أهم وأشهر روايات «سنكلير»، والتي تناول فيها النفاق الديني وفساد رجال الدين، في مجتمعه الأمريكي، و حصلت كل مؤلفات «سنكلير» على شهرة عالمية بسبب مهاجمتها لكل أشكال الضعف التي رأها في المجتمع الأمريكي، وقد كتب لويس بأسلوب بسيط ممتع، وبلغة محلية تتناسب والمحيط والناس والعادات التي قدمها لقرائه، وقلده كثيرون من بعده.
وفي عام 1928، تزوج «لويس» من دوروثي طومسون وهي كانت مراسلة أجنبية شهيرة، وكاتبة عمود صحفي، وانتهى زواجهما بالطلاق عام 1942.
وفي مجلة الفيصل العدد 210 ذكر عن سنكلير لويس، إن أهم مؤلفاته كانت رواية «الشارع الرئيسي» وكذلك رواية «بابيت» وكان كاتبا واقعيا ينتقد المجتمع الأمريكي، ويكشف عن عيوبه.
رواية «الشارع الرئيسي».. والبطلة «كارول»
وفي روايته «الشارع الرئيسي» يصور «سنكير» للقراء حياة فتاة رومانسية متوسطة التعليم، ويكشف عن تطلعاتها وأحلامها، ثم تتزوج من طبيب في مدينة صغيرة، وهنا تصطدم أحلامها بالواقع مثل مدام «بوفاري» والتي وصفها «جوستاف فلوبير» في فرنسا، وكذلك مثل رواية «آنا كارنينا» التي كتبها تولستوي في الأدب الروسي، ولكن مدام «بوفاري» ينتهي أمرها بالانتحار بالسم، و«آنا كارنينا» تنتهي بالموت تحت عجلات القطار، أما الأمريكية «كارول» بطلة رواية «الشارع الرئيسي» فإنها تثور في البداية على الواقع الذي يخنقها بها فيه من ملل ورتابة، لكنها في النهاية تستسلم وتتكيف مع زوجها وقدرها، وكان الروائي سنكلير لويس متأثرا بالشاعر والفيلسوف الأمريكي «هنري ديفيد ثورو»، وذلك في تصويره لفكرة «ثورو» عن دافع الفرد إلى الحرية وتعمد المجتمع إحباط ذلك، فكانت رواية «الشارع الرئيسي» هي بمثابة تنويعات على اللحن الأساسي.
وهكذا تتعلم البطلة « کارول» كيف ترضی بواقع عالم لا تستطيع فيه تحقيق مثلها العليا التي تحلم بها، وهنا نجد أن المؤلف سنكلير لويس ينتقد الحياة الأمريكية ونوع حضارتها التي لم تستطع إشباع أحلام «کارول».
وجاء في تقرير جائزة نوبل أن سنكلير لويس حصل على الجائزة.. «لفنه الجدي والوصف الجرافيكي وقدرته على خلق التخيلات، مع الفكاهة والفكاهة، أنواع جديدة من الشخصيات، مما يعني «قدرته الكبيرة على الوصف وخلق الشخصيات»، وبهذا أصبح أول أمريكي يحصل على نوبل في الآداب، هو الروائي، الكاتب المسرحي، والصحفي هاري سنكلير لويس.
حادثة جائزة نوبل.. ورحيل
وفي عام 1930، حصل سنكلير لويس على جائزة نوبل في الآداب، وأثناء مراسم جوائز نوبل لم يعثر عليه ليتسلم جائزته من يد الملك السويدي حينذاك، ووُجد نائمًا في دورة المياه التابعة لدار الكونشرتو، وهو في أسوأ حالات السكر وأغلق عليه باب المرحاض.
توفي الأديب الأمريكي سنكلير لويس، ورحل عن عالمنا في 10 من شهر يناير عام 1951م، بسبب إدمانه على شرب الكحوليات، في العاصمة الإيطالية روما، عن عمرٍ يناهز 65 عامًا.