رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أوراق مصر في مواجهة تهجير الفلسطينيين.. خبراء: كافية لثني الإدارة الأمريكية| خاص

8-2-2025 | 12:15


تهجير الفلسطينيين

محمود غانم

رمت مصر بأوراقها الرامية لإفشال الأوهام الأمريكية حول تهجير فلسطينيي قطاع غزة، الذي عجزت إسرائيل عن تحقيقه ميدانيًا رغم أنها دمرت 88 بالمائة من بنيته التحتية، وتسببت في نزوح أكثر من 90 بالمائة من قاطنيه.

وفي ظل هذا الموقف المصري الصلب المدعوم بالإرادة الشعبية والدولية، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مصرحًا بأنه "ليس مستعجلًا" فيما يخص تهجير فلسطينيي قطاع غزة.

كيف تواجه مصر المخطط؟ 

كانت أولى الأوراق المصرية لمواجهة مخططات تهجير فلسطينيي قطاع غزة رفض أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي، محذرة من تداعيات تلك الأفكار التي تعد إجحافًا وتعديًا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، التي لن تكون مصر طرفًا فيها.

وجاءت ثاني الأوراق المصرية في هذا الإطار تأكيدًا على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث وبصورة دائمة، والذي يفضي إلى إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا، فضلًا عن انسحاب قوات جيش الاحتلال لمحاذاة حدود القطاع الفلسطيني.

أما الورقة الثالثة، فكانت الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء في المجتمع الدولي في تنفيذ تصورات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار خلال إطار زمني محدد، ودون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم التاريخية ورفضهم الخروج منها.

وإضافة إلى ذلك، قامت مصر بتكثيف جهودها لجمع الدول العربية حول قضيتهم الأولى، حيث أجرى وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي مباحثات هاتفية مع 11 من نظرائه العرب، شملت تأكيد رفض المخططات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مستندة إلى أن ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا لاستقرار المنطقة. 

وفي هذا الإطار، أكد خبراء، أن الموقف المصري الواضح برفض تهجير الفلسطينيين كافٍ لثني الإدارة الأمريكية عن هذا الطرح، خصوصًا لما يحظى به من دعم عربي ودولي. 

وأوضح الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"دار الهلال"، أن تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه، رغم حرب الإبادة الإسرائيلية التي مورست ضدهم لأكثر من 15 شهرًا، هو أكبر دليل على أن المخطط الأمريكي ليس له مآل إلا الفشل. 

 موقفنا واضح

إلى ذلك، أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الموقف المصري والأردني والسعودي، وكذلك العربي كان كافيًا لثني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، في إشارة إلى تصريحه الأخير: "لست مستعجلًا" فيما يخص هذا الطرح.

وأضاف "بيومي" في حديثه لـ"دار الهلال" أن طرح ترامب تهجير الفلسطينيين رغم تشبثهم في أرضهم لأكثر من 15 شهرًا مارست فيها إسرائيل حرب إبادة جماعية ضدهم يأتي خارج إطار العقل والمنطق، معقبًا: "لا يوجد شيء يسمى تهجير شعب من أرضه حتى تأتي بأناس لا علاقة لهم بها".

وأشار إلى أن سلوكيات الرئيس الأمريكي منذ تنصيبه في الـ20 من يناير الماضي مستفزة، ليس فقط فيما يتعلق بمنطقتنا العربية، بل أيضًا فيما يتصل بحلفائه، حيث إنه يريد احتلال "كندا" و"بنما"، فضلًا عن تخطيطه لفرض رسوم جمركية على "الاتحاد الأوروبي" والدخول في مناوشات مع كل من روسيا والصين، وذلك عدا إسرائيل التي تُعتبر "بنت أمريكا المُدللة".

ورأى السفير جمال بيومي، حديث مصر حول الانخراط في إعادة إعمار القطاع على الفور جاء لمواجهة الحجج الأمريكية المتصلة بهذا الشأن، حيث كانت تقول: "نعيد الإعمار وهم في الخارج"، لافتًا إلى المشهد المهيب الذي رآه العالم منذ أيام خلال عودة أهالي الجزء الشمالي من قطاع غزة إليه، رغم أنه مدمر بأكمله.

وأشاد بالموقف المصري الذي رفض منذ اللحظة الأولى أي طرح يتصل بتهجير الفلسطينيين، وهو ما رحب به الرأي العام في البلاد، مشيرًا في الوقت نفسه إلى ضرورة التمسك بشعر معاوية مع إسرائيل حتى يتسنى لمصر التنسيق فيما يتعلق بإدخال المساعدات إلى القطاع.

 مصر تدرك المخطط جيدًا

ومن جانبه، يؤكد اللواء محمد زكي الألفي، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن المواقف المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية واضحة وثابتة سواء بعد بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، أو قبله.

ويوضح "الألفي" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن من المعلوم تاريخيًا أن إسرائيل تسعى لتهجير الفلسطينيين نحو سيناء، موضحًا أن مصر تعي ذلك بشكل جيد وتعمل على مواجهته.

وأضاف:"الحقيقة أن الشعب الفلسطيني أثبت صلابته هذه المرة بالتحديد في التمسك بمبادئه وأرضه، ولم يتخل عنها، رغم القصف الذي استمر لأكثر من 15 شهرًا ضمن حرب إبادة إسرائيلية خارج كافة الأطر والقوانين الإنسانية والدولية".

وأردف قائلاً: "الموقف المصري والعربي ثابت في مواجهة كافة الضغوط التي ترمي نحو تهجير الفلسطينيين"، مؤكدًا على أنها ستؤول إلى الفشل.

وثمّن الموقف المصري، الذي يستهدف إعادة إعمار القطاع الفلسطيني فورًا، دون خروج الفلسطينيين منه، مؤكدًا على قدرتها على ذلك، إضافة إلى ضرورة حشد الموقف العربي والعالمي في هذا الإطار.

وفي شأن الموقف العربي، يشدد الخبير العسكري والإستراتيجي، على ضرورة أن يكون موقفًا موحدًا داعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، مُعقبًا:"هذا ما اعتدنا عليه دائمًا في منطقتنا العربية، حيث كان ذلك جليًا في حرب السادس من أكتوبر 1973، وبإذن الله يزهو في الفترة القادمة، وهو ما يؤكده الجميع".

وأشار إلى أن تصريحات الإدارة الأمريكية التي تأتي في هذا السياق غير مسؤولة، ولذا فهي مرفوضة، ليس في منطقتنا العربية وحدها بل ومن معظم دول العالم، بما في ذلك الدول الأوروبية، فضلًا عن أنها تخالف كافة القوانين والمواثيق الدولية.

وأوضح أن مثل هذه التصريحات تعمل على تأزيم الوضع في المنطقة وتشتت بها أنظارنا عن قضايانا الرئيسية، مختتمًا:"هذا لن يحصل لأننا ندرك جيدًا طريقنا الذي نسير في اتجاهه".