في لحظات درامية فارقة في تاريخ السينما، وقف المشاهدون مذهولين أمام الشاشة وهم يشاهدون رجالا بشوارب كثيفة يتحولون لسيدات راقيات في ثواني، نعم نحن نتحدث عن الظاهرة الفنية الأكثر كوميديا الفنان في دور ست!
هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل بدأت منذ أيام الأبيض والأسود عندما قرر إسماعيل ياسين أن يخلع الجلابية ويرتدي فستانا ليصبح "الآنسة حنفي"، في خطوة جريئة جعلتنا جميعا نعيد النظر في قوانين الطبيعة ومن يومها تحولت السينما لساحة تجارب الموضة الغريبة، حيث لم يسلم أي نجم كوميدي من ارتداء الفساتين، سواء بإرادته أو بحكم السيناريو.
وأشهرهم وأكثرهم لطافة كان هنيدي في جاءنا البيان التالي لم يجد طريقة أفضل من أن يتحول إلى فتاة ليل وهنا خرج لنا هنيدي في دور عفت الشربيني عفت، الشخصية التي جعلتنا نقتنع أن بعض الرجال قد يكونون سيدات موهوبات أكثر من المحترفات أنفسهن أما علاء ولي الدين، فقرر أن يأخذ التجربة لمستوى آخر وتحول إلى زوجة ناظر صارم.
عادل إمام الزعيم الذي دخل عالم الموضة! لا يمكن الحديث عن التنكر بدون ذكر عادل إمام، الذي أثبت أن الرجولة الحقيقية تعني أنك تستطيع ارتداء فستان دون أن تهتز صورتك كممثل أكشن وكوميدي في نفس الوقت! مشاهد الزعيم بالفستان جعلت الكثير من الشباب يفكرون هل السر في الكعب العالي، أم في الثقة بالنفس؟
بالرغم من أن تنكره لم يكن طويلا مثل غيره، إلا إنه استطاع أن يظهر لنا أن التحول إلى امرأة ليس مجرد مسألة ملابس، بل أداء متكامل!.
وكذلك لا نغفل رامز جلال في رغدة متوحشه اللقطة التي ظهر فيها بفستان جعلتنا نقتنع أنه كان يمكن أن يكون بطلة رومانسية لو قرر الاتجاه لهذا النوع من الأدوار.
ففي عالم الدراما وبالأخص السينما التنكر له وجهان متناقضان إما أن يستخدم في الأعمال الجاسوسية والبلطجة، أو أن يكون بوابة للضحك والكوميديا وبما أننا بصدد الحديث عن مشاهد الضحك فلا يمكن أن نتجاهل واحدة من أشهر حيل الكوميديا رجال في زي نساء فكرة ليست جديدة، لكنها دائما حاضرة، تتأرجح بين الإبداع أوالتجربة الفاشلة.
ولو افترضنا استحداث مسابقة جوائز أفضل وأسوأ متنكر، فمن المؤكد أن أسماء كثيرة ستتصدر المشهد البداية كانت مع جورج سيدهم، الذي تألق في تقمص دور النساء، يليه سمير غانم، الذي جعلنا نضحك حتى الدمع ثم يأتي الأسطورة إسماعيل ياسين، لكن دعونا لا ننسى البداية الحقيقية لهذا الأسلوب والذي يعود لعلي الكسار فهو أول من ارتدى زي امرأة في فيلم صامت قصير بعنوان الخالة الأمريكانية عام 1920، للمخرج الإيطالي بونفيلي.
ومن أبرز المتنكرين أيضا الفنان عبد المنعم إبراهيم، الذي أبدع في فيلم سكر هانم وإشاعة حب حيث لم يكتف بتقمص دور المرأة بل أضاف لمسة فكاهية من خلال تقليد أصوات الفنانات بشكل لا ينسى.
وتم استحداث موجة شباب الكوميديا الذين جعلوا التنكر في زي النساء جزءا من ترندات السينما الحديثة على رأسهم هنيدي كما سبق الذكر في جاءنا البيان التالي وصاحب صاحبه والخالة نوسة يليه علاء ولي الدين بدوره الأيقوني في فيلم الناظر، ثم محمد سعد بشخصية الخالة أطاطا في عوكل وكذلك هاني رمزي في فيلم أبو العربي والإفية الأشهر" عشان العنكبوت ميمسكش في الشراشيب".
ولكن الكوميديا لم تقتصر فقط على الرجال، بل جانات السينما أيضا جربوا حظهم في التنكر كنساء، حسين فهمي ونور الشريف قدما أداء مميز أثار دهشة الجمهور، خاصة أن وسامتهما لم تكن عائقا أمام تقمص الأدوار الكوميدية.
في النهاية التنكر في السينما ليس مجرد وسيلة لإضحاك الجمهور، بل أداة لإبراز براعة الفنان وقدرته على كسر الصورة النمطية، مما يجعل هذه المشاهد دائما حاضرة في الذاكرة.
لكن... لماذا يفعلون ذلك؟ هل هو حب التجربة؟ أم أن كل فنان لابد أن يمر بمرحلة الفستان ليصبح نجما حقيقيا؟ في التقمص البعض يرى أن الأمر مجرد كوميديا، والبعض الآخر يعتقد أنها رسالة فنية، بينما هناك فئة ثالثة تعتقد أن الموضوع كله سببه رهانات في الكواليس!
في النهاية سواء كنت من محبي هذه الظاهرة أو من كارهيها، لا يمكن إنكار أن بعض المشاهد التي ظهر فيها فنانون رجال بفساتين قد أصبحت من كلاسيكيات السينما وربما في المستقبل، سنجد أفلاما جديدة ترفع شعار مش مهم تكون راجل أو ست... المهم إنك تعرف تمشي بالكعب العالي!