رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبراء: الموقف العربي الموحد قادر على مواجهة مخططات التهجير| خاص

9-2-2025 | 14:00


قطاع غزة

محمود غانم

مما لا شك فيه أن الرد العربي الرافض لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين كان قويًا، ومع ذلك، يؤكد الخبراء أنه يجب أن ينتقل هذا الرد إلى مرحلة أخرى تشعر فيها الولايات المتحدة بالخطر على مصالحها في المنطقة، التي من الضروري الحفاظ عليها.

وفي ظل الموقف العربي الرافض لأي طرح يتعلق بتهجير الفلسطينيين، والمتمسك بتسوية عادلة لقضيته، تستضيف مصر قمة عربية طارئة نهاية الشهر الجاري، لبحث التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.

الأوراق العربية في مواجهة التهجير 

وفي غضون ذلك، شدد خبراء في حديثهم لــ"دار الهلال" على ضرورة أن تخرج هذه القمة بموقف عربي موحد يلزم العالم بأكمله باحترامه والحفاظ على القضية الفلسطينية، التي باتت في خطر.

إلى ذلك، شدد الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي والإستراتيجي، على أهمية حشد الموقف العربي في إطار رفض مقترح تهجير الفلسطينيين، حيث سيفرض ذلك على العالم احترام هذا القرار.

ووصف غباشي في حديثه لـ"دار الهلال" القمة المنتظر عقدها في مصر نهاية الشهر الحالي بأنها "قمة الخطورة" في ظل واقع العالم العربي، حيث يجب أن تخرج بموقف غير تقليدي، بخلاف ما ألفناه في سابقاتها.

وقال إن العالم العربي يجب أن يدرك الواقع الذي يمر به، ويدرك الخطر الذي يحيط به، وعليه يجب أن يكون هناك حد أدنى من التوافق حول مواجهة القوة الإقليمية والدولية المتكالبة عليه، متابعًا أن واقع القضية الفلسطينية مهين للعالم العربي، ولذا يجب أن يكون صاحب موقف فيها.

ومتحدثًا عن أهمية حشد موقف عربي موحد ضد تهجير الفلسطينيين، يوضح الخبير السياسي والإستراتيجي، أنه في حال جرى ذلك، فسوف يكون لزامًا على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحترمه، حتى تحافظ على مصالحها في المنطقة واستثمارات المال العربي في أرضها، ناهيك عن مصالحها على الأراضي العربية، بما في ذلك قواعدها العسكرية.

وأضاف غباشي: "أمريكا تُجمعها بالعالم العربي العديد من المصالح، وهي ملزمة بالحفاظ عليها، وفي المقابل، على العالم العربي أن يُدرك مصالحه بشكل جيد، حتى يُنقذ نفسه".

وحول أطماع دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية، يقول إن "ذلك من المستحيل أن يحصل"، لافتًا إلى التصريحات الأخيرة التي خرجت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية على أرض المملكة العربية السعودية "تأتي في إطار كيدي لا أكثر"، في ظل موقفها الذي رفض حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

واختتم: "ورغم أنه من المستحيل تهجير الفلسطينيين تجاه أي أرض عربية، لا بد أن يكون هناك موقف ضد الكيان الإسرائيلي والسياسة الأمريكية، خصوصًا أن مؤخرًا برزت مواقف أقوى من الموقف العربي، مثل جنوب أفريقيا، وبعض دول أمريكا اللاتينية".

ويتفق الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، مع الطرح السابق، مؤكداً على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي "موحد" رافض لأي طرح يتصل بتهجير الفلسطينيين.

ويؤكد الدكتور حسن سلامة، في حديثه لـ"دار الهلال"، على أهمية القمة العربية المقرر عقدها نهاية الشهر الحالي، مشيرًا إلى ضرورة خروجها بموقف عربي "موحد" رافض لكافة مخططات التهجير الإسرائيلية والأمريكية.

وأضاف: "كما لا بد أن يكون هناك حالة من التوافق العربي على ضرورة الانتقال إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية والتوصل إلى حل الدولتين، وأن أي علاقة بين إسرائيل والدول العربية مرهونة بالتسوية العادلة للقضية الفلسطينية".

وشدد على ضرورة أن يظهر العرب من خلال هذه النافذة كـ"كتلة موحدة"، لديها القدرة على أن تستخدم أوراق الضغط في عالم يعتريه التغيرات، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن قضية تهجير الفلسطينيين من شأنها أن تعيد هيكلة العلاقات العربية - الأمريكية، في ضوء مخططات واضحة للضغط على منطقتنا.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن العالم العربي، بما يمتلكه من أوراق، قادر على الضغط على الولايات المتحدة، خاصة أن منطقتنا تُعد منطقة صراع على النفوذ. 

وتابع: "يمكن للعالم العربي أن يستثمر الكثير والكثير في ذلك، بما يتجاوز النفط إلى أوراق أخرى مثل العلاقات الاقتصادية والسياسية والمواقف العسكرية". 

واختتم مؤكدًا أن القضية العربية، على الرغم من أنها تواجه خطرًا دائمًا، إلا أن تحقيق مخطط التهجير يعني تصفية القضية الفلسطينية، ولذلك، تكتسب القمة العربية أهميتها، لأن هذه المرحلة تعتبر من المراحل الدقيقة في مصيرها.