أكد وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني، أن المعلمين ليسوا مجرد موظفين، بل هم أصحاب رسالة عظيمة ينقلون العلم للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن دورهم لا يقتصر على التعليم فقط، بل يشمل بناء شخصية الطلاب وصقل مهاراتهم حتى يكونوا أكثر علمًا وأفضل أداءً، فيتواصل عطاؤهم وتحيا مسيرة الأزهر العلمية والدعوية.
جاء ذلك خلال حضور الدكتور الضويني، اليوم الأحد، طابور الصباح بمجمع معاهد الإمام علي بن أبي طالب النموذجي بنين وفتيات بمراحله المختلفة (رياض الأطفال، الإبتدائي، الإعدادي، الثانوي) بمنطقة سوهاج الأزهرية، حيث يضم المجمع أكثر من ألفي طالب وطالبة في معاهده المختلفة، وذلك في أول أيام الفصل الدراسي الثاني.
ونقل وكيل الأزهر تحيات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وتهنئته للطلاب والمعلمين ببدء الدراسة، متمنيًا لهم تحصيلا علميا موفقا ونجاحًا باهرًا.
وتفقد الضويني، يرافقه فضيلة الشيخ أيمن عبدالغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أحمد حمادي رئيس منطقة سوهاج الأزهرية، سير الدراسة في روضة المعهد، مشيدا بما رآه من يقظة ونشاط لدى الأطفال، ومستوى حفظهم لبعض سور القرآن الكريم.. كما تفقد معهد البنين ومعهد الفتيات، واطلع على انتظام العملية التعليمية به، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يولي اهتمامًا كبيرا بطلابه إيمانا برسالته في إعداد أجيال قادرة على حمل أمانة العلم والدعوة إلى الله.
وقال "إن الأزهر الشريف بتراثه العريق الممتد لأكثر من ألف عام، يظل الحصن الحامي لعلوم الشريعة واللغة العربية، والمصدر الموثوق لنشر صحيح الدين، ولا يقتصر على العلوم الشرعية فقط، بل يجمع بين مختلف العلوم، حيث يخرج الطبيب والمهندس والصيدلي والمعلم إلى جانب علماء الفقه والتفسير والحديث والدعوة، ليكونوا جميعا نماذج مضيئة تسهم في نهضة المجتمع"، منوها بدور الأزهر في الحفاظ على علوم الشريعة واللغة العربية ونشر صحيح الدين في كل بقاع العالم عبر علمائه ومنتسبيه الذين يحملون منهج الوسطية والاعتدال.
وأضاف: أن محافظة سوهاج قدمت لمصر وللأمة الإسلامية علماء بارزين في مختلف التخصصات، وكان لها دور ريادي في تخريج نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف، أبرزهم الشيخ مصطفى المراغي، والشيخ محمد سيد طنطاوي، الذين تولوا مشيخة الأزهر، وكل من الشيوخ: عبد الرحمن حسن ومحمود إمبابي وعباس شومان، الذين تولوا وكالة الأزهر، ومن أعضاء هيئة كبار العلماء الشيوخ: عبدالعزيز المراغي وعبدالرحمن الجزيري وعبدالله الجهني، فيما تولى الشيخ محمد إسماعيل البرديسي دار الإفتاء، وكان عضوا بهيئة كبار العلماء، وجميعهم نشروا العلم في الداخل والخارج، وساهموا في تعزيز رسالة الأزهر في نشر الفكر المستنير.
ووجه وكيل الأزهر الشريف رسالة للطلاب، حثهم فيها على ضرورة مواصلة حفظ القرآن الكريم وإتقانه والازدياد من العلم حتى يجمعوا بين الحفظ والفهم الصحيح، مشيدًا بالمستوى المتميز لطلاب الأزهر في تلاوة القرآن الكريم، منوها إلى أن هذه النماذج تعكس الدور الريادي للأزهر في تخريج أجيال تحمل كتاب الله وتنشره بأحسن صورة.
وتابع: "أنتم علماء الغد وأئمة المستقبل، والمصريون والمسلمون في كل مكان ينتظرون منكم حمل راية الأزهر الشريف، وهذا يتطلب منكم الاجتهاد في تحصيل العلم والمذاكرة المستمرة والاطلاع الواسع، والأزهر يفاخر بأبنائه في كل مكان ويستحق منكم السعي دائما في إتقان منهجه ونشر رسالته".
وعقب جولته في المعاهد الأزهرية، تفقد وكيل الأزهر سير العمل في ديوان عام منطقة سوهاج الأزهرية، حيث تابع انتظام العمل الإداري، واطلع على آلية تيسير الخدمات التعليمية والإدارية للطلاب والمعلمين.
وشدد على ضرورة تسهيل الإجراءات للطلاب وأولياء الأمور، وضرورة التعاون والتكامل بين مختلف الإدارات لضمان تقديم أفضل خدمة تعليمية وإدارية، مؤكدًا أن العمل في الأزهر رسالة قبل أن يكون وظيفة، وأن الجميع مسؤول عن الحفاظ على هذا الصرح العلمي العريق.