خبراء وباحثون عرب: القمة العربية الطارئة رسالة واضحة برفض مخططات تهجير الفلسطينيين
أكد دبلوماسيون عرب سابقون وخبراء وباحثون أهمية القمة العربية الطارئة التي ستعقد في مصر يوم 27 فبراير الحالي، مشيرين إلى أن هذه القمة تعد رسالة عربية جماعية برفض مخططات تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته العادلة.
وقال مدير الإدارة الاقتصادية السابق بجامعة الدول العربية وأستاذ الاقتصاد القياسي بجامعة بغداد الدكتور ثامر العاني - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "إن القمة العربية التي ستعقد بالقاهرة في 27 فبراير لدعم الشعب الفلسطيني والتعامل مع التطورات الخطيرة في القضية الفلسطينية، رسالة عربية واضحة برفض مخططات تهجير الفلسطينيين، كما تعكس تأكيد الدعم العربي للشعب الفلسطيني".
وتوقع العاني أن تساهم القمة في إطلاق جهود إعمار قطاع غزة عربيا ودوليًا، مثمنًا الدعوة المصرية لعقد هذه القمة بهذا التوقيت، قائلًا "إن عقد هذه القمة بدعوة من مصر يشير للالتفاف العربي حول الشعب الفلسطيني، وكذلك الدعم العربي لمواقف مصر والأردن الرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني".
وأكد تطلعه إلى أن تنعكس نتائج هذه القمة إيجابيًا على الوضع الإنساني الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والضفة؛ لمواجهة الممارسات الإسرائيلية الرامية لجعل الحياة صعبة أو حتى مستحيلة على الفلسطينيين.
وأضاف "أنه ليس غريبًا أن تكون القضية الفلسطينية هي الحافز على عقد هذه القمة الطارئة التي تعيد الزخم للعمل العربي المشترك، وأن يتم عقدها بناءً على دعوة من مصر سواء بسبب دورها الفعال والتاريخي والمستمر في دعم الشعب الفلسطيني أو دورها القيادي على صعيد العمل المشترك".
وثمن تجاوب الدول العربية مع هذه الدعوة والمواقف العربية الرافضة لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، لافتًا إلى الجهود العربية المتعددة بهذا الشأن سواء على صعيد منظومة العمل العربي المشترك المتمثلة بجامعة الدول العربية أو على صعيد جهود كل دولة بمفردها في هذا الإطار.
من جانبه..أكد نائب رئيس أكاديمية الشروق وأستاذ الإعلام الدكتور محمد شومان، أهمية الدعوة المصرية لعقد القمة العربية لدعم الشعب الفلسطيني، قائلًا "إننا نحتاج لموقف عربي موحد أمام دعوات تهجير الفلسطينيين، والتأكيد على رفض تصفية القضية الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية التي أقرتها الشرعية الدولية والقمم العربية، ومنها حقه في إنشاء دولته المستقلة على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على حدود 4 يونيو 1967".
وأضاف "أن هذه الدعوة تؤكد دور مصر الريادي والقيادي بالمنطقة العربية"، موضحًا أهمية أن تناقش هذه القمة العربية استراتيجية إعلامية عربية موحدة لتقديم وجهات النظر العربية لوسائل الإعلام الدولية، ومخاطبة الرأي العام العالمي وحشده ضد فكرة التهجير وسلب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فضلًا عن جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني خاصة التي جرت في غزة.
وأكد ضرورة أن يكون هناك تنسيق بين هيئات ووزارات الإعلام بالدول العربية لصياغة خطاب موحد واستراتيجية موحدة متفق عليها تخاطب كل شرائح الرأي العام العالمي في كافة دول العالم؛ لتوضيح المرحلة الأخيرة من الصراع وخطورته على القيم والمبادئ الإنسانية.
وأعرب عن تطلعه لإطلاق هذه القمة صندوق لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك في إطار استراتيجية مصر الواضحة لإعادة إعمار القطاع لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والتصدي لأي عمليات تهجير سواء طوعًا أو بالقوة..مؤكدًا أهمية التركيز على مخاطر واحتمال أن تعود إسرائيل لشن حرب جديدة ضد القطاع؛ ليكون المدنيون مجددًا هم ضحاياها الأساسيين.
وبدوره..قال الباحث اللبناني بالشأن السياسي الدكتور أحمد الزعبي "إن هذه القمة الطارئة تكتسب أهمية كبيرة لعدة أسباب، أولها التنسيق لاتخاذ موقف عربي موحد لكيفية التعامل مع أطروحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بغزة"، مشيرا إلى أن هناك مواقف عربية عديدة صدرت من الدول العربية ورافضة لفكرة الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين.
وأضاف أن القمة تمثل فرصة لإجراء نقاش عربي برعاية القاهرة حول مصير إدارة قطاع غزة بعد الحرب في ظل موقف مصر والدول العربية المؤكد على وحدة الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة، وأن السلطة الشرعية الوحيدة فيها هي السلطة الوطنية الفلسطينية.
وتابع الدكتور أحمد الزعبي - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "أنه بعد انطلاق صفقة الأسرى بين إسرائيل وحماس، وطرح إسرائيل لما يعرف بـ"ترتيب اليوم التالي"، يحتاج قطاع غزة اهتمامًا عربيًا لتأكيد الحاضنة العربية للقضية الفلسطينية، ووقف استغلالها".
وأشاد بدور مصر المحوري الرامي لتأكيد العمل العربي المشترك ورفض التدخلات الخارجية في الشئون العربية بالتزامن مع التطورات التي شهدها الإقليم العربي سواء في سوريا أو في لبنان أو في غزة مع بداية 2025.
وقال "إننا نأمل أن ينتج عن قمة القاهرة تصورات عملية تجري متابعتها؛ بما يخدم وحدة الصف الفلسطيني والقضية الفلسطينية، فضلًا عن الاستفادة من الزخم الدولي الذي تحقق مؤخرًا والرافض للجرائم بحق الشعب الفلسطيني والداعم لحقوقه المشروعة".
ومن ناحيته..قال المحلل السياسي اللبناني خالد زين الدين "إن هذه القمة الطارئة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحديات كبيرة على المستويين السياسي والجيوسياسي، خاصة بعد التصريحات الأخيرة الصادرة عن الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
وأضاف "أن هذه القمة تأتي في إطار المساعي والجهود العربية للتصدي للمخططات الأمريكية الرامية لتهجير أهل غزة ومشروع تحويل غزة إلى مناطق سياحية برعاية أمريكية وإسرائيلية".
وتابع "يتزامن قرار عقد القمة العربية الطارئة أيضًا مع خطوات إسرائيلية نحو تهويد الضفة الغربية وتغيير تاريخها والضغط على سكانها وتهجيرهم من خلال التجويع والقتل والتنكيل والحصار وغيره".
وتوقع أن تتخذ القمة العربية قرارات استباقية وتطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لاتخاذ قرار من أجل حق عادل للقضية الفلسطينية، و التأكيد على قرار حل الدولتين، وإرغام إسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطين، وإنهاء معاناة الفلسطينيين.
وحث المحلل السياسي اللبناني، الإدارة الأمريكية على إعادة دعم حل الدولتين كأساس لتسوية القضية الفلسطينية من أجل فرض السلام العادل والشامل بمنطقة الشرق الأوسط.