رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


القمة العربية الطارئة في القاهرة.. دعم لوحدة الصف العربي في وجه مخططات التهجير الفلسطيني

10-2-2025 | 13:08


القمة العربية

أماني محمد

قمة عربية طارئة تستضيفها القاهرة، في 27 فبراير الجاري، لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، حيث كشف خبراء أهمية القمة وأهم الملفات التي تناقشها في الوقت الراهن في ظل التداعيات التي تشهدها القضية الفلسطينية ومخططات التهجير التي كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتستضيف مصر القمة بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالى للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما فى ذلك دولة فلسطين التى طلبت عقد القمة.

4 ملفات على مائدة القمة

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن القمة العربية الطارئة المقبلة تعد من الأحداث المهمة التي ستتناول مجموعة من القضايا المصيرية بالنسبة للقضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام، في ظل مخططات التهجير والسيطرة على قطاع غزة.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن القمة ستناقش أربع قضايا رئيسية، أولها العلاقات العربية الأمريكية التي يمكن البناء عليها ومراجعة السياسات الأمريكية ومواقف الدول العربية في هذا الإطار، مضيفا أن القضية الثانية التي ستتناولها القمة هي رفض المشروع الإسرائيلي للتهجير القسري للفلسطينيين، وتحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن تداعيات ما يمكن أن يحدث في المنطقة نتيجة هذا المشروع.

وأضاف أن القضية الثالثة، فستركز على دعم الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال تأكيد ضرورة بقائهم على أرضهم، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، مشيرا إلى أن القضية الرابعة هي التأكيد على الثوابت العربية في التعامل مع القضية الفلسطينية، بما في ذلك دعم مصر في إعادة إعمار قطاع غزة، حيث تجري مصر ترتيبات على أعلى مستوى في هذا الأمر بمؤتمر مرتقب.

وأضاف فهمي أن القمة العربية المقبلة ستتناول أيضًا دعم السعودية في خطوتها مع فرنسا لعقد اجتماع في يونيو المقبل بشأن خيار حل الدولتين، مؤكدا أن عقد القمة تعقد في دولة المقر وهي مصر، تحت رئاسة البحرين، وبدعوة من فلسطين، مما يعكس وجود زخم عربي كبير في هذا السياق والتوافقات العربية.

وفيما يخص نجاح القمة، شدد الدكتور فهمي على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي موحد تبنى عليه السياسات العربية، وهو الشرط الأول لتحقيق النجاح في القمة، مشددا على أهمية نقل رسالة إلى الإدارة الأمريكية بجدية الموقف العربي وأن هناك موقف موحد، خصوصًا في ظل وجود اهتمام عربي متزايد بتطورات الوضع في الإقليم.

وأشار إلى أن الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية، يزور واشنطن في الوقت الراهن، وكذلك الزيارة الحالية التي يقوم بها الملك عبد الله إلى الولايات المتحدة، والتي تؤكد على التفاعل العربي مع الأحداث الجارية.

مواقف حاسمة لمواجهة مخططات التهجير القسري

أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية السابق، أن القمة العربية المقبلة في القاهرة تهدف إلى بحث آفاق المرحلة المقبلة، مع التركيز على المواقف المصرية والعربية الحاسمة بشأن مخططات التهجير القسري والطوعي، مضيفا أن العلاقات المصرية والعربية مع الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية ومتواصلة عبر السنين، ويجب ألا على واشنطن مراعاة ذلك وألا تنزلق العلاقات إلى مساحات تضر بقيمتها أو تتيح الفرصة للعدوان الإسرائيلي لاستمرار حملته ضد قطاع غزة بعد أن أفشلته إرادة الشعب الفلسطيني والدعم والجهود المصرية والعربية.

وأوضح في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن الموقف المصري كان ولا يزال ركنًا أساسيًا في مواجهة هذه المخططات الإسرائيلية، وأنه يجب عزلها عن أي دعم أمريكي يتجاهل قرارات الأمم المتحدة، في ظل محاولة الاحتلال تحقيق مكاسب سياسية لم يتمكن من تحقيقها على الأرض، مشيرا إلى أن كافة الجهود كما ورد في الاجتماع السباعي لوزراء الخارجية العرب منذ أيام، والذي أكد فيه على ضوابط وقواعد الحل الممثلة في حل الدولتين والالتزام بمقررات الأمم المتحدة في هذا الشأن والدعوة لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة القطاع واستعادة مقدرات الشعب الفلسطيني وتمكينه في قطاع غزة، بعد أن أبد تمسكا فريدا وشجاعا بالأرض على النحو الذي عكسته مسيرات العودة لشمال القطاع الأيام الماضية، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار واتفاقية الهدنة والتي يجب الالتزام بمراحلها.

وشدد حجازي على أهمية الالتزام ببنود الاتفاق ومراحله بعد أن بذلت الدبلوماسية المصرية والأمريكية والقطرية جهدا خارقا حتى تم فرض إرادة الوفاق والسلام في هذه المرحلة الحرجة التي تتهدد فيها منطقة الشرق الأوسط من جراء السياسات المتعسفة والعنيفة التي تمارسها إسرائيل، مشددا على أنه بات من المجدي النظر الآن في إقرار حل الدولتين كحل عبرت عنه كل المقررات والمواثيق الدولية.

وأكد السفير حجازي أهمية الاستفادة من تطبيق مراحل التفاوض وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار والهدنة الجاري تطبيقه حاليا والسير نحو إتمام المرحلة الثانية وتفويت أي فرصة على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لمحاولة استدراج المشهد لمزيد من الاضطراب والعنف عن طريق عدم الالتزام بالبنود المحددة والمفروضة عليه وفقا لهذا الاتفاق، مضيفا أنه في المرحلة الأولى عندما انتهك العديد من بنود الاتفاق من إدخال المساعدات الهامة والضرورية كالوقود والدواء ومعدات البناء والمعدات الثقيلة وكذلك الكرفانات المطلوبة لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.

وأضاف حجازي أن القمة العربية الطارئة المقبلة، ستكون منصة دبلوماسية هامة لدعم الموقف الفلسطيني والقضية الفلسطينية ومصالح الأمن القومي العربي والدعم الموقف المصري الأردني الرافض لأي قرارات للتهجير القسري، وتأكيد على أن مصر قادرة على إتمام عملية إعادة التعمير في القطاع، وفي وقت قياسي بالتعاون مع الشركاء والأمم المتحدة انطلاقا لدعم المؤتمر الدولي المقرر للسلام في 25 يونيو القادم.

ولفت إلى ضرورة وضع نطاق محدد للحراك الإقليمي والدولي يعيد التمسك بالثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية، وإقناع الإدارة الأمريكية أن كثير من المشروعات التي قدمت عبر سنوات الماضية بما فيها صفقة القرن فشلت لأنها تبحث عن مصالح إسرائيل وأمنها دون النظر لمصالح وأمن وحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن القمة القادمة يجب أن تنظر بعين الاعتبار إلى أهمية إقامة منظومة أمن وتعاون ضمن مشروع مبادرة إقليميه تضم الجميع ويكون من بين أركان من ينضمون إليها حتى لو كانت إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقامة حل الدولتين وإقامة منظومة أمن والتعاون مشابهة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.

وأكد ضرورة تحصين المصالح العربية ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ورفض أي دعم للمخططات الإسرائيلية التي تهدد الأمن القومي العربي، مشيرا إلى أن مصر ستظل عنصر استقرار وأمن في المنطقة، وأنها ستواصل السعي من أجل تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة، وفقا لحل الدولتين.

صف عربي موحد

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن القمة العربية المقبلة، تحمل أهمية خاصة لعدة أسباب، لأوها الظروف التي تطرأ على المنطقة العربية حاليا والتهديد الإسرائيلي ودعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى أماكن داخل المنطقة العربية سواء مصر أو الأردن أو المملكة العربية السعودية أو دول أخرى.

وأوضح، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن ذلك يهدد بتأثيرات عديدة على الأمن القومي العربي وتغيرات في هيكلية المنطقة العربية، مشيرا إلى أن القمة تستهدف الدعوة إلى تكوين رأي عربي جمعي تجاه ما يحدث، أولا من خلال رفض مسألة تهجير الفلسطيني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى تحديد موقف حازم وثابت تجاه ما يحدث واشتراط أن يكون هناك نوع من الحل السياسي للقضية الفلسطينية بعيدا عن الأفكار المتطرفة مثل مسألة تهجير الفلسطينيين أو إخراجهم من أراضيهم أو خروجهم من قطاع غزة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وأشار إلى أن هذه الدعوات تؤدي في النهاية إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة العربية وبالتالي جاءت أهمية هذه القمه لتطرح رؤى ومتغيرات وتطرح آفاق مستقبليه لمسألة التضامن العربي وضرورة أن يكون هناك صف عربي موحد تجاه مثل هذه القضايا والأطروحات.