في ردها على سؤال حول ما إذا كان هناك ضوابط شرعية تمنع المرأة من أن تكون معلمة، أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن تاريخ الإسلام يوضح بجلاء أن المرأة كانت معلمة ومعلِمة منذ العصور الأولى للإسلام، حيث كان لأمهات المؤمنين دورًا كبيرًا في تعليم الصحابة والناس.
وأشارت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، إلى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت من أكبر المحدثات والعالمات، وكانت تشرح للصحابة الكثير من المسائل التي لا يعرفها سواها، مشيرة إلى أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، تلمذ العديد من العلماء منهم الإمام الشافعى والإمام أحمد بن حنبل، على يد نساء مثل السيدة نفيسة التي كانت معلمة ومرجعية علمية في زمنها.
وأوضحت هبة إبراهيم أنه لا يوجد مانع شرعي يمنع المرأة من العمل كمعلمة طالما التزمت بالضوابط الشرعية، ومنها: الالتزام بالحجاب الشرعي، يجب أن يكون اللباس فضفاضًا ساترًا، لا يكشف عن الجسم، وكذلك الالتزام بالآداب في الحديث، يجب أن تكون طريقة حديث المرأة مع طلابها أو المتعلمين محترمة ومؤدبة، بحيث لا يكون هناك خضوع في القول أو تكسير في الصوت، وكذلك عدم الخلوة المحرمة، يجب أن يكون هناك ضوابط في التواصل بين المعلمة والطلاب، مع التأكد من عدم وجود خلوة غير شرعية، وأيضا الالتزام بالتعامل مع الجنسين بحذر، وإذا كانت المعلمة تتعامل مع رجال، يجب أن تلتزم بقواعد الشرع في التعامل مع الأجانب، مثل تجنب الحديث المثير أو التفاعل الذي قد يفتح الباب للفتن.
وأضافت أنه لا يوجد مانع من تعليم النساء أو الرجال، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا، طالما أن المعلمة قادرة على نقل العلم بجدارة وتلتزم بالشروط الشرعية، مؤكدة أن السن ليس ضابطًا في هذا الأمر، لأن الصحابيات من أمهات المؤمنين كنّ تتراوح أعمارهن بين الكبيرة والصغيرة، ومع ذلك كنّ يعلمن الصحابة والناس في إطار من الاحترام والضوابط الشرعية.