أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منصة رقمية مبتكرة تهدف إلى تسهيل التواصل مع المستفيدين من خدمات التأمين الصحي الشامل.

منصة رقمية لتعزيز الخدمات الصحية

تم الإعلان عن المنصة خلال جلسة بعنوان "دور التحول الرقمي في دعم الشراء الاستراتيجي وقيمة الرعاية المُقدمة"، والتي عُقدت ضمن فعاليات المنتدى السنوي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، في العاصمة الإدارية الجديدة. وجاء المنتدى هذا العام تحت شعار "تغطية صحية شاملة ومستدامة للجميع: الدور الريادي للقطاع الخاص لتحقيق رعاية صحية شاملة ومستدامة".

وتهدف المنصة إلى تسهيل وصول المواطنين إلى الخدمات الصحية من خلال إتاحة إمكانية حجز مواعيد العيادات الخارجية، تلقي تذكيرات بالزيارات المستقبلية، وإعادة جدولة أو إلغاء الحجوزات. كما توفر المنصة معلومات تفصيلية عن الملف الطبي الشخصي، بما في ذلك ملخص الحالة الصحية، نتائج التحاليل، تقارير الأشعة، والوصفات الطبية الموصوفة سابقًا، فضلاً عن إمكانية حجز المواعيد لأفراد الأسرة القصر.

الذكاء الاصطناعي ودوره في الرعاية الصحية
من جانبها، أكدت الدكتورة غادة لبيب، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي، أن الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن يسهم في تحسين صحة 1.5 مليار شخص بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات مؤسسة ماكنزي، التي تشير إلى إمكانية تحقيق وفورات تتراوح بين 200 و360 مليار دولار سنويًا في قطاع الرعاية الصحية.

كما أوضحت أن التحول الرقمي يفتح آفاقًا واسعة في مجالات الرعاية الصحية، سواء في التشخيص الطبي، التنبؤ بالأمراض، أو تحسين كفاءة إدارة الخدمات الصحية. وأشارت إلى التحديات المصاحبة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومنها أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وضرورة ضمان حيادية البيانات، بالإضافة إلى أهمية تزويد الطلاب والخريجين بالمهارات الرقمية المطلوبة لمواكبة التطورات المتسارعة.

جهود مصر في دعم التحول الرقمي الصحي
وتماشياً مع هذه التطورات، نفذت الدولة المصرية العديد من المشروعات لتعزيز التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية، من بينها:

إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي عام 2019 لدمج التكنولوجيا في القطاعات المختلفة.
تطوير مشروعات تطبيقية في مجال الرعاية الصحية، مثل نظام التعرف المبكر على المياه الزرقاء بالعين بدقة تشخيص 93%، وتطبيق التعرف على اعتلال الشبكية السكري بدقة تجاوزت 95%.
تنفيذ مشروع ميكنة التأمين الصحي الشامل ومنصة مصر الرقمية التي تتيح قرابة 170 خدمة حكومية إلكترونية، واستفاد منها حتى الآن نحو 8 ملايين مواطن.
ضخ استثمارات بقيمة 150 مليار جنيه لتطوير البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك توسيع شبكات الألياف الضوئية وربط 25 ألف مبنى حكومي.
 

نحو مستقبل رقمي متكامل
وفي إطار تعزيز استدامة التحول الرقمي، تم إنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي عام 2019، إلى جانب مركز الابتكار التطبيقي لتطوير حلول تقنية لمواجهة التحديات المجتمعية. كما تم تأسيس جامعة مصر للمعلوماتية بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية، وإنشاء 23 مركز إبداع رقمي في مختلف المحافظات.

وتعكس هذه الجهود التزام الدولة المصرية بتعزيز التكنولوجيا الرقمية في قطاع الرعاية الصحية، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية وضمان تكافؤ الفرص في الحصول عليها لجميع المواطنين.