نجوم المسرح المصرى| الضيف أحمد .. عبقري الفن ممثلًا ومؤلفًا ومخرجًا
يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم و مواهبهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، و أسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسماءهم في عالم الإبداع بما قدموه بعروض مسرحنا المصري.
ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم2، وخلف الستار، ومن المؤلفين والمخرجين، والمشاركين في خلق العرض، و لنسافر معه من خلال سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».
و اللقاء اليوم مع «الضوء الأول» من ثلاثي أضواء المسرح.. الضيف أحمد
كان ضيفًا مبدعًا مزهرا مشعا للبهجة ، فحل الضيف أحمد على الحياة، لسنوات قليلة وكذلك الحياة الفنية بمصر والوطن العربي، لكنه غادر عالمنا هو أحد أيقونات الفن الخالدة معنا، فرغم قصر حياة الممثل والمخرج والكاتب مصري الضيف أحمد، حيث غادر عالمنا في عام 1970م، وهو لا يزال في منتصف الثلاثينات من عمره، لكنه استطاع أن يترك بصمة متميزة في تاريخ الفن والسينما المصرية.
الميلاد والنشأة
ولد الضيف أحمد في قرية «تمي الأمديد» التابعة لمحافظة الدقهلية في 12 فبراير عام 1936م، لأسرة مكونة من سبع أبناء، وكان ترتيبه قبل الأخير بين إخوته.
البداية .. مسرح الجامعة
ولمعت موهبة الضيف أحمد الفنية منذ أن كان طالبًا في المدرسة الثانوية وفي جامعة القاهرة، حيث أخرج ومثل في عدة مسرحيات على خشبتها حتى حصل على الميدالية الذهبية في مسابقة كأس الجامعات، وتخرج من قسم الاجتماع بكلية الآداب في عام 1960م.
بداية الاحتراف مع الأستاذ
كانت الانطلاقة الحقيقية للفنان الضيف أحمد في عالم الفن، حين شاهده الفنان الكبير الأستاذ فؤاد المهندس في إحدى المسرحيات التي شارك بها على خشبة مسرح الجامعة، وهو يؤدي شخصية «الإخوة كرامازوف»، واختاره للمشاركة بمسرحية «أنا وهو وهي» عام 1964 م.
فرقة ثلاثي أضواء المسرح
وعندما بدأ المخرج محمد سالم في تكوين فرقة ثلاثي أضواء المسرح، في ستينيات القرن الماضي، اختار الفنان جورج سيدهم ليكون أول عضو بها، ثم أضاف سمير غانم إليها، بعد أن سمعه وشاهده في أكثر من عرض مسرحي، اتفق كل من المبدعين سمير وجورج على ضم الضيف أحمد إليهما بعد أن تأكدا من موهبته.
ولم يرق هذا الاختيار للمخرج محمد سالم، ولم يوافق على ضمه إلى الفرقة في البداية فلم تكن طلته أو إمكانياته الجسمانية توحي بأن هناك موهبة تنتظره، ولكن بطلب وقناعة سمير غانم وجورج سيدهم جعلا من المخرج محمد سالم يعطيه فرصة لإظهار موهبته، وبالفعل بعد فترة قصيرة اقتنع بموهبته الفنية.
حب الجمهور
حظي الضيف أحمد بحب الجمهور الكبير له، منذ ظهوره على خشبة المسرح وكان أكثر الأعضاء لفتًا للأنظار، فقد حباه الله بالقبول بمجرد ظهوره فأصبح هو صاحب الحضور ومرتجل الإفيهات العفوية ما جعل من محمد سالم يسند إليه منصب المدير الفني للفرقة والمتحكم في جميع شؤونها فكان يقوم بتأليف بعض من النصوص المسرحية للفرقة، وكان يقرأ أيضًا النصوص ويقوم بتجهيزها وإعدادها بل كان أحيانًا يقوم بإخراج بعضها.
مشاركاته المسرحية
وقدم الضيف أحمد مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح والتي لمعت في حقبة الستينات في القرن الماضي، العديد من المسرحيات الكوميدية والاسكتشات الغنائية، وشارك في المسرحيات، ممثلًا منها: «أنا وهو وهي» 1963م، و«طبيخ الملايكة» 1964م، «حواديت»، «براغيت» 1967م.
الضيف أحمد مخرجًا مسرحيًا
وقام الضيف أحمد بإخراج مسرحيتي «كل واحد له عفريت»، «الرجل اللي جوز مراته» في عام 1970م، مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح.
المشاركات السينمائية
وقدم الفنان الضيف أحمد عددًا من الأفلام التي تعد من العلامات المؤثرة في تاريخ السينما المصرية، وتمثلت قائمة مشاركته فيما يلي:
الستينيات في القرن الماضي
«منتهى الفرح»، «القاهرة في الليل»، «عروس النيل»، «زقاق المدق» 1963 م.
«آخر شقاوة»، «مطلوب زوجة فورًا»، «أنا وهو وهي» 1964م، «آخر جنان»، «الشقيقان»، «هي والرجال»، «ذكريات التلمذة»، «المشاغبون»، «الجبل» 1965م.
«رجل وامرأتان»، «رحلة السعادة»، «مراتي مدير عام»، «الحياة حلوة»، «الأصدقاء الثلاثة»، «30 يوم في السجن» 1966م.
«شاطئ المرح»، «شقة الطلبة، «شنطة حمزة»، «شباب مجنون جدا»، «نورا»، «إضراب الشحاتين»، «العريس الثاني»، «بنت شقية»1967م.
«الزواج على الطريقة الحديثة»، «3 نساء»، «حلوة وشقية»، «حكاية 3 بنات»، «أفراح» 1968م.
«نشال رغم أنفه»، «العميل 77»، «الحرامي» 1969 م.
السبعينيات.. وشارك الضيف أحمد عام 1970م في أفلام: «هاربات من الحب»، «المجانين الثلاثة»، «فرقة المرح»، «لسنا ملائكة»، «واحد في المليون».
الدراما التلفزيونية شارك الضيف أحمد في العديد من المسلسلات التلفزيونية، حيث شهد بداية الدراما في الستينات، وشارك في «تركة جدو»، «شرف المهنة» 1965م.
وشارك في الفوازير الرمضانية، حيث قدم فوازير «ثلاثي أضواء المسرح» 1968م، وفوازير «وحوي ياوحوي» في عام 1969م.
مؤلفًا بالسينما المصرية
وقام الضيف أحمد بكتابة قصة فيلم «ربع دستة أشرار»، والذي شارك فيه كبار النجوم من الفنانين أمثال فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وشويكار وبمشاركة الفنان سعيد صالح، ولم يقم الضيف أحمد بالمشاركة في هذا الفيلم الذي تم إنتاجه في عام 1970 م.
رحيل وأثر باق
رحل عبقري الفن، الضيف أحمد عن عالمنا في 6 إبريل عام 1970 م مبكرًا عن عمر يناهز 34 عامًا، ورحل عن عالمنا بجسده، لكنه ظل باقيًا تاركًا أثرًا فنيًا وضوءًا لا يخبو أبدًا، من أضواء الفن المصري والعربي.