رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ما بين ولاية سيناء ومخطط التهجير

12-2-2025 | 12:13


طه فرغلي

طه فرغلي,

"إن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد".. وأى عبرة أكثر من قراءة حوادث السنين والأيام الفائتة، وليس حكم جماعة الإخوان الإرهابية منا ببعيد، عام أسود نعقت فيه الغربان السوداء من كل حدب وصوب، كان من بين مخططات ومنهج الجماعة الإرهابية توطين أشباههم ونظرائهم من الإرهابيين والتكفيريين أرض سيناء المباركة.. هل تتذكرون؟!.

المخطط كان مرسومًا يا سادة منذ زمن بعيد، وساعة التنفيذ دقت عقب أحداث 2011 "ولاية سيناء" بتر الجزء الغالى من الوطن وفصله عن مصر، ولاية إرهابية يرتع فيها القتلة وتكون مركزا للتكفيريين والمتطرفين من كل جهات العالم، منتخب الأرض في التطرف كان سيلعب مباراته في سيناء، مدفوعا بأوهام ومخططات خبيثة هدفها تقويض مصر والسيطرة على الجزء الغالي سيناء.

كان يدفع في تنفيذ هذا السيناريو قوى خارجية كثيرة، تدعم جماعة الإخوان الإرهابية، تدير المؤامرة وتوفر لها الدعم الكثير، حتى تسيطر الجماعة الإرهابية على الأرض وبعدها يبدأ السيناريو المرسوم بدقة، وطن بديل للفلسطينيين وتفريغ غزة وتصفية القضية الفلسطينية، هل ركزت معى واسترجعت الأحداث واستوعبت التفاصيل؟!.

هذا ما كان يحاك ضد مصر، جماعات إرهابية لا تعترف أصلا بفكرة الوطن ولا تؤمن بالأوطان ولا الأرض، وتعتبر الأمر برمته مجرد حفنة من تراب عفن، تسيطر هذه الجماعات على سيناء، تحت سمع وبصر وتدبير دولة الاحتلال، ثم يبدأ مخطط تفريغ غزة والضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين، وتهجيرهم إلى أرض سيناء، التي ستكون بحسب مخططهم تحت السيطرة الكاملة بعد إخضاعها لحكم الجماعات المتطرفة.

إسقاط الدولة لم يكن مجرد كلام، ولكنه كان مخططًا ومؤامرة، حيكت تفاصيلها وبدأ تنفيذها مباشرة عقب يناير 2011، وتسارع التنفيذ واشتد فور استيلاء الجماعة الإرهابية على الحكم برعاية ومباركة أمريكية إسرائيلية.

أتتذكرون زيارات القيادات الأمريكية لمكتب الإرشاد ولقاءات المرشد، أتتذكرون التطمينات الإخوانية لدولة الاحتلال، بالتأكيد جاء على بالك الآن خطاب "عزيزي وصديقي العظيم شيمون بيريز"، هل علمت يا عزيزى أن المخطط وتصفية القضية كانت ستنفذه الجماعة الإرهابية.

دعنى أؤكد لك أن ما تقف له الآن الدولة المصرية القوية والقيادة السياسية الشريفة بالمرصاد وبقوة الحكمة وحكمة القوة، كانت ستنفذه الجماعة الإرهابية بكل يسر وسهولة وبساطة لقاء دعمها وتثبيتها في الحكم، هل علمت الآن لماذا ناصبت أمريكا وبعض القوى العداء لثورة 30 يونيو، أعرفتم الآن الحرب التي خاضتها مصر بعد 30 يونيو للدفاع عن أرضها.

لولا ثورة 30 يونيو وقائدها العظيم الشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي لحدث التهجير منذ سنوات، ولقضى أمر القضية الفلسطينية وتمت تصفيتها.

الأمر على اتصاله، يتوهم الواهمون أن ما فشلوا في تنفيذه بمساعدة الجماعة الإرهابية بعد أن أجهضت ثورة 30 يونيو العظيمة مخططاتهم، يمكن أن يحدث الآن في ظل وجود قائد عظيم، يعتقدون أن في مقدورهم واستطاعتهم فرض قبول التهجير قسرا على مصر، وهم لا يدركون قوة الثوابت المصرية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحماية الأمن القومى المصري.

منذ 2013 خاض الجيش المصري العظيم والشرطة المصرية الباسلة، معركة الشرف والكرامة والثأر لتطهير أرض سيناء المباركة من كل البؤر الإرهابية التي زرعتها جماعة الإخوان الخائنة.

كانت القيادة المصرية والمؤسسات الوطنية تدرك خطورة السيناريو المرسوم، وعلى علم بكل تفاصيل المؤامرة ومخطط استقطاع سيناء.

روت دماء شهداء الجيش والشرطة أرض سيناء، ثبت الأبطال على أرضهم، هاتفين بعلو الصوت "نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان"، شهيد يسلم شهيدا، وراية مصر عالية خفاقة، استبسل البواسل المغاوير في أكمنتهم وكتائبهم، تصدوا للقتلة الفجرة كانوا لهم بالمرصاد لم يمكنوهم من رفع رايتهم السوداء، وأوفوا بعهدهم "لا أترك سلاحى قط حتى أذوق الموت"، وفي بضع سنين انتصر الجيش المصري العظيم وطهر سيناء الطيبة من الغربان الناعقة.

وقفت مصر الأبية القوية ضد المخطط، أجهضت حلم ولاية سيناء المزعومة، وأنهت مؤامرة الجماعة الإرهابية بتسليم سيناء للاحتلال وتصفية القصية الفلسطينية.

بدأت الدولة القوية في البناء والتعمير وبالتوازي لم تنس يوما المخطط الذى يحاك ويدبر ضدها، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت خطة تطوير شاملة للقوات المسلحة ضمت كل الأفرع والأسلحة، وبخطوات غير مسبوقة، وفى تطور نوعى كبير على كل المستويات، وقد ساعد هذا على تبوؤ الجيش المصري العظيم مكانة متقدمة بين جيوش العالم، هل أدركت الآن إجابة السؤال لماذا تشتري مصر كل هذا السلاح وتطور الجيش؟!.

منذ اللحظة الأولى لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، أعلنها الرئيس السيسي صريحة لا لتصفية القضية الفلسطينية، ولا للتهجير، وفى مؤتمر حاشد قالها ليسمع العالم كله "التهجير خط أحمر .. خط أحمر".

واثقون في قيادتنا العظيمة، متمسكون بثوابتنا، نصطف جميعا صفا واحدا خلف قائدنا العظيم، نلبى النداء، معتصمين بحب وطننا والدفاع عن أرضه، ولن يتم تنفيذ المخطط الملعون، وستبقى سيناء أرضا مصرية أبد الدهر، ولن تكون مكانا بديلا لتصفية القضية الفلسطينية، وكما فشل سابقا مخطط ولاية سيناء المزعوم، سيفشل أيضا وحتما مخطط التهجير المشؤوم.