بين مؤيد ومعارض لغلق المقاهى مبكراً .. الشباب : ليس حلاً .. والأهالى: خطة لمواجهة البلطجة
تحقيق : منار السيد - عدسة : آيات حافظ
بلطجة ومخدرات وتحرش، يقابلها استغاثات وصرخات من الأهالى لإنقاذهم من بطش البلطجية وقطاع الطريق والخارجين عن القانون الذين صارت المقاهى والكافيهات مرتعا ومأوى آمنا لهم يمرحون فيه متى يشاءون، كل هذا دفع العديد إلى إطلاق مبادرات تطالب بغلق المقاهى مبكرا للحد من الجريمة والبلطجة.
«حواء » ترصد آراء الشباب والأهالى حول فكرة غلق المقاهى والكافيهات مبكرا.
فى البداية يقول كرلس شكري: لا يمكن تحجيم عمل المقاهى مهما تم السعى لذلك أو محاولة غلقها مبكرا لأن العديد من الشباب ينهون عملهم فى وقت متأخر ومن حقهم
أن يجدوا مكانا للقاء الأصدقاء بعد تعب وعناء يوم كامل، فهل نريد أن نحرم الشباب من متنفسهم الوحيد المتمثل فى المقاهي؟.
وتشجع نعومى رسمى مبادرة غلق المقاهى مبكرا لأنها تساعد على تجنب المشاكل الناتجة عن سهر الشباب وتسكعهم فى الشوارع. ويتضامن محمود عبد النبى مع المبادرة ويرى أنه يجب حقن دماء الشباب التى تضيع هباء لمشاجرة تنتج عن خطأ فى الحساب أو تغيير فى الطلبات أو غيرها من المشاكل الصغيرة التى قد تصل لحد سقوط ضحايا، لافتا إلى أن سهر الشباب حتى وقت متأخر على مقهى أو خارجه أمر خطير يتسبب فى وقوع الجرائم بكافة أنواعها.
واتفقت آية مع الرأى السابق واعتبرت تحديد موعد لغلق المقاهى خطوة إيجابية تشجع على الالتزام وحماية المجتمع من البلطجة.
حل بديل
ويعارض أحمد عبد الرحمن طالب بكلية الحقوق الأصوات المنادية بغلق المقاهى لما لها من آثار سلبية، قائا «يحتاج الشباب إلى أماكن يلتقون فيها أصدقاءهم، ويرى أنه يمكن تقنن الأمر بإغاق المقاهى ذات السمعة السيئة التى تسببت فى مشاكل من قبل.
ويطالب محمد أحمد بالبحث عن حل بديل لغلق الكافيهات كإلزام أصحابها بالاختيار الصحيح للعاملن لديهم والكشف عليهم جنائيا للحد من المشادات التى تحدث بن الزبائن والعاملن بها، وتكثيف الدوريات الأمنية بالشوارع للقضاء على النشاطات الإجرامية التى تحدث بها من أرباب الفتونة والبلطجة.
أحداث فردية
ويقول سليمان محمد العامل بأحد أشهر مقاهى الزمالك: هناك الكثير من المشاكل التى تواجه العاملن بالمقاهى فدائما ما تنشب مشادات بينهم والزبائن لأسباب بسيطة ولكن نادرا ما يتطور الأمر ليصل إلى اشتباكات فعلية ليتدخل المسئولون بالمقهى لإنهاء الخاف سريعا والذى يكون غالبا لصالح الزبون حتى ولو أخطأ، وما حدث فى الفترة الأخيرة من حوادث ارتبطت بالمقاهى ليست مقياسا يجب اتخاذ القرارات بناء عليها فهذه أمور فردية لا يجب تعميمها.
وعللت كريمة شعبان صاحبة أحد المحال التجارية بمنطقة الزمالك رفضها فكرة غلق المقاهى فى ال 10 مساء قائلة: «المقاهى ونس كل شارع فى الزمالك » فهى ليست وكرا للبلطجة والجريمة بل تحمى المنطقة من السرقات والتعديات، ويوميا تحدث محاولات لسرقة المواطنين بالإكراه أو معاكسات البنات ويتصدى لها العاملون بالمقاهي »، وترى أن القضاء على البلطجة لن يكون بغلق المقاهى ولكن بانتشار الأمن بالشوارع وتكثيف دوريات الشرطة.
تدهور الأخلاق
وترى ناهد شرف الدين أن المشكلة ليست فى المقاهى ولكن فى ما يعانيه المجتمع من تدهور أخلاقى قائلة: الوضع أصبح فى تدهور مستمر وأقصد بذلك أخلاقيات
المجتمع، وأرى أن المشكلة لا تكمن فى المقاهى بل فى الأخ اق، فيمكن للجريمة أن تحدث صباحا أو ظهرا وليس لي ا فقط، لذلك علينا البحث أولا فى السلوك غير الأخلاقى للكثير من شبابنا، وعلى كل أسرة أن تربى أبناءها جيدا قبل أن تلقى بالمسئولية على الآخرين، وتؤكد: الاتجاه لتحديد مواعيد لعمل المقاهى اتجاه خاطيء
ومؤشر سلبى على عدم قدرتنا فى التحكم بزمام الأمور .
ليس حلا
ويقول محمد محمود: لا ننكر أن لدينا مشكلة تنتج عن فتح المقاهى ولجوء الشباب من كافة الفئات إلى الجلوس عليها بالإضافة إلى العاملين بها، ولكن لا يمكن حل المشكلة بأخري، فإغلاق المقاهى ليس وسيلة لمواجهة الجرائم التى تقع أثناء وقت
عملها لأن هذا سيزيد المشاكل، فالشباب الذى يذهب للجلوس على المقهى ويجده مغلقا سيبحث عن مكان آخر للذهاب إليه مهما كانت سمعته وبهذا سنسهل عليه طريق الانحراف الذى نريد القضاء عليه. ويثمن منذر محمد أحمد غلق المقاهى مبكرا لإجبار الشباب على العودة للمنزل مبكرا والنوم للاستيقاظ بنشاط للذهاب إلى جامعته أو مدرسته أو العمل، مطالبا بمنع التدخن فى أمكان تجمع الشباب ووضع ضوابط لتدخن الشيشة داخل المقاهي.
وسيلة للترفيه
وتعتبر د. شادية القناوي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عن شمس لجوء الشباب والبنات إلى الكافيهات أحد وسائل الترفيه والتواصل مع الآخرين والهروب من ضغوط الحياة اليومية، مؤكدة أن الشباب يحتاج إلى أماكن يجلسون فيها سويا ويتبادلون الأحاديث وهو ما يوفره المقهى الذى يعتبر المكان المناسب لإجراء اجتماعات العمل واللقاءات الودية التى تجمع بن الأصدقاء، لافتة إلى أن المقاهى وسيلة للتواصل والترفيه ليس فى مصر فقط بل فى كل شعوب ودول العالم.
وتشير أستاذة علم الاجتماع إلى تشجيع بعض الدول الأوروبية مواطنيها على ارتياد المقاهى ىباعتبارها وسيلة للترفيه، ضاربة المثل بأسبانيا التى تقيم المقاهى بشكل منسق على الرصيف مع ترك ممشى يتسع للسائرين، وتلزم الدولة أصحابها بتقديم المشروبات وبعض الأكلات بأسعار مخفضة لتشجيعهم على ارتياد المقاهى.
التجربة الفرنسية
وعن توقيت العمل أوضحت د.شادية أنه فى معظم دول العالم يتم فتح المقهى على مدار اليوم لافتة إلى إمكانية الاستعانة بتجارب هذه الدول قائلة: تغلق فرنسا المطاعم والمقاهى فى الميادين والشوراع العامة فى 12 بعد منتصف الليل، بينما
تغلق مقاهى الشوراع الجانبية فى ال 11 مساء، أما الأماكن السياحية مثل منطقة برج إيفل وغيرها فيتم السماح لها بالعمل حتى أوقات متأخرة.
وترى د. شادية أن المشكلة ليست فى وضع الضوابط أو القواعد أو حتى القوانن ولكن فى آلية تنفيذها، قائلة: نجاح النظام فى الدول الأخرى يعود إلى التطبيق العادل للقانون على الجميع دون تفرقة، فأزمة المقاهى ليست فقط فى مواعيد الغلق أو العمل بل هناك بعض المقاهى التى تعمل دون تصاريح ويتم السماح لها بالفتح أسفل العمارات السكنية دون مراعاة خصوصية السكان، وما زال هناك عدم وجود ضوابط وآليات حقيقية لمنع هذه المخالفات فكيف نستطيع التفكير فى قرارات جديدة لن نستطيع تنفيذها بالشكل المنوط به، وبالرغم من ذلك فيجب تحجيم السلوك العدوانى المنتشر فى المجتمع حاليا وسيتم تحجيمه بتنفيذ القانون على كل مخطىء.