رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


النقشبندي.. سيد المبتهلين

12-2-2025 | 14:50


سيد النقشبندي

بيمن خليل

صوته من الأصوات التي لامست الأرواح وحلقت بقلوب مستمعيه في فضاء الله، إنه واحد من أعظم المنشدين والمبتهلين في مصر والعالم الإسلامي، تميز بصوته العذب الذي يحمل في طياته معاني الحب الإلهي والخشوع، وكان يبعث في القلوب سكينة لا توصف، إذا أنشد، انحنت له المسامع كأنك ترى الكون يغرد بطبيعته الهادئة، وكانت نغماته مثل نور يتسلل في النفوس، متجاوزا حدود الزمان والمكان، تسمع صوته مزيجًا من الحنين والخشوع، إنه الشيخ النقشبندي، سيد المبتهلين، الذي بقى صوته حيا يرفع الروح نحو أفق لا تدركه سوى الروح المخلصة.

وُلد الشيخ سيد محمد النقشبندي في 7 يناير 1920 بقرية دميرة في محافظة الدقهلية، انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في صعيد مصر، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية.

استقر النقشبندي في مدينة طنطا عام 1955، وذاع صيته في مصر والدول العربية، سافر إلى عدة دول لإحياء الليالي الدينية، منها سوريا بدعوة من الرئيس حافظ الأسد، كما أدى فريضة الحج خمس مرات.

وصف الدكتور مصطفى محمود في برنامج العلم والإيمان الشيخ سيد النقشبندي بأنه "مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد"، أجمع خبراء الأصوات على أن صوته كان من أعذب الأصوات في تقديم الدعاء الديني، حيث كان مكونا من ثماني طبقات، ويتأرجح بين الميزو-سوبرانو والسوبرانو.

في عام 1966، كان الشيخ سيد النقشبندي بمسجد الإمام الحسين في القاهرة، حيث التقى بالإذاعي أحمد فراج وسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج "في رحاب الله"، ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج "دعاء" الذي كان يُذاع يوميًا عقب أذان المغرب.

كما اشترك الشيخ النقشبندي في حلقات البرنامج التلفزيوني "في نور الأسماء الحسنى" وسجل برنامج "الباحث عن الحقيقة" الذي يحكي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي بالإضافة إلى ذلك، قدم مجموعة من الابتهالات الدينية التي لحنها كل من محمود الشريف، سيد مكاوي، بليغ حمدي، أحمد صدقي، وحلمي أمين. من أبرز أعماله ابتهال "مولاى إني ببابك"، الذي جاء نتيجة تعاون فريد مع الملحن بليغ حمدي، بناء على اقتراح من الرئيس أنور السادات.

توفي الشيخ سيد النقشبندي في 14 فبراير 1976 إثر نوبة قلبية، بعد وفاته، كرّمه الرئيس السادات بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى عام 1979، كما منحه الرئيس حسني مبارك وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1989.