أكد فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن بناء الإنسان هو مسئولية فردية بالدرجة الأولى؛ فالإنسان مطالب بأن يبني نفسه بنفسه، وأن يعمل على تحسين أخلاقه وسلوكه، ويطور معارفه إلى كل ما ينفعه، وهذه مسئولية الفرد كما هي مسئولية الأسرة أيضًا، فبناء أفرادها يتبعه بناء المجتمع ككل، موضحًا أن بناء الإنسان هو عملية شاملة تشمل الفرد والأسرة والجامعات والمدارس، وإذا نجحت جميع المؤسسات في بناء الإنسان فقد نجحت في تحقيق أهدافها.
جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات الندوة التثقيفية الثالثة التي تنظمها كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة تحت عنوان "بناء الإنسان في الإسلام" بحضور فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والدكتور رمضان محمد حسان، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة.
وأوضح داود أن رسالة الكليات والجامعات لا تقتصر فقط على توفير التعليم وفرص للعمل، بل إن الهدف الأسمى والأعظم هو بناء الإنسان، موضحا أن بناء الإنسان هو الهدف الأسمى من العلم والتعليم، فالعلم لا ينفصل عن التربية، والإنسان هو مجموعة من الأخلاق والسلوكيات، فإذا نجحنا في تخريج إنسان صالح، سواء من حيث سلوكه أو عِلمه وتعليمه ومعاملته، فقد حققنا الرسالة التي أُنيطت بالعلم والتعليم.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن البناء المعنوي للإنسان هو ما يبقى ويستمر؛ إذ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، بل إلى قلوبكم وأعمالكم، فمن يبني الإنسان بشكل صحيح يسهم في تأسيس الحضارات؛ لذلك يجب علينا أن نولي اهتمامًا كبيرًا بتكوين النفس وصقلها، ويجب على مَن وجد في نفسه شيئًا من العلم ألا يهمل نفسه في تطويره، مشددًا على أن الإنسان مطالب بأن يستفيد من كل ما يحيط به ومن تجاربه؛ لأنها تعدُّ خير معلِّم له.
من جانبه، وجه الدكتور رمضان محمد حسان، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، الشكر والتقدير لفضيلة رئيس الجامعة ولفضيلة المفتي، مشيرًا إلى أن موضوع المحاضرة يعدُّ من الموضوعات المهمة والمتعلقة بالمبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، "بناء الإنسان" التي تؤكد على أهمية بناء الإنسان في مختلف جوانبه عقليًّا وجسديًّا وروحيًّا.