منذ إلقاء ترامب مقولته الشهيرة "سيتم تحويل الشرق الأوسط إلى جحيم" وذلك قبيل انتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، وبعدها تحولت الأنظار إلى ما بعد التنصيب، ليلقي أولى كلماته العدائية ناحية العرب، بقوله بإمكانية تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر أو الأردن، معللا ذلك لحين انتهاء رفع الركام، وتأهيل البنية التحتية مرة أخرى بالقطاع.  

رفض قاطع للعاهل الأردني لفكرة التهجير أمام ترامب  

ونقلت الجاريان البريطانية، عن لقاء دونالد ترامب بالعاهل الأردني الملك عبد الله، وعن ضغط الرئيس الأمريكي على الأخير لاستقبال الفلسطينيين، ومعللا أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على القطاع، كان رده فعل الملك عبد الله الرفض التام لهذه الفكرة. 

وأضافت الصحفية، أن ترامب أصر على أنه لن يتراجع عن فكرته والتي تتضمن استيلاء الولايات المتحدة على كامل القطاع لإعادة تأهيله، فضلا عن ضرورة نقل السكان إلى مكان آمن، ومن ثم تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأسط" على حد قوله. 

الجارديان: نقل سكان غزة جريمة بموجب اتفاقيات جنيف

وفي سياق متصل، عبرت الصحيفة البريطانية "الجاريان" أن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان قطاع غزة يعتبر تعسفيا وجريمة بموجب اتفاقيات جنيف. 

وأضافت الصحيفة: أن مقترح ترامب الأخير أثار غضب العالم العربي، بقوله إن الفلسطينيين لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم في إطار تطوير القطاع الذي دمره الجيش الإسرائيلي. 

واستكملت الصحيفة نقلا عن الرئيس ترامب بالمكتب البيضاوي: "سنأخذ القطاع ونعتني به وسنخلق في النهاية عددا من الوظائف لشعوب الشرق الأوسط، مؤكدا أن خطته ستجلب السلام إلى المنطقة. 

الملك عبد الله: يجب أن يكون الأعمار لغزة دون تهجير وتكون أولوية للمجتمع الدولي  

وفي سياق آخر، قال الملك عبد الله، ملك الأردن، إن موقف المملكة الأردنية ثابت ضد تهجير الفلسطينيين من غزة، وكذلك منا لضفة الغربية أيضا.

 وأضاف عبر منشور على موقع X، أن الموقف العربي الموحد يجب أن يكون لإعمار غزة دون تهجير وتكون أولوية للمجتمع الدولي، وذلك ردا على مقترح ترامب من اقتطاع قطعة أرض من مصر والأردن.  

سي ان ان البريطانية: مهمة العاهل الأردني وضعت أساس محصن ضد أي محاولات للتهجير

وعلى جانب آخر، نقلت شبكة سي ان ان البريطانية، عن مراقبون عرب أن مهمة العاهل الأردني لواشنطن وضعت أساس متين ومحصن ضد أي محاولات للتهجير.  

وأشار مراقبون إلى أن هناك 7 سيناريوهات حول حلول لمسار المفاوضات، وفي مقدمتها الاستعداد لمواجهة وقف المساعدات الأمريكية للأردن ومواجهة أي تضييق اقتصادي محتمل في حالة استمرار الضغوط بشأن التهجير، ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن تصريحات ترامب يوم أمس الثلاثاء، استبعدت خيار تهديد قطع المساعدات. 

ومن جانبه، يعتقد نائب رئيس الوزراء الأردني السابق جواد العناني، أن الترتيب المسبق للإدارة ترامب في دعوة الصحفيين قبل المناقشات الموسعة، لطرح الأسئلة على الملك عبد الله وترامب في البيت الأبيض، لم يمنع تحقيق عدة غايات وكان في مقدمتها الحصول على وعد بعدم التلويح بسلاح المساعدات الأمريكية ضد الأردن. 

وأشار العناني إلى أن "الحكمة الملكية" في مخاطبة الرئيس الأمريكي و"كسب الوقت" للجولات القادمة، ستضاف إلى مسارات التنسيق العربي وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي المرتقبة إلى واشنطن، بما في ذلك تقديم الخطة العربية وكذلك القمة العربية الطارئة المتوقعة في 27 فبراير.