قال الدكتور أحمد بهاء خيري، أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة الإسكندرية، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي تستخدم مجموعة من الأدوات التي تجمع بين البساطة والتعقيد في آن واحد، حيث يمكن تسخير هذه الأدوات للتجسس على المستخدمين، وإبداء الرأي، والإجابة على مختلف التساؤلات، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
وأضاف خيري، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، أنه فيما يتعلق بالتجسس والجوانب الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، فإن الآلة ليس لديها حدود أخلاقية، وإنما هذه الحدود تُفرض بين البشر فقط. ونظرًا للتوسع الكبير الذي يشهده الذكاء الاصطناعي والتقدم المذهل المتوقع في هذا المجال، عُقدت قمة الذكاء الاصطناعي في باريس خلال الأيام الماضية.
وأوضح أن الهدف من هذه القمة هو مناقشة الجوانب الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، ووضع ما يشبه وثيقة أو ميثاقًا أخلاقيًا، على غرار قسم أبقراط في الطب، بحيث تتناقل الدول هذه المبادئ فيما بينها.
وفيما يتعلق بالهجمات السيبرانية التي تتعرض لها مختلف الدول، أشار خيري إلى أنه لم تُسجَّل حوادث واضحة في هذا المجال، بالإضافة إلى أن هناك العديد من التطبيقات المعروفة للجميع، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمعرفة المعلومات الخاصة بشعوب معينة دون الحاجة إلى الاختراق المباشر.
كما أوضح أنه في خمسينات القرن الماضي صدر كتاب بعنوان "لعبة الأمم"، يجسد الشخصيات السياسية الكبرى في العالم من خلال نموذج بشري حقيقي، حيث كانوا يحاولون إنشاء شخصية تحمل صفات زعيم معين، من أجل تطبيق استراتيجيات محددة عليه لمعرفة النتائج المحتملة. أما اليوم، فقد أصبح ذلك ممكنًا عبر نماذج الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن هناك نظريات علمية، مثل بحوث العمليات، أصبح للذكاء الاصطناعي دور فيها، حيث يمكنه تحديد كميات الشحنات المطلوبة، وإبداء آراء أو تقديم نصائح، مما يفتح المجال أمام استخدامه في مجالات أخرى، مثل الأحوال الشخصية والسياسة والاقتصاد.
وأكد أن مصر تمتلك مبرمجين على أعلى المستويات، مشيرًا إلى أن تسعين في المئة من أنظمة الذكاء الاصطناعي في دول الخليج يتم تطويرها من قبل مصريين، مما يدل على أن لدينا قوة بشرية قادرة على برمجة وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي في المستقبل.