حذر المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف " في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوارد بيغبيدير، من تدهور وضع الأطفال في الضفة الغربية، حيث يستمر عدد القتلى والجرحى والنازحين في الارتفاع، مؤكداً زيادة عدد الأطفال القتلى في الضفة الغربية بنسبة 200%، ومحذراً من أن العنف المرتبط بالنزاع لا يزال يجلب الموت والخوف للمدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أدان مسؤول اليونيسيف الإقليمي جميع أعمال العنف ضد الأطفال، داعيا إلى الوقف الفوري للأعمال المسلحة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، مشددا على ضرورة حماية جميع المدنيين، بمن فيهم الأطفال دون استثناء.
وأعرب المدير الإقليمي عن قلق اليونيسيف إزاء تصاعد العنف، وخاصة في جنين ، مشيرا إلى أن الاستخدام المتزايد للأسلحة المتفجرة والغارات الجوية والهدم في محافظات جنين وطولكرم وطوباس - بما في ذلك في مخيمات اللاجئين وغيرها من المناطق المكتظة بالسكان - تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية الأساسية، مما أدى إلى انقطاع إمدادات المياه والكهرباء.
وأوضح أن الأطفال وعائلاتهم في شمال الضفة الغربية – وخاصة أولئك الموجودين في مخيمات اللاجئين – لا يزالون يواجهون صعوبات كبيرة، فقد نزح آلاف العائلات بسبب العمليات العسكرية الأخيرة، بما في ذلك في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم والفارعة.
وأشارت "اليونيسيف " إلى تعطّل التعليم للطلاب في نحو 100 مدرسة، حيث لم يتمكن المعلمون والطلاب من حضور الفصول الدراسية بأمان، مما زاد من الإجهاد النفسي والاجتماعي، ويحتاج العديد من الأطفال الذين يعيشون في المناطق المتأثرة إلى دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي بشكل عاجل، وفقا لليونيسيف.
وأكد "إدوارد بيغبيدير"، ضرورة أن تتمتع المنظمات الإنسانية بوصول آمن ودون عوائق لتقديم المساعدة المنقذة للحياة وخدمات الحماية للأطفال وعائلاتهم، مشيرا إلى أن الأزمة المتفاقمة تؤكد الحاجة الملحة للأطراف للامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي.
وأوضح أن الأهم الآن هو الحاجة إلى حل سياسي دائم، بدعم من المجتمع الدولي، لضمان تمكن جميع الأطفال في المنطقة من العيش في سلام وأمان.
وقال إن اليونيسيف على استعداد للعمل مع الشركاء لتلبية الاحتياجات الفورية وطويلة الأجل للأطفال والعائلات المتضررين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئ فلسطين (الأونروا) تمكنت خلال الأسبوعين الأولين من وقف إطلاق النار، من الوصول إلى 1.2 مليون شخص بالطعام.
وشدد المكتب الأممي على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار، مؤكدا أهمية الحفاظ على التوسع الإنساني في غزة ، وقد افتتحت الوكالة 37 ملجأ جديدا للعائدين إلى الشمال، حيث قدمت الخيام والبطانيات والأغطية البلاستيكية والملابس الشتوية الدافئة ، كما أصلحت "الأونروا " آبار المياه وقدمت خدمات المياه والتخلص من النفايات لما يقرب من نصف مليون شخص داخل وحول ملاجئها.
وحتى الأسبوع الماضي، كانت الأونروا تستضيف حوالي 120 ألف شخص في 120 ملجأ، بما في ذلك أكثر من ثلاثين ملجأ تم افتتاحها منذ وقف إطلاق النار ، وبشكل عام، تلقى ما لا يقل عن 644 ألف شخص في جميع أنحاء غزة مساعدات متعلقة بالإيواء منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ – شملت الخيام والأقمشة المشمعة مقدمة من شركاء الأمم المتحدة.
وفي الوقت نفسه، يقوم الشركاء في مجال الرعاية الصحية بنقل المرافق الطبية لاستيعاب العائلات المتنقلة ، كما أنشأت عيادات متنقلة ونقاط طبية جديدة ودعمت توسيع أو إعادة تفعيل الخدمات في المرافق القائمة.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تمكنت منظمة الصحة العالمية من إدخال إمدادات لـ 1.6 مليون شخص ، كما وسعت المنظمة عملياتها ووضعت الإمدادات مسبقا في المرافق الصحية.
بدوره، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور "تيدروس أدهانوم جيبريسوس"، إنه ومنذ وقف إطلاق النار، دعمت المنظمة الإجلاء الطبي لـ 414 مريضا يحتاجون إلى علاج خارج غزة، مع 588 من مرافقيهم.
ويقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه المزيد من الأدوية والعلاجات والزيارات والخدمات للمرضى الخارجيين - وأجهزة تدفئة الأطفال ومستلزمات ما بعد الولادة ومستلزمات.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، "فرحان حق" إن الشركاء في المجال الإنساني أقاموا الأسبوع الماضي ملجأ جديدا للنساء في مدينة غزة لمعالجة مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويتم تشغيله بواسطة نظام طاقة شمسية لضمان خدمات متواصلة.