رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد مكالمة ترامب وبوتين.. هل كتب الرئيس الأمريكي نهاية زيلنيسكي؟

13-2-2025 | 14:21


مباحثات ترامب وبوتين

أماني محمد

في أول اتصال مباشر بينهما، منذ فبراير 2022، بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، العديد من القضايا وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، ليتفق الرئيسان على بدء المفاوضات على الفور، حيث أكد ترامب أنه وبوتين اتفقا على أن تبدأ الفرق المعنية المفاوضات على الفور، موضحا أنه سيتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإبلاغه بذلك.

وأكد خبراء أن الاتصال قد يكون بداية لحلحلة سياسية ونهاية الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ 3 سنوات، موضحين أن أوكرانيا في إطار تلك المفاوضات لن تدخل إلى حلف الناتو.

 

مباحثات ترامب وبوتين

وأعلن الكرملين أن بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع ترامب استمرت ساعة ونصف ساعة، فيما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن "بوتين أكد ضرورة معالجة الجذور العميقة للنزاع، واتفق مع ترامب على أنه يمكن إيجاد حل بعيد المدى من خلال مفاوضات سلام"، موضحا أن الرئيسين توافقا خلال هذه المكالمة التي استمرت ساعة ونصف ساعة على أن "الوقت حان لتعمل كل الدول معا".

وتابع أن "الرئيس الروسي دعا دونالد ترامب الى زيارة موسكو وأبدى استعداده لاستقبال مسؤولين أميركيين في روسيا"، مؤكدا أن "بوتين وترامب اتفقا أيضا على مواصلة الاتصالات الشخصية، ويشمل ذلك تنظيم اجتماعات ثنائية".

واعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن الاتصال الهاتفي بين بوتين ترامب أظهر أن أي آمال للغرب في هزيمة موسكو لن تتحقق أبدا، موضحا أنه "لا توجد وليس من الممكن أن تكون هناك دولة رئيسية واحدة وحاكمة عليا للكوكب... وعلى النُخب الأمريكية المتغطرسة أن تتعلم هذا الدرس".

وقبل أيام، قال دونالد ترامب، إن أوكرانيا قد تقع تحت السيطرة الروسية يوما ما، حيث دعا كييف إلى تقاسم مواردها الطبيعية مقابل المساعدات الأمريكية، حيث أكد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، الاثنين الماضي، إنه أخبر كييف أنه يريد "ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة".

وادعى ترامب أن المسؤولين الأوكرانيين وافقوا بشكل أساسي على الاقتراح، مشيرا إلى أن أوكرانيا تمتلك أرضا ذات قيمة هائلة من حيث المعادن النادرة، ومن حيث النفط والغاز، ومن حيث أمور أخرى. أريد تأمين الحصول على أموالنا، لأننا ننفق مئات المليارات من الدولارات".

وعن المفاوضات مع روسيا، أكد ترامب أمس، عبر منصة تروث" أن "طلبت من وزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، والسفير والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، قيادة المفاوضات التي أشعر بقوة أنها ستكون ناجحة".

 

ما مصير أوكرانيا؟

ويقول الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصوله إلى الحكم وهو يحاول أن يتحلل من الالتزامات الأمريكية في الخارج، للوفاء بتعهداته الانتخابية بألا تذهب أموال المواطن الأمريكي إلى خارج بلاده ولا يتحمل عبءً إضافيا عليه، مضيفا أن ترامب منذ توليه السلطة وهو يقول إنه سيقوم بتسوية بؤر التوتر في العالم أجمع ويقدم نفسه على أنه صانع سلام، ومن بين تلك البؤر الأوضاع في أوكرانيا بعد دخول الحرب عامها الثالث واستنزافها للقدرات الأمريكية والأوروبية.

وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أن ترامب يمهد لعقد قمة بشأن تلك الأزمة، تسرب إنها ستعقد في المملكة العربية السعودية، ومن الوارد أن تصل المفاوضات إلى تسويات تجعل الولايات المتحدة الأمريكية أقل التزاما بدعم أوكرانيا، ومن يرغب في دعمها من الجانب الأوربي يتولى هو تقديم الدعم المالي، مشيرا إلى أن ترامب لا يمانع من اقتطاع بعض المساحات من أوكرانيا لصالح روسيا في إطار العلاقات الثنائية بين القطبين الروسي والأمريكي.

وأوضح أن مصير أوكرانيا سيتحدد من خلال التوافق الأوروبي، حيث أن "كييف" كان يستخدمها الأوروبيون تستخدم كمخلب قط، لتهديد الأمن القومي الروسي، ولأغراض اقتصادية لمواجهة روسيا والصين، وفي إطار التسوية السياسية التي قد يتوصل إليها ترامب وبوتين سواء بقي فولوديمير زيلينسكي رئيسا لأوكرانيا أو لم يبقى، من المستبعد أن تدخل أوكرانيا حلف الناتو، فهذا غير وارد على الإطلاق لأن ذلك يعني عرقلة أي صفقة محتملة مع روسيا.

وأشار إلى أن أي صفقة محتملة سيتخللها مصالح أخرى بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، مثل البرامج الصاروخية ستارت 1 وستارت 2، مضيفا أن أوكرانيا لن تدخل حلف الناتو على الأقل مرحليا، وقد تلقى دعما أوروبيا محدودا، لكنه سيقل، وخاصة أن مستقبل حلف الناتو ذاته على المحك في إطار العلاقات الأوروبية الأمريكية وستتغير المسألة بشكل تام.

 

بداية لحلحلة الأزمة الأوكرانية

ومن جانبه، أكد الدكتور نبيل رشوان، خبير الشؤون الروسية، إن المفاوضات المرتقبة قد تكون بداية نهاية الأزمة الأوكرانية حيث سيعقد الاجتماع المرتقب في السعودية، يمثل خطوة مهمة نحو حل سياسي للأزمة ، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاول دعوة نظيره الأمريكي لزيارته للحوار في موسكو، لكن يبدو أن الوقت لم يكن مناسبًا بعد.

وأوضح رشوان في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أن ترامب بعد مباحثاته مع بوتين تحدث مع الرئيس الأوكراني، وهو ما قد يمثل بداية حلحلة كبيرة، ويبدو أن الجانب الأمريكي مهد للرئيس الأوكراني أن عليه تقديم تنازلات، لا سيما فيما يتعلق بمسألة الانضمام إلى حلف الناتو واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا بعد 24 فبراير 2022.

ولفت إلى أن هناك بوادر خلاف كبيرة بعد هذه المكالمة بين الجانبين الأوروبي والأمريكي، فيما يخص دعم أوكرانيا، حيث أعلنت بريطانيا عن زيادة المساعدات العسكرية، كما التزم الاتحاد الأوروبي بتقديم 3 تريليون يورو لإعادة بناء الجيش الأوكراني وتأهيل بنيته التحتية على مدى عدة سنوات مقبلة.

وأشار إلى أن الحل السياسي للأزمة يتطلب الضمانات الأمنية، والولايات المتحدة أبدت تحفظًا على تقديم ضمانات أمنية مباشرة لأوكرانيا، بما في ذلك إرسال قوات لحفظ السلام، وفقًا لما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي، مشددا على أن موقف الرئيس بوتين هو ما سيحدد مدى الدعم الأمريكي لأوكرانيا، فإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فلن تسلم الولايات المتحدة الأمريكية بسهولة؟

وشدد رشوان على أن الموقع الجغرافي لأوكرانيا يجعلها ذات أهمية استراتيجية كبرى لحلف الناتو الذي تعد واشنطن عضوا فيها، موضحًا أنه في حال استعادة كييف السيطرة على شبه جزيرة القرم، فإن البحر الأسود قد يتحول إلى منطقة نفوذ لحلف الناتو، على غرار ما حدث في بحر البلطيق بعد انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف.

وتابع: "ما نشهده الآن ليس بالضرورة نهاية الأزمة، ولكنه قد يكون بداية لنهايتها في اتجاه حلحلة لحل سلمي ووقف الحرب."