ألفونس دو لامارتين.. رائد الرومانسية الفرنسية
تحل اليوم ذكرى وفاة ألفونس دو لامارتين كان شاعرًا وسياسيًا فرنسيًا، ولد في 21 أكتوبر 1790 في ماكون، فرنسا، وتوفي في مثل هذا اليوم 28 فبراير 1869.
يُعتبر دو لامارتين أحد الشخصيات الرئيسية التي أسست الحركة الرومانسية في الأدب الفرنسي، ولعب دورًا محوريًا في السياسة الفرنسية خلال القرن التاسع عشر.
ولد لامارتين لعائلة أرستقراطية ثرية، تلقى تعليمه في مدرسة اليسوعيين الكاثوليكية، حيث نشأ في بيئة دينية صارمة، مع اندلاع الثورة الفرنسية، سُجن والده خلال فترة "عصر الإرهاب"، مما أثر على نشأته وتكوينه الفكري.
بدأ لامارتين مسيرته الأدبية بنشر ديوانه "تأملات شعرية" عام 1820، والذي حقق نجاحًا كبيرًا ويُعتبر بداية الحركة الرومانسية في الأدب الفرنسي.
من أعماله الأدبية البارزة الأخرى: "تأملات شعرية جديدة" (1823)، "تناغمات شعرية ودينية" (1830)، "جوسلين" (1836)، "سقوط ملاك" (1838)
تميزت أعماله بالتركيز على الموضوعات الدينية والروحية، معبرة عن تجاربه الشخصية ومشاعره العميقة.
انخرط لامارتين في السياسة، وأصبح نائبًا في البرلمان الفرنسي، كان من أبرز مؤيدي الثورة الفرنسية عام 1848، وتولى منصب وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة.
دعا إلى إلغاء العبودية وتحقيق العدالة الاجتماعية، مع صعود نابليون الثالث إلى الحكم عام 1852، انسحب لامارتين من الحياة السياسية وتفرغ للأدب.
قام لامارتين برحلة إلى الشرق الأوسط، زار خلالها تركيا ولبنان وسوريا وفلسطين، أثرت هذه الرحلة بشكل كبير على فكره وأعماله الأدبية، حيث نشر كتابه "رحلة إلى الشرق" عام 1835، موثقًا تجاربه وانطباعاته عن تلك المناطق.
في سنواته الأخيرة، عانى لامارتين من ضائقة مالية واضطر للعمل المستمر لتأمين احتياجاته الأساسية، توفي عام 1869، ورفضت عائلته إقامة جنازة رسمية له خوفًا من استغلالها سياسيًا.
تمت ترجمة العديد من أعمال لامارتين إلى اللغة العربية، منها رواية "جوسلين"، التي تتناول قصة شاب يكرس حياته للرهبنة ويواجه صراعًا داخليًا بين واجباته الدينية ومشاعره الإنسانية.
أبدى «لامارتين» إعجابًا بشخصية الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم»، وبالقيم التي جاء بها الإسلام، في كتابه "تاريخ تركيا"، وخصص مقدمة للحديث عن «النبي محمد»، معبرًا عن تقديره لشخصيته ورسالته. قال في هذا السياق: «فيلسوف، وخطيب، ورسول، ومشرع، وقائد... ذلكم هو محمد».