نحتفل في 20 فبراير من كل عام، باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، وذلك لتعزيز مبدأ المساواة، وبذل الجهود لمعالجة قضايا مثل الفقر والاستبعاد والمساواة بين الجنسين والبطالة وحقوق الإنسان والحماية الاجتماعية، ومن هنا نتساءل الي أي مدى يساهم تمكين المرأة المصرية اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، في تحقيق الاستقرار النفسي والشعور بعدم التمييز.

ومن جهتها قالت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن تمكين المرأة المصرية في كافة المجالات، يساهم بشكل كبير في تحسين حالتها النفسية واستقرارها الأسري، ويعزز شعورها بالمساواة، فالنساء التي تتمتع بحقوقها كاملة وتشارك بفاعلية في المجتمع، تكون أكثر قدرة على تربية أبناء صالحين والمساهمة في بناء دولة قوية ومزدهرة.

وأضافت أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن المرأة تحتاج إلى الوعي بحقوقها وقدراتها، وكيفية ممارستها بشكل فعال، حيث أن الكثير منهن قد يتنازلن عن حقوقهن لعدم علمهن بها أو عدم قدرتهن على ممارستها، ولذا، يجب الاهتمام بتأهيلها وتثقيفها، وتمكينها من الأدوات اللازمة للدفاع عن حقوقها والمشاركة الفعالة في المجتمع، وهو ما تقوم به المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني من خلال تقديم كافة أشكال الدعم للنساء، وتوفير البرامج التدريبية والتثقيفية، وتقديم الدعم القانوني والنفسي، لتوعيتها بحقوقها، وتأهيلها لممارسة دورها كاملًا في المجتمع، فضلًا عن تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول تمكين المرأة، حيث يرى البعض أنه يندرج تحت مسمى الأنانية أو التمرد على القيم والأخلاق، بل يعني في الحقيقة أن تكون واعية بدورها في المجتمع، وتسعى لتحقيق النجاح في جميع جوانب حياتها، بما في ذلك دورها كزوجة وأم.

واختتمت قائلة، إن تمكين المرأة ليس مجرد مطلب نسوي، بل هو ضرورة حتمية لبناء مجتمع قوي ومزدهر، فهي نصف المجتمع، وإذا تم تمكينها وتأهيلها بشكل صحيح، فإن ذلك سينعكس إيجابًا على الأسرة ككل، ولذلك يجب علينا أن نعمل معًا من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكينها من ممارسة كافة حقوقها، والمساهمة الفعالة في بناء مستقبل أفضل للجميع.