في ضوء التحركات العربية التي تستهدف مواجهة المقترح الأمريكي بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، يلتقي في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الجمعة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج، وملك الأردن في اجتماع غير رسمي للتباحث حول هذا الإطار.

ملفات القمة

تعد القضية الفلسطينية، هي الشغل الشاغل لاجتماع القادة العرب، اليوم، لا سيما فيما يتصل بطرح تهجير الفلسطينيين قطاع غزة، الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقابلته الدول العربية بالرفض القطاع.

من جانبه، أفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، بأن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة تأتي؛ بغرض حضور اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر، إن الدول العربية المجتمعة تعتزم مناقشة خطة ما بعد الحرب لإعادة إعمار غزة، في ظل تحركاتهم لتقديم بديل للاقتراح الأمريكي بإعادة تطوير القطاع تحت السيطرة الأميركية وبعد تهجير الفلسطينيين منه.

مصادر أخرى أكدت على ذلك، حيث قالت إن الاجتماع العربي يستهدف صياغة خطة مضادة للمقترح الأمريكي القاضي بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.

وكشفت المصادر، أن القادة العرب سيناقشون الخطة المصرية بخصوص إعادة إعمار قطاع غزة كطرح مضاد لخطة الرئيس الأمريكي.

وترتكز الرؤية المصرية في ملف إعادة إعمار قطاع غزة على ضرورة البدء بشكل فوري في ذلك، ودون خروج الفلسطينيين من أرضهم، وهو ما أكدت عليه مصر من كافة المستويات السياسية.

وتستهدف رؤية مصر تلك بدرجة أولى الحيلولة دون تنفيذ المخططات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم، حيث من شأن ذلك أن يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. 

كما قالت المصادر، إن الاجتماع العربي يستهدف بدرجة أولى مناقشة الخطة العربية في هذا الإطار قبل طرحها أمام قمة القاهرة المقرر لها في الرابع من مارس القادم.

ومع ذلك، قالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن هذا اللقاء يأتي في سياق اللقاءات الودية الخاصة التي جرت العادة على عقدها بشكل دوري منذ سنوات عديدة بين قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع القادة، والتي تسهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس والأردن ومصر.

وأضافت أنه فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات بشأنه، فسيكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة التي ستنعقد في مصر في الرابع من شهر مارس القادم.

ومنذ يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة، تحت ذريعة "عدم وجود أماكن صالحة للسكن فيها"، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا بدعم أمريكي.

وفي حين قوبل مقترح الرئيس الأمريكي برفض فلسطيني وعربي ودولي واسع، قوبل بإشادة كبيرة على المستوى السياسي في إسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات، بما في ذلك الحكومة التي وضعت خطة تزعم أنها تهدف إلى "مغادرة طوعية" للفلسطينيين من غزة.