قبل شهر رمضان.. كيف يوفق الأطفال بين الصيام والتحصيل الدراسي؟
قبل قدوم رمضان المبارك، شهر الصيام والعبادة، تواجه الأسر تحديًا جديدًا، وهو كيفية مساعدة أطفالهم على التوفيق بين الصيام والتحصيل الدراسي، فكيف يمكن للأبناء الجمع بين أداء فريضة الصيام والتركيز في المذاكرة؟ وما هي النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساعدهم على ذلك؟.
ومن جهتها تقول الدكتورة رانيا أحمد بسيوني، باحث بقسم التغذية وعلوم الأطعمة، بمعهد الصناعات الغذائية والتغذية، أن الصيام والدراسة في شهر رمضان، يعتبر من التحديات التي يواجهها العديد من الطلاب في المدارس والجامعات، ولكن مع بعض النصائح الفعالة، يمكنك تجاوز هذا التحدي بسهولة والاستمرار في الدراسة أثناء الصيام، والتي من أهمها ما يلي:
-يجب على الطلاب أن يحرصوا على تناول وجبة السحور، فهي وجبة بالغة الأهمية حيث يحتاج الجسم إلى مصادر الطاقة الضرورية للصيام طوال النهار. من المهم تأخير وجبة السحور إلى ما قبل آذان الفجر، وذلك لتفادي إطالة ساعات الصيام، مما قد يؤدي إلى الشعور بالإجهاد وعدم التركيز.
-للحصول على سحور صحي، ينبغي التركيز على تناول البروتينات مثل البيض والفول، والألبان مثل الزبادي والجبن القريش. ينبغي أن تحتوي الوجبة أيضًا على كربوهيدرات معقدة مثل البطاطس المهروسة او الخبز البلدى او البليلة، حيث أن هذه الوجبات تُحرق ببطء وتوفر الطاقة، وكذلك الخضروات الطازجة كطبق السلطة الخضراء الذى يحتوى على الفيتامينات و الأملاح المعدنية و الألياف اللازمة للإحساس بالشبع كما يُفضل تناول الفواكه الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز.
-من المهم تجنب الأطعمة المالحة والحلويات لأنها تزيد من الشعور بالعطش والجوع أثناء الصيام.
-الطريقة المثلى لتناول الإفطار تتطلب التدرج في تقديم الأطباق، يجب تجنب تناول الوجبة دفعة واحدة لتفادي الاضطرابات المعوية. فيفضل البدء بالتمر او العصائر الطبيعية قليلة المحتوى من السكر ثم طبق الشوربة الدافئ وتقسيم الوجبة الرئيسية الى اثنين جزء بعد صلاة المغرب وجزء بعد صلاة التراويح على ان تكون الوجبة متوازنة تحتوي على النشويات والبروتينات والدهون غير الضارة، وكذلك والخضراوات للحصول على الاحتياجات اللازمة من الفيتامينات والمعادن لمنح الابناء كافة احتياجاتهم الغذائية على أن تراعي الأم التنوع في طريقة طهي الوجبات حتى لا يشعر الابناء بالملل.
-يجب على الطلبة الاهتمام بتناول الأطعمة الصحية والمتنوعة خلال شهر رمضان، حتى يتمكنوا من الحفاظ على قدرات عالية من التركيز والانتباه للقيام بواجباتهم الدراسية بأفضل شكل حيث يحب الاهتمام بتناول المصادر البروتينية سواء الحيوانية مثل اللحوم او الدواجن أو الأسماك أو البيض والنباتية مثل العدس والفول واللوبيا والفاصوليا البيضاء حيث أنها تحتوي على البروتين اللازم لبناء العضلات وتعزيز صحة الجسم بشكل عام. كما تعتبر الأسماك والمكسرات مصادر ممتازة للأوميجا 3 الهامة للتركيز والتحصيل الدراسي.
-يجب تجنب الإفراط في تناول الحلويات والمشروبات الرمضانية الغنية بالسكريات واستبدالها بالفواكه او العصائر الطازجة، حيث يمكن أن تؤدي إلى السمنة والعطش.
- من الضروري شرب الماء لفوائده الصحية، حيث أن نقص كمية الماء يمكن أن يؤدي إلى تدهور الحالة المزاجية والإرهاق، مما يؤثر على مستويات الطاقة والذاكرة التي يحتاجها الطالب خلال يومه، الحفاظ على شرب الماء يلعب دورًا في الوقاية من الصداع وعلاجه. كما ينبغي عدم شرب زجاجات الماء دفعة واحدة، لأن ذلك قد يؤثر على إلكترونيات الجسم، مما يؤدي إلى ما يُعرف بالتسمم المائي، الذي يحدث عندما يتم إدخال كميات كبيرة من الماء إلى الجسم بشكل يتعذر على الكليتين تصريف الفائض في الوقت المناسب.
-يجب على الطلبة الانتباه عند شرب القهوة والشاي حيث أنها تحتوى على كافيين و هو من العناصر المدرة بالبول مما يساهم في الشعور بالعطش لذلك يجب تجنب شرب هذه المشروبات بعد السحور.
-يجب على أولياء الأمور أن يكونوا حذرين تجاه أي علامات تشير إلى انخفاض في مستوى السكر لدى الابناء، أو ظهور علامات تدل على الاصابة بالجفاف. في هذه الحالة، ينبغي الافطار لتجنب المخاطر الصحية، ومن المهم أيضًا وجود إشراف طبي من الطبيب المختص واختصاصي التغذية عند السماح للأطفال المصابين بالسكري بالصيام، حيث قد ينخفض تركيز السكر لديهم إلى مستويات خطيرة. أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، فإن الصيام يعد فرصة مناسبة لضبط نظامهم الغذائي.
-يُفضل الدراسة في الأوقات التي يرتفع فيها مستوى التركيز العقلي، وعادةً ما تكون هذه الأوقات بعد السحور، أو بعد الفجر وأيضا بعد الإفطار بساعتين حيث ينبغي تجنب الإجهاد العقلي في الأوقات المتأخرة من اليوم أو بعد الإفطار، كما يجب اختيار الأنشطة الدراسية المناسبة التي تتماشى مع الأوقات التي يشعر فيها الطالب بالنشاط واليقظة.
-ينبغي الحرص على الحصول على الراحة والاسترخاء قبل الإفطار، ويمكن للطالب أن يستفيد من قسط كافٍ من النوم والراحة ليكون مستعدًا للدراسة بعد الإفطار بساعتين، دون أن يشعر بالتعب أو الإرهاق.
-يجب الانتباه إلى تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ بما يتناسب مع الجدول اليومي للدراسة، حيث يمكن للطلاب تحديد الأوقات التي يحتاجون فيها للنوم وتنظيم وقت الاستيقاظ بحيث يتمكنوا من الاستيقاظ مبكرًا والبدء في الدراسة دون الشعور بالتعب أو الإرهاق.