رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نتنياهو يئد ما وُلِد متعثرًا.. إسرائيل تعتزم استئناف الحرب على غزة

21-2-2025 | 16:54


غزة

محمود غانم

ثمانية أيام فقط تفصلنا عن انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، ومع ذلك، لم ينخرط الجانب الإسرائيلي بشكل عملي في محادثات المرحلة الثانية من الاتفاق الذي وُلِد متعثرًا بعد جهود حثيثة بذلها الوسطاء على مدى أكثر من 13 شهرًا.

إسرائيل تسعى لاستئناف الحرب

بات من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدفع بكل ما أوتي من قوة نحو استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

حيث كشف مصدر سياسي إسرائيلي، أمس الخميس، أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم تصعيد العمليات العسكرية في غزة واستئناف الحرب فيها، عقب انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة القائمة مع حركة حماس، دون الانتقال إلى مرحلة ثانية منها، بحسب القناة الـ14 الإسرائيلية.

وقالت القناة الـ14 الإسرائيلية عن المصدر، إن هناك توجهًا لدى الحكومة الإسرائيلية لتمديد المرحلة الأولى لمدة تصل إلى أسبوعين، بهدف إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى، خصوصًا الأحياء منهم، حتى لو كان الثمن هو الإفراج عن أسرى فلسطينيين إضافيين.

وأكد المصدر، أن إسرائيل تعتزم إنهاء الصفقة لتبدأ في شن هجوم واسع النطاق على قطاع غزة، وصفه بأنه سيكون "غير مسبوق" في المنطقة، موضحًا أن هذا القرار تم اتخاذه بدعم أمريكي.

ومنذ 18 يومًا، يتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي من بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، نظرًا لعدم رغبته في إنهاء الحرب على قطاع غزة.

وسبق أن أكد إعلام، أن رئيس الوزراء وعد حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة وزير المالية ضمن حكومته بتسلئيل سموتريتش، بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار بغزة لإقناعه بالبقاء في الائتلاف الحكومي، حفاظًا عليه من الانهيار.

ويتوافق حديث "المصدر" مع لمح إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الخميس، بعزمه استئناف الحرب ضد قطاع غزة، حيث قال إن إعادة الجثث الأربع تلزمنا بأن نضمن أن ما حدث في السابع من أكتوبر 2023، لن يتكرر أبدًا.

أضف إلى ذلك، المزاعم المثارة حول أن حركة حماس وضعت جثة امرأة من غزة في النعش الذي تسلموه، الخميس، بدلًا من الأسيرة شيري بيباس، وعلى أثر ذلك توعد بنيامين نتنياهو حماس بالانتقام.

هذا على المستوى السياسي، أما فيما يتعلق بالصعيد الشعبي، فقد أظهر استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن 70 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة التبادل دفعة واحدة، وهذا يشير إلى الرغبة في المضي قدمًا في هذه المرحلة.

وفي المقابل، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستكون "أكثر صعوبة"، غير أنها اعتبرت أن هناك فرصة حقيقية للنجاح إذا بذل الجميع جهدًا كافيًا.

وزعمت الولايات المتحدة، أن جميع الأطراف متفقون على ضرورة استمرار عمليات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، بحسب ما أورده إعلام عبري.

الولايات المتحدة تحدثت عن أن المعضلة الأساسية في مسار مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق يكمن في رفض إسرائيل أي دور لحركة "حماس" في حكم غزة مستقبلًا، ومع ذلك، أعربت عن أملها في استمرار ما أسمته بـ"النوايا الحسنة" التي ظهرت في المرحلة الأولى من الاتفاق.

وبخصوص هذا الشرط الذي أشارت إليه الولايات المتحدة، قالت حركة حماس، إن اشتراط الاحتلال إبعاد حماس عن القطاع حرب نفسية سخيفة، مؤكدة في هذا السياق، أن خروج المقاومة أو نزع سلاحها من غزة أمر مرفوض.

وفي هذا الإطار، شددت حركة حماس، اليوم الجمعة، على ضرورة المضي قدمًا في تنفيذ استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار على كافة المستويات.

دفعة التبادل الأخيرة

تفرج كتائب عز الدين القسام، غدًا السبت، عن بقية الأسرى الإسرائيليين الأحياء المتفق على إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وعددهم ستة، وفي مقابل ذلك، تفرج إسرائيل عن 602 أسيرًا فلسطينيًا منهم 50 محكومًا بالمؤبد و60 من الأحكام العالية.

وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جاء بواسطة مصرية قطرية ودعم أمريكي 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء المرحلة الثانية ثم الثالثة.

وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.

أما المرحلة الثالثة، فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.