إسرائيل تواصل عرقلة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.. وحماس ترد
على عكس حركة حماس، لم تلتزم إسرائيل بالتعهدات المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة، حيث قامت بتعطيل الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، بحجة ضمان عدم تعرض مجتجزيها للإهانة من جانب الفلسطينيين.
عرقلة تحرير الأسرى
قررت إسرائيل تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم ضمن المرحلة السابعة والأخيرة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة، وذلك لحين التزام حركة حماس بضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين دون معاملة مهينة، حسب وصفها.
وتتحدث إسرائيل عن هذا متجاهلةً ما تمارسه من إذلال الأسرى الفلسطينيين وتعذيبهم والتنكيل بهم، ومن ذلك ما شهدته دفعة التبادل السادسة، حيث أجبرت الأسرى على ارتداء قمصان بيضاء طُبع عليها "نجمة داود" وشعار مصلحة السجون، إلى جانب عبارة "لا ننسى ولا نغفر" من كلا الجانبين.
وعلى عكس ما تزعم إسرائيل، تظهر مراسم تسليم الأسرى التي تقوم بها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، احترامًا متبادلًا بين المقاومين والأسرى الإسرائيليين المحررين، إذ لم يُشر أحد منهم إلى أنه تعرض للإهانة أو التعذيب.
وإمعانًا في قهر الأسرى الفلسطينيين، قامت إسرائيل، أمس السبت، بوضعهم في حافلات تمهيدًا للإفراج عنهم، بيد أنها أنزلتهم مجددًا وأرجعتهم إلى محبسهم، وفق إعلام عبري.
إعلام عبري أشار إلى أن بعض هؤلاء الأسرى الفلسطينيين كتبوا على جدران السجن قبل وضعهم في الحافلات "لن نغفر ولن ننسى ولن نركع"، وهي نفس الكلمات، بعد حذف "لن نركع"، التي أجبرت إسرائيل الأسرى المفرج عنهم في الدفعة السابقة على ارتداء قميص أبيض يحملها، طُبِعَ عليها نجمة داود.
وجاء قرار الحكومة الإسرائيلية بتعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، رغم أن قادة الأجهزة الأمنية نصحوا بعدم فعل ذلك، لإدراكهم أن ذلك قد يؤثر على استعادة جثث المحتجزين في قطاع غزة، حسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
خطوة تعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين كانت متوقعة، وفقًا للمراقبين، كإجراء يمهد الطريق نحو عرقلة محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي لم تبدأ بشكل رسمي بعد.
وحسب مؤسسات فلسطينية، فإن هذه المرحلة تضمن الإفراج عن 602 أسيرًا فلسطينيًا منهم 50 محكومًا بالمؤبد و60 من الأحكام العالية، وذلك في مقابل، أن حركة حماس أفرجت، أمس، عن ستة أسرى إسرائيليين.
وفي غضون ذلك، قالت هيئة البث العبرية عن مسؤولين إسرائيليين، إن "الحكومة قررت تعليق وتعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن الدفعة السابعة، وذلك ردًا على قيام حركة حماس بإرسال جثة امرأة فلسطينية، بديلة لجثة المحتجزة شيري بيباس، يوم الخميس الماضي"، قبل أن تسلمها الجمعة.
وفي المقابل، اعتبرت حركة حماس، أن عدم التزام الجانب الإسرائيلي بالإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين في الموعد المتفق عليه يمثل "خرقًا فاضحًا" للاتفاق.
ودعت حركة حماس الوسيطين مصر وقطر وضامني الاتفاق "لممارسة الضغط على الاحتلال لاحترام اتفاق وقف إطلاق وتنفيذ بنوده دون تسويف ومماطلة".
من جهته، اعتبر نادي الأسير الفلسطيني، أن عرقلة إسرائيل الإفراج عن أسرى الدفعة السابعة ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس "إرهاب منظم وتنكيل بالأسرى"، خاصة في ظل أجواء البرد القارس.
وكشف عن استمرار "منظومة السجون في تعذيب الأسرى، كما تواصل كافة أجهزة الاحتلال بتهديد الأسرى وعائلاتهم، وهي امتداد لسياسة استخدمتها على مدار سنوات طويلة إلا أنها تصاعدت بشكل واضح عند عمليات التحرير التي تمت مؤخرا".
ومتجاهلًا عدم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الأسرى الإسرائيليين الستة الذين أفرجت عنهم حركة حماس يوم السبت، ليسوا في حالة جيدة.
وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جاء بواسطة مصرية قطرية ودعم أمريكي 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء المرحلة الثانية ثم الثالثة.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.
أما المرحلة الثالثة، فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.