رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وسط حضور شعبي ورسمي.. تشييع جنازة حسن نصر الله وهاشم صفي الدين

23-2-2025 | 11:37


جانب من المراسم

محمود غانم

يُشيّع اليوم الأحد جنازة الأمين العام الراحل لحزب الله اللبناني، اليوم الأحد، وذلك بعد نحو خمسة أشهر من مقتله على إثر غارة إسرائيلية طالته في ضاحية بيروت الجنوبية، وسط حضور جماهيري ورسمي تأبينًا له. 

سيكون هاشم صفي الدين، الذي قاد حزب الله أسبوعًا بعد اغتيال نصر الله قبل أن تقتله إسرائيل كذلك مع حسن نصر الله.

نصر الله إلى مثواه الأخير

ومن المنتظر أن تنطلق مراسم جنازة نصر الله من مدينة الرئيس في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في العاصمة بيروت، الساعة الواحدة ظهرًا بالتوقيت المحلي.  

ومن المقرر أن يمتد التشييع نحو ساعة، ثم يلقي أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، كلمة تليها صلاة الجنازة، ثم تنطلق جنازة نصر الله إلى مكان الدفن في منطقة برج البراجنة على طريق مطار رفيق الحريري الدولي.  

بينما تنطلق جنازة صفي الدين إلى بلدته دير قانون النهر في جنوب لبنان، بناءً على وصيته.  

جدير بالذكر أن الأمين العام الراحل دُفن بصورة مؤقتة بجوار ابنه هادي الذي لقي حتفه وهو يقاتل في صفوف حزب الله عام 1997.

ويرجع سبب التأخير في موعد الدفن إلى انتظار انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والجيش الإسرائيلي، بحسب مصادر تحدثت لوسائل الإعلام. 

وكان الأمين العام للحزب قد أعلن أن شعار التشييع سيكون "إنا على العهد"، داعيًا إلى عدم إطلاق النار في التشييع، مؤكدًا أن ذلك "عمل منكر وأذية للناس".

وسيتم ذلك وسط حضور عشرات الآلاف من الأشخاص، في ظل أجواء متوترة، فمنذ ساعات فقط استهدفت إسرائيل الأراضي اللبنانية، مما يثير مخاوف من أن تقدم على استهداف موكب التشييع. 

ومن جانب آخر، ذكر حزب الله أن التجمع الرئيسي للتشييع سيبدأ في المدينة الرياضية، بمشاركة وفود من 79 دولة.

وفي هذا الإطار، أشارت وسائل إعلام لبنانية إلى أن هناك تنسيقًا أمنيًا وإجراءات مشددة فرضتها السلطات اللبنانية عشية التشييع، مع مخاوف تقلق الحكومة اللبنانية من تداعيات الجنازة، لا سيما بعد أحداث المطار الأخيرة.

 يُشار إلى أن الرئيس اللبناني جوزيف عون عقد، الجمعة، اجتماعًا أمنيًا في قصر "بعبدا" الرئاسي، لبحث الأوضاع الأمنية والترتيبات المتخذة لمواكبة تشييع الأمينين العامين لحزب الله، وذلك بحضور وزيري الدفاع والداخلية وعدد من المسؤولين الآخرين.

 

محطات حياة نصر الله 

ولد حسن نصر الله بلبنان في 31 أغسطس 1960 لعائلة شيعية لم تكن متدينة، إلا أنه كان مهتمًا بدراسة أصول الدين، حيث سافر إلى مدينة النجف العراقية، فأمضى فترة في دراسة المذهب الشيعي.

وهناك التقى بعباس الموسوي، الرجل الذي ستجمعه معه علاقة صداقة متينة وشراكة في تأسيس حزب الله لاحقًا.

وبعد أن أنهى المرحلة الأولى من دراسته، اضطر نصر الله على العودة إلى لبنان في عام 1979، حيث درس وعلّم بالحوزة الدينية في بعلبك، والتي كانت تتبع تعاليم آية الله محمد باقر الصدر، مؤسس حركة الدعوة في النجف خلال عقد الستينيات.

ولاحقًا، أصبح نصر الله مندوب حركة أمل التي تربط بالطائفة الشيعية في البقاع، وأصبح عضوًا في مكتبها السياسي المركزي، لكن بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حصل إنقسام في صفوف الحركة وظهر تيارين، أحدهما عرف بـ"حزب الله".

المشاركة في حزب الله

شارك "حسن" في تأسيس حزب الله في عام 1982، وحينها كان يبلغ من العمر 22 عامًا، وفي البداية انحصرت مسؤولياته الأولى بالتعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية، لكن سرعان ما تولى منصب نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم أصبح مسؤولًا عليها.  

وفيما بعد شغل نصر الله منصب المسؤول التنفيذي العام، ما جعله عضوًا بمجلس الشورى، الذي يعتبر أعلى هيئة قيادية ضمن الحزب.

وفي عام 1992، انتخب نصر الله أمينًا عامًا لحزب الله، خلفًا لرفيقه عباس الموسوي الذي قضى إثر غارة إسرائيلية. 

ومع بداية ولاية نصر الله حصل الحزب على صواريخ ذات مدى طويل، ما سمح لهم باستهداف شمال إسرائيل رغم إحتلالها لجنوب لبنان.

وعلى أثر ذلك، قامت إسرائيل في عام 1993، بشن عملية عسكرية خلفت دمارًا واسعًا، ورغم ذلك فشلت بتحقيق أهدافها المتمثلة بتدمير حزب الله وترسانة صواريخه، وآل الأمر إلى توقيع اتفاق بين الطرفين تتوقف إسرائيل بموجبه عن هجماتها في لبنان مقابل أن يتوقف حزب الله عن قصف شمال إسرائيل.

في خضم ذلك، اضطرت إسرائيل، عام 2000، على الإنسحاب من جنوبي لبنان إثر تكبدها خسائر فادحة، ما أدى في الأخير إلى انهيار ميليشيا جيش "لحد"، التي تشكلت بدعم إسرائيلي، وفي حين هرب بعض أعضائها إلى الأراضي المحتلة، اعتقل حزب الله بعضهم وسلّمهم للسلطات القضائية لمحاكمتهم، ووسط ذلك كله حظي الحزب بشعبية جارفة في العالم الإسلامي نظرًا لتلك التطورات.

عملية الوعد الصادق 

في 12 يوليو 2006، شن حزب الله بقيادة نصر الله عملية الوعد الصادق، أدت إلى أسر جنديين إسرائيليين، وذلك بهدف مبادلتهم مع الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، وكما هو متوقع شنت إسرائيل حربًا مدمرة على لبنان، واستمرت المعارك لمدة 34 يومًا، لم تححق فيها إسرائيل أيًا من أهدافها، لكنها قتلت أكثر من 1300 لبناني معظمهم من المدنيين.

وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في 14 من أغسطس بوساطة الأمم المتحدة من خلال القرار 1701، الذي دعا إلى وقف الأعمال العدائية ونشر قوات دولية لمراقبة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

جبهة الإسناد

مع شن الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، فتح حزب الله في اليوم التالي ما يعرف بـ"جبهة إسناد"، حيث قال إنه يؤازر المقاومة الفلسطينية ضد آلة الحرب الإسرائيلية، ورهن وقف هجماته بوقف الحرب على غزة.

وضمن هذا الإسناد، أقدم حزب الله على قصف البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بأسراب من المسيرات والصواريخ، ما خلق حالة من الذعر في بلدات الشمال الإسرائيلي، ما سبب في نزوح عشرات الآلف من قاطنيها.

وعلى خلفية تلك التطورات، اعتبرت "تل أبيب" إعادة سكان الشمال إلى منازلهم أحد أهداف الحرب المعلنة على غزة، ولم يمضي سوى سويعات عن ذلك الإعلان، حتى ضربت لبنان سلسلة متلاحقة من تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية بأيدي من يحملونها، أسفرت عن مقتل 37 شخصًا، فضلًا عن إصابة ما يزيد عن 3000 آلاف شخص، هذا بالإضافة إلى شن غارات مكثفة على الأراضي اللبنانية خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.

وفي خطاب، ألقاه نصر الله، في أعقاب تلك الهجمات، أكد بشكل واضح أن جبهة لبنان لن تتوقف عن إسناد قطاع غزة، قبل أن تتوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، متحديًا الحكومة الإسرائيلية بأنها لن تستطع إعادة سكان الشمال إلى منازلهم دون تحقيق ذلك، لتقدم إسرائيل بعد ذلك على اغتياله في 27 سبتمبر الماضي، وذلك عبر غارة جوية إسرائيلية أثناء لقائه قادة في الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.