رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إسرائيل تتنصل من مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مهددةً بالخطة "باء"

25-2-2025 | 10:33


غزة

محمود غانم

بين خيار المضي قدمًا في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستئناف الحرب مرة أخرى، يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي تمديد المرحلة الأولى في الوقت الراهن، حتى يتم تحرير المحتجزين مقابل أسرى فلسطينيين، وفي حال عدم تحقق ذلك، فسوف يتم تفعيل الخطة "باء"، التي هي نسخة من "خطة الجنرالات"، حسب الإعلام العبري. 

تنصل من الاتفاق 

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي من المقرر أن تنتهي بعد أربعة أيام، رغبةً في عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وفقًا لما نقلته هيئة البث العبرية. 

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، ويتألف هذا الاتفاق من ثلاث مراحل، تمتد كل مرحلة منها لمدة 42 يومًا، ويتطلب الاتفاق إجراء مفاوضات بشأن المرحلة التالية قبل الانتهاء من المرحلة الحالية. 

ومع ذلك، يتعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي المماطلة في هذا السياق، خاصة أن المرحلة الثانية تتضمن إنهاء الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وهو ما لا يريده.

وعلى الجهة المقابلة، حددت حركة حماس موقفها مسبقًا من مطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث أكدت أنه لا يمكن الحديث عن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، أو تمديد المرحلة الأولى، إلا في حال التزام إسرائيل بالاستحقاقات المترتبة عليها، حسب ما ورد في تصريحات صحفية. 

ويأتي موقف حركة حماس هذا نظرًا لأن إسرائيل أوقفت الإفراج عن أسرى الدفعة السابعة، الذي كان مقررًا له مطلع هذا الأسبوع، متذرعة بأن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من قبل الجناح العسكري لحماس يتم بشكل مهين.

واعتبرت حماس، أن عدم تنفيذ البرتوكول الإنساني وتأجيل الإفراج عن أسرى الدفعة السابعة دليل على نوايا الاحتلال بتعطيل الاتفاق وعدم جديته في استمراره.

واتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأنه يعمل على عرقلة تنفيذ كامل بنود الاتفاق حيث يعمل لأجنداته الشخصية ولا يكترث لحياة باقي الأسرى، وفق قولها.

وشددت على أن الرعاية الدولية للاتفاق تلزم إسرائيل باحترامه وتنفيذ مراحله من دون مرواغة، كما التزمت المقاومة، داعية الوسطاء والمجتمع الدولي للضغط لتنفيذ الاتفاق.

تحركات الوسطاء

ومن جانبهم، يواصل الوسطاء جهودهم لإنقاذ "صفقة الرهائن"، حيث لا أحد يرغب في تصعيد الأمور إلى حد انهيار الصفقة القائمة في قطاع غزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. 

في غضون ذلك، قال مصدر لـ"يديعوت أحرونوت"، إن "تل أبيب" أبلغت الوسطاء استعدادها للإفراج عن دفعة الأسرى الفلسطينيين المجمدة منذ السبت الماضي، إذا أفرجت حركة حماس عن جثامين "المحتجزين" الأربعة المتبقين ضمن المرحلة الأولى، دون أي مراسم.

الصحيفة العبرية أفادت عن مصادر بأن "أجهزة الأمن الإسرائيلية تستمر في الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمواصلة صفقة التبادل".

وفي ذات الإطار، قال موقع "والا" العبري عن مسؤول إسرائيلي إن "تل أبيب" تجري محادثات مع الوسطاء في محاولة لحل الأزمة التي نشأت بعد قرار نتنياهو خرق الصفقة وتأخير إطلاق سراح نحو 600 أسير فلسطيني السبت الماضي. 

وزعم المسؤول أن حركة حماس وافقت على مطلب رئيس الوزراء بعدم إقامة مراسم علنية خلال إطلاق سراح جثث المحتجزين، لكن نتنياهو شدد بعد ذلك على أن إطلاق سراح الأسرى الأمنيين لن يتم إلا بعد إطلاق سراح الجثث الأربع الخميس.

الخطة "باء"! 

في سياق متصل، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية بأنها غير ملتزمة بخطة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة المكونة من ثلاث مراحل لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، حتى لو وقعت عليها، طبقًا لصحيفة "هآرتس" العبرية. 

وأوضحت "هآرتس"، أن الخطة الإسرائيلية، كما قدمها رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية والممثل الشخصي لرئيس الوزراء، للمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مرتين في فلوريدا، تقضي بأن يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في مرحلة واحدة كبيرة، وحماس ستستقبل الأسرى الفلسطينيين في المقابل. 

إلى ذلك، أكدت الصحيفة العبرية أنه في حال عدم تحقق ما في الخطة الإسرائيلية، فسوف يتم تفعيل الخطة "باء"، التي هي نسخة من "خطة الجنرالات"، حيث ستعود إسرائيل إلى الحرب المكثفة، وتنشئ مناطق إيواء للمدنيين، وستسمح بتوزيع الغذاء من قبل المنظمات الدولية في هذه المناطق وحدها. 

وبناءً عليه، أكدت أن واقع الأمر، بالنسبة إلى رئيس الوزراء، لا توجد مرحلة ثانية.

وفي المقابل، يدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل في أي مسار تختاره ضد حماس، كما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي لموقع "أكسيوس" الأمريكي.

واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أن قرار إسرائيل تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين يمثل ردًا مناسبًا على حركة حماس، حسب "أكسيوس".

وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جاء بواسطة مصرية قطرية ودعم أمريكي 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء المرحلة الثانية ثم الثالثة.

وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.

أما المرحلة الثالثة، فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.