أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات الكاتب الصحفي ضياء رشوان، أن عودة مصر إلى دورها المحوري والفعال على الساحة الإفريقية خلال السنوات العشر الأخيرة أثبتت أن الدور المصري لا بديل عنه في قارة إفريقيا، مهما تكالبت القوى الساعية إلى النفوذ والمتصارعة بحثاً عن موطئ قدم في إفريقيا، فمصر هي جزء من الجغرافيا والتاريخ.. من الماضي والحاضر والمصير المشترك مع القارة الإفريقية، ومصر تدرك مسئوليتها ورسالتها تجاه القارة الإفريقية، شعوباً ومجتمعات ودولاً، وتضع مصالح القارة على قمة الأولويات، كما أن الشعوب الإفريقية تقدر دور مصر ومكانتها وتتطلع إلى المزيد من التعاون معها، من هذه المنطلقات، تتواصل جهود مصر من أجل الحاضر والمستقبل المشترك لكل شعوب القارة.
جاء ذلك في افتتاحية العدد الجديد من دورية "آفاق إفريقية" حيث تضمن العدد أيضاً ملفا تحت عنوان "العلاقات الفرنسية الإفريقية" متضمناً دراسة تاريخية عن تطور العلاقات الفرنسية الإفريقية خلال 60 عاماً، ودراسة ثانية عن حدود ومستقبل النفوذ الفرنسي في إفريقيا: منطقة الساحل نموذجًا، ودراسة ثالثة عن الأبعاد الاقتصادية في علاقات فرنسا مع إفريقيا، بالإضافة إلى تقرير عن الوجود الأمني والعسكري في إفريقيا وتقرير عن الدور المصري في دعم الفرنكوفونية بإفريقيا.
وأشار ضياء رشوان إلى أن مصر أدركت احتياجات القارة، فوضعت على رأس اهتمامها، تحقيق الاستقرار في كل أنحاء إفريقيا، ثم التعاون من أجل التنمية، واللحاق بركب التقدم وصناعة مستقبل مشرق للأجيال الجديدة من أبناء شعوبها، ومن أجل هذين الهدفين - الاستقرار والتنمية - تواصل مصر مساعيها على الأصعدة العالمية والإقليمية والقارية والثنائية.
ونوه رئيس "هيئة الاستعلامات" في هذا الصدد بأن مصر هي صوت إفريقيا في كل المحافل الدولية، فبعد أن استعادت مصر مكانتها الدولية، حرصت على أن تتحدث باسم إفريقيا على النطاق الدولي، عبر المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، وأجهزتها المتعددة والمنظمات المتخصصة التابعة لها، وعبر المنظمات الأخرى والمجموعات الدولية التي تنشط فيها الدبلوماسية المصرية، مع القارة الأوروبية والتجمعات الآسيوية والقارية الجديدة مثل تجمع "بريكس" الذي انضمت مصر لعضويته خلال عام 2024، وكذلك في مجموعة الدول الثماني النامية التي استضافت مصر قمتها في ديسمبر 2024.
ولفت ضياء رشوان إلى أن مصر تسعى إلى محاصرة الأزمات والصراعات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط حتى لا تمتد وتتوسع لتؤثر على مناطق أكثر بما فيها المناطق الإفريقية التي يتلاحم أمنها مع أمن الشرق الأوسط في البحر الأحمر والمحيط الهندي ومناطق أخرى، كما تواصل مصر التنسيق مع جنوب إفريقيا، حيث عقد لقاء مثمر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا على هامش قمة البريكس التي يشترك البلدان في عضويتها، حيث تتشابه رؤى مصر وجنوب إفريقيا بشأن ضرورة إحلال السلام والاستقرار في أنحاء القارة، وعلى صعيد جهود التنمية، تقدم مصر خبراتها وسواعد أبنائها في عشرات المشروعات في الدول الإفريقية وتقدم المساندة في مجالات التنمية البشرية وبناء القدرات في مختلف المجالات مثل الصحة والتعليم والري والزراعة والصناعة والأمن والإدارة والدبلوماسية وغيرها لكل الأشقاء .
وتضمن العدد من الدورية دراسة عن "منطقة الساحل.. صراعات السلطة واستراتيجيات مواجهة التنظيمات الجهادية"، ودراسة أخرى عن تراجع النفوذ الأمريكي بغرب إفريقيا، وتضمن العدد عدة تقارير عن الانتخابات العامة في كل من جنوب إفريقيا وموريتانيا ورواندا، بالإضافة إلى تقرير خاص عن قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) ببكين، وتقرير خاص آخر عن القمة الإفريقية الكورية الجنوبية المنعقدة في سول، إضافة إلى ذلك يضم العدد مجموعة من التقارير والمتابعات، فضلاً عن الأبواب الثابتة التي جاءت جميعها بأسلوب علمي ورصين يتفق مع طبيعة هذه الدورية التي حصلت على ترقيم دولي من أكاديمية البحث العلمي في مصر باعتبارها إصداراً أكاديمياً متخصصا فريداً في تخصصه.
ودورية "آفاق إفريقية" هي دورية ربع سنوية علمية محكمة تهدف لمتابعة أبرز وأهم القضايا الإفريقية في مختلف المجالات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، ويتم إصدارها بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية، ويرأس تحريرها عبد المعطي أبو زيد مستشار الإعلام الخارجي بالهيئة، ومستشار التحرير لها هو الأستاذ الدكتور محمد عاشور الأستاذ بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، ومدير تحريرها هو الدكتور علي محجوب، ويتم توزيعها على مختلف المؤسسات الوطنية والجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات الصحفية والإعلامية والسفارات الإفريقية بمصر ومكاتبنا الإعلامية بالخارج، وكافة المهتمين بالشؤون الأفريقية.