بعد تصالحهما.. سنوات العسل والملح بين عمرو دياب وعمرو مصطفى
على مدار 22 عامًا، حملت علاقة التعاون بين عمرو مصطفى وعمرو دياب ذكريات لا تُنسى، حيث نجح الثنائي في تقديم مجموعة من الأغنيات التي حفرت في وجدان عشاق "الهضبة"، وظلت متألقة رغم مرور الزمن.
وبدأ هذا التعاون الفني في عام 1999 بأغنية "خليك فاكرني"، واستمرت الشراكة المثمرة خلال الأعوام التالية بأعمال لاقت نجاحًا كبيرًا مثل: "العالم الله"، "بعترف"، و"أعمل إيه" عام 2000، إلى جانب أغنيات بارزة كـ"يا حبيبي لا"، و"أكتر واحد"، في 2001.
وفي عام 2004، أضاف الثنائي إلى رصيدهما أغنيات شهيرة مثل "ليلي نهاري"، "وحشتيني"، و"قصاد عيني"، قبل أن يتبعاها في 2005 بأغنيات مثل: "وماله" و"الله لا يحرمني منك". واستمر التألق سنوات عدة، حيث شهد عام 2009 أغنيات من طراز "وياه"، "بقدم قلبي"، و"الله على حبك".
لكن ككل علاقة طويلة المدى، لم يخلُ التعاون من الخلافات التي سببت حالة من التوتر بين النجمين.
أبرز الخلافات بين النجمان
أبرز الخلافات بدأت في عام 2012 عندما صرح مصطفى عبر حسابه على فيسبوك برأيه حول طريقة تعامله مع دياب، مشيراً إلى طبيعة التنازلات الكتابية التي بينهما والتي كانت تتيح للشركة المنتجة التحكم بالحقوق التجارية للأغاني.
ومع مرور السنوات، لم تنتهِ التصريحات الجريئة من عمرو مصطفى، ففي عام 2017 وخلال ظهوره ببرنامج تلفزيوني، أكد أن عمرو دياب استفاد كثيرًا من التعاون بينهما، مضيفًا أنه لم يعد راغبًا بالعمل معه إثر تراكم الخلافات. كما تصاعد التوتر بصورة ملحوظة في 2018 بعد طرح أغنية "باين حبيت" التي صرح مصطفى أنها لم تنسب له بشكل صحيح كملحن، ما دفعه للإعلان عن عزمه اتخاذ إجراءات قانونية.
الأزمة بلغت ذروتها عام 2020 عندما انتقد مصطفى أغنية دياب "أماكن السهر"، قبل أن يحذف منشوره بسرعة. وأعاد بعدها الإعراب عن استيائه علناً في أحد المقابلات عام 2021 بسبب موقف شخصي أثّر بشكل كبير على علاقته مع الهضبة.
ومع ذلك، تحققت الخطوة الأولى نحو رأب الصدع عندما نشر عمرو مصطفى دعوة للصلح عبر صفحته على فيسبوك قائلاً: "الحياة أقصر من أن تُهدر في الصراعات... نحن قدوة للأجيال القادمة".
ولكن لم يأت الرد من دياب حتى ظهر فيديو يوثق لحظة التصالح خلال حفل مشترك أقيم بدار الأوبرا المصرية، جمع بينهما بحضور رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.
في أجواء مليئة بالمشاعر والمصالحة، ظهر هذا الحفل كإشارة إلى إمكانية طي صفحة الخلافات، بحضور نخبة من النجوم مثل محمد منير، شيرين عبدالوهاب، عمر خيرت، وغيرهم. لحظة العناق بين عمرو دياب وعمرو مصطفى قد تكون بداية فصل جديد في العلاقة التي أثرت بشكل كبير في مشهد الموسيقى العربية لعقود.
رغم الخلافات ..عمرو دياب يساند صديقه
ورغم الخلافات التي جمعت بينهما لسنوات، بادر النجم عمرو دياب بدعم الملحن عمرو مصطفى بعد إعلان إصابته بالسرطان، وهو ما لاقى إشادة كبيرة من جمهوره ومتابعيه.
وهذه الخطوة الإنسانية أظهرت جانبًا آخر من شخصية عمرو دياب، حيث تجاوز الخلافات القديمة وأبدى تعاطفه مع زميله في هذه المحنة، ونشر عمرو دياب عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك صورة تجمعه بالملحن عمرو مصطفى، مرفقًا معها رسالة دعم دعا فيها لسلامة مصطفى وشفائه العاجل.
وكتب في تعليقه: "أخي عمرو مصطفى، ألف سلامة عليك... دائمًا تفضل تمتع جمهورك بفنك"، التفاعل على المنشور كان كبيرًا، حيث أشاد المتابعون بالموقف النبيل الذي أظهره دياب، مؤكدين على احترامهم لقدرته على تجاوز الماضي ومد يد العون في وقت الحاجة
