رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حديث من القلب

26-2-2025 | 16:46


وفاء أنور,

ما أحوجنا في عالم تشبع بالمادية إلى هذه الدرجة اللافتة إلى البحث عن أوقات طيبة وسبل أخرى توفر لنا المزيد من الشعور بالأمان، ننقب فيها عن هدوء واطمئنان يسكن حتمًا في هذه الأيام المباركة، إن تلك اللحظات المناسبة قد جاءت، اللحظات اللحظات التي ننتظر فيها إشراقة كبرى لأنفسنا لقلوبنا وأرواحنا، إنها اللحظات التي حملت معها أنوارًا ساطعة ممتزجة ببهجة وسعادة لا متناهية، لحظات ستظللنا بهداها، تربت على قلوب أتعبتها الحياة، أرقتها المسئوليات، تبعتها نوبات من خذلان صريح؛ ربما كان أسوأ ما فيه أنه قدم من أقرب الناس إلينا.

 كلنا نرى هذا الشتات القادم وهو يقترب منا، يبعث برسائله المختلطة ليثير حيرتنا متجمعًا من شتى بقاع الأرض، مشمرًا عن ساعديه، يقف في وضع المواجهة أمامنا ولسان حاله يردد جملة واحدة إما أنتم وإما أنا، يسعى بكل جد واجتهاد محاولًا إفساد اللحظات الطيبات علينا، يستعد لملاقاتنا بحربه الشعواء قاصدًا بهذا غوايتنا، يمضي مقسمًا بأغلظ الأيمان على ثقته من نجاح خطته معنا، خطته التي استلهم محتواها من نار شيطان حاقد حاكها لنا، أرهقنا بزخارف دنيانا الزائلة مزينًا لنا اتباعها إرضاءً لهواه هو من قبل هوانا.

ما أحوجنا في عالم كهذا؛ عالم تجرد من الإنسانية عامدًا متعمدًا، رمى بها وبأعز صفاتها إلى أبعد مكان ناسيًا حكمة من الله سبقت وجوده، حكمة تقول أن الإنسان ما خلق إلا لعبادة إله واحد وعده بنيل رضاه ومحبته إن هو امتثل لأوامره ونفذ ما دعاه إليه، فقد وعده سبحانه برضاه، وبشرهُ بإقامة وسكنى دائمة في جناته العلى.

فلنحذر جميعًا شيطانًا يعدنا الفقر ويأمرنا بالفحشاء والمنكر، ولتكن أعيننا يقظة وأرواحنا متيقظة، متبينة رسالة يبعث بها إلينا، من الرائع أن نلحظ هذا بأعيننا، ندرك حقيقة حديث لا أصل له، نتيقن من خبث عدونا وننتبه لحقيقته المظلمة الممتلئة بالحقد المبين منذ اللحظات الأولى؛ نذكر أنفسنا بهذا ولا نغفل عن استرجاع فصول قصته معنا، قصة نبأتنا منذ البداية بأنه العدو الأول لنا.

الأيام الحالية التي نعيش نفحاتها الآن هى أعظم أيام العام بلا جدال، واللحظات الفائتة منها لم ولن تعوض أبدًا، فلنحذر معًا فتنة آتية على عجل، فتنة تأهلت من أجل الإيقاع بنا، فتنة تجهزت وعدت عتادها منذ زمن، فتنة تهدف إلى نزع البركة منا وعنا، ما أعظم تلك الأيام المباركة التي حوت عبقًا ميزها وامتلأت نورًا وهدى، فلنحذر من كل سفاهة تعرض علينا، ولنذكر أنفسنا بأن الحياة ما هى إلا رحلة في أجواء الوهم، فهى الفانية الزائلة.

تعالوا نتجمع على كلمة سواء على قول ثابت يجعلنا نرى في قرآننا نبراس نور وهدى، نسير على نهجه، نهتدي بهديه، نتبع وهج نوره الذي سيرشدنا ويوجهنا، سيحدد لنا معالم طريقنا، نعي آياته جيدًا، ندرك مضمونها وحقيقتها، نتعرف على كل آية أنزلت فيه وندرس حكمتها، نتدارسه نحن، ثم نعلمه لأبنائنا، نؤكد لهم من بعد أنفسنا أن اتباعنا لأمر ربنا هو دليل إيماننا الحق، وسبيل نجاتنا. 

أذكركم ونفسي بضرورة اتباع أوامر ربنا وإرشاداته التي ستنجينا من كل شر يحاصرنا، ولتشهد علىَّ كلمات خطتها يدي، وحديث ما قصدت من ورائه إلا التذكرة؛ محبة مني ورغبة في حث أنفسنا لبعضنا البعض على اتباع الخير لا أقل ولا أكثر.