في ليالي شهر «رمضان المبارك» الساحرة، حين تمتد السكينة لتلامس قلوب العاشقين لله، تتألق صلاة التروايح كأسرار الليل المتألقة بأنوار الإيمان، إنها لحظات يُستحضر فيها الخشوع، فيتناغم صوت الآيات مع نبض القلوب، فتتحول الليالي إلى قصائد روحانية تحمل في طياتها عبق الرجاء والتأمل.

و صلاة «التروايح»  ليست مجرد طقس يؤديه المؤمن، بل هي جسر يربط بين العبد وخالقه، حيث تتبدد الهموم ويعلو صوت الدعاء، مقدمةً لروحٍ تلتقي مع معاني الرحمة والصفاء، وتستشرف نور الحق الذي ينير دروب الحياة.

 في المساجد الكبرى  لـ «20 ركعة»

 وقد أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا في الأيام الأخيرة تعلن  فيه عن خطتها لصلاة «التراويح» خلال شهر رمضان المبارك، وكشف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، عن خطة وزارة الأوقاف لشهر رمضان المبارك، مؤكدًا إقامة صلاة التراويح في المساجد الكبرى  لـ «20 ركعة» واستضافة كبار القراء مثل مساجد «الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة»،  وغيرها من المساجد الكبيرة على مستوى الجمهورية، بينما تقام في باقي المساجد 8 ركعات.

برامج دعوية وقرآنية

وفي إطار الاستعدادات لشهر رمضان أكد «الأزهري» تنفيذ أكبر خطة برامج دعوية وقرآنية لشهر رمضان 1446هـ، متضمنة العديد من الفعاليات التي تجمع بين الأنشطة القرآنية والدعوية، تحت إشراف الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم والقطاع الديني بالوزارة، و بالتعاون مع الأزهر الشريف وعدد من الجهات المعنية.

وقال الدكتور أسامة الأزهري: «إن صلاة التراويح غير محددة بوقت، لكن تبقى بالاتفاق بين رواد المساجد والإمام، موضحًا أنه سوف يتم تحديد مساجد في كل حي أو منطقة للصلاة بجزء وختم القرآن الكريم.

ابتهالات في الشهر  الكريم

وأضاف وزير «الأوقاف» في تصريحات  صحفية أخرى أن الوزارة، ستنظم برنامج الابتهالات بمسجد الإمام الحسين، بمشاركة المبتهلين عبد اللطيف العزب وهدان يوم السبت  المقبل، وأحمد تميم المراغي يوم الأحد، وبلال مختار يوم الاثنين، وأحمد مقلد يوم الثلاثاء، ويسري معتوق يوم الأربعاء، ومحمد حسن الصعيدي يوم الخميس، ومحمد عبد الرؤوف السوهاجي يوم الجمعة.

صَلَاةُ التَّرَاوِيح 

صَلَاةُ التَّرَاوِيح أو صلاة القيام في رمضان، وحكمها سنة مؤكدة للرجال والنساء تؤدى في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها إلى قبيل الفجر، وقد حث النبي محمد ﷺ على قيام رمضان فقال «من قام رمضان إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقد صلاها رسول الله ﷺ في جماعة ثم ترك الاجتماع عليها مخافة أن تفرض على أمته، كما ذكرت ذلك عنه أم المؤمنين  عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري.

ثم استمر المسلمون بعد ذلك يصلون صلاة التراويح كما صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يصلونها كيفما اتفق لهم، فهذا يصلي بجَمْع، وذاك يصلي بمفرده، حتى جمعهم عمر رضي الله عنه على إمام واحد يصلي بهم التراويح، وكان ذلك أول اجتماع الناس على قارئ واحد في رمضان.

روى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: «خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع - أي جماعات متفرقة - يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط - الجماعة من الرجال - فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحدٍ لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبيِّ بن كعب، ثم خرجتُ معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نِعْم البدعة هذه، والتي ينامون عنها، أفضل من التي يقومون - يريد آخر الليل-، وكان الناس يقومون أوله».

وروى سعيد بن منصور في «سننه»: أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على أُبيِّ بن كعب، فكان يُصلي بالرجال، وكان تميم الداري يُصلي بالنساء.

 اسم صلاة التراويح 

صلاة التراويح  وهي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر، وتعرف كذلك بقيام رمضان.