رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبراء ودبلوماسيون: العلاقات المصرية الموريتانية تتسم بالتميز.. والبلدان حريصان على تحقيق رؤيتهما التنموية

27-2-2025 | 12:45


العلاقات المصرية الموريتانية

دار الهلال

أكد خبراء ودبلوماسيون أن العلاقات المصرية الموريتانية اتسمت بالتميز المتواصل على مر التاريخ، حيث تحرص مصر دائمًا على تعزيز كافة سبل التعاون الممكنة مع الدولة الموريتانية، لاسيما التعاون الاقتصادي والأمني، رغبة في تحقيق رؤيتهما التنموية المشتركة، مشيرين إلى أن التواصل الروحي والفكري الموريتاني المصري ظل قويا عبر الجسور العلمية واللغوية، بواسطة الدراسة بالأزهر الشريف والجامعات والمعاهد المصرية التي تخرج فيها الكثير من الطلاب الموريتانيين.

جاء ذلك في ندوة بعنوان "مصر وموريتانيا.. ستة عقود من التعاون المشترك" بمشاركة الدكتور محمد عبد المنعم - عضو مجلس أمناء مؤسسة الحوار للدراسات السياسية والإعلامية ورئيس المنتدى العالمي لخبراء السياحة، والمستشار أول الدكتور المختار الجيلاني المستشار الثقافي بسفارة موريتانيا بالقاهرة، والدكتورة رانيا أبو الخير رئيس مجلس إدارة شركة مصر موريتانيا للتنمية وإدارة المشروعات، والسفير أحمد فاضل يعقوب - سفير مصر الأسبق في موريتانيا، والأستاذ آب الشيخ محمد فاضل الخبير الباحث في الاستراتيجيات المعاصرة والدكتور أيمن السيسي نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، الأستاذ محمد سالم ولد الداه - رئيس المركز العربي الأفريقي للإعلام والتنمية - موريتانيا.

ونوه المشاركون إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي رحبت ببناء علاقات دبلوماسية معمقة مع موريتانيا، ففي يوليو عام ١٩٦٣ قام أول وفد رسمي موريتاني بزيارة مصر بدعوة من حكومتها، ليكون ذلك التاريخ بداية للعلاقات فيما بين البلدين.

ولفتوا إلى أن العلاقات المصرية الموريتانية تعد نموذجًا للعلاقات العربية-العربية التي تقوم على التعاون المشترك والاحترام المتبادل. فقد شهدت هذه العلاقات تطورًا ملحوظًا على مدى العقود الماضية، شملت مجالات السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والتعليم، مما يعكس عمق الروابط بين البلدين.

وأبرزوا أن مصر وموريتانيا ترتبطان بعلاقات دبلوماسية وثيقة، تعززت عبر تبادل الزيارات الرسمية بين القيادات السياسية في البلدين.. وتحرص الدولتان على تنسيق المواقف في القضايا الإقليمية والدولية، خصوصًا في إطار جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي. كما تسعى القاهرة ونواكشوط إلى تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

وأشاروا إلى أنه رغم أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يزال دون الطموحات، إلا أن هناك جهودًا لتعزيزه، خاصة في قطاعات الزراعة، والثروة السمكية، والتعدين.. وتعمل مصر على زيادة استثماراتها في موريتانيا، لا سيما في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا. كما توفر موريتانيا فرصًا استثمارية واعدة، خصوصًا في مجال استخراج المعادن وصيد الأسماك.

وتابعوا أن العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين تحظى باهتمام كبير، حيث تقدم مصر منحًا دراسية للطلاب الموريتانيين في الجامعات المصرية.. كما تسهم المؤسسات الدينية المصرية، مثل الأزهر الشريف، في نشر التعليم الديني في موريتانيا، مما يعزز الروابط الثقافية والدينية بين الشعبين.

وأوضحوا أن مصر تسهم في تطوير القطاع الصحي في موريتانيا من خلال إرسال بعثات طبية وتقديم الدعم الفني والتدريبي للأطباء الموريتانيين. كما يتم التعاون في مجالات تصنيع الأدوية والتجهيزات الطبية.. منوهين إلى أنه مع توجه البلدين نحو تعزيز التكامل الاقتصادي والتعاون في مجالات الأمن والطاقة، يُتوقع أن تشهد العلاقات المصرية الموريتانية مزيدًا من التطور خلال السنوات المقبلة. ويعتمد ذلك على تكثيف اللقاءات الرسمية، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية.

وشددوا على أن العلاقات المصرية الموريتانية تمثل نموذجًا للشراكة العربية الناجحة، حيث تجمعهما روابط تاريخية وثقافية وسياسية قوية. ومع استمرار العمل المشترك، يمكن أن تشهد هذه العلاقات مزيدًا من التطور بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.