عزيزة أمير .. «أم السينما المصرية»
في فضاءات الفن حيث يتراقص الإبداع على أنغام التاريخ، تألقت كنجمة بارقة رسمت بمهارتها معالم الفن المصري والعربي بألوان البهاء والتميز، وكانت ممثلة تتقن أداء الأدوار، إضافة إلى كونها منتجة ومخرجة ومونتيرة، تسطر قصصًا فنية تخطو بثقة على دروب الإبداع، مسيرتها الفنية، التي امتزج فيها الحلم بالواقع، تحولت إلى رحلة ملهمة تعكس شغفها العميق بالفن ورؤيتها الثاقبة، إذ تجسد في كل عمل رسالة نابضة بالأمل والإبداع وتترك بصمتها الخالدة في سجل حضارة فنية عريقة إنها أم السينما المصرية الفنانة الرائدة والمبدعة المصرية عزيزة أمير.
الميلاد والنشأة
ولدت عزيزة أمير في 17 ديسمبر في عام 1901م، باسم مفيدة محمد غنيم، وقضت طفولتها في الإسكندرية ثم انتقلت إلى القاهرة، لتعيش في شارع خيرت بالقرب من حي السيدة زينب، والتحقت بالمدرسة لكنها لم تكمل دراستها، ودخلت عزيزة أمير للمجال الفني من باب خشبة المسرح حيث بدايتها الفنية عام 1925م كممثلة مسرحية من خلال فرقة يوسف وهبي.
وكان أول دور تقوم به في مسرحية «الجاه المزيف» بعد أن أصرت أن يمنحها يوسف وهبي دور بطولة، لكنها لم تستمر معه سوى موسم مسرحي واحد، وفي عام 1926م التحقت بفرقة «عكاشة» وأسند إليها بطولة عدة مسرحيات، ثم انتقلت إلى فرقة الريحاني، ومنها إلى فرقة رمسيس، وعند افتتاح الفرقة القومية المصرية عام 1935م، لعبت دور البطولة في مسرحية الافتتاح «أهل الكهف» لتوفيق الحكيم.
كان للفنانة عزيزة أمير الفضل في ميلاد أول فيلم مصري، وهو فيلم «ليلى» في عام 1927م الذي حمل في البداية اسم «نداء الله»، ولذلك لقبت بأم السينما المصرية.
وكانت عزيزة أمير، تحدثت فى حوار لها ردًا عن منحها لقب أم السينما المصرية من قبل النقاد، فأجابت: «أنا لم أبحث عن أبناء من وراء الزواج، لأن السينما هي ابنتي الوحيدة التى أنجبتها».
وأنتجت بعد فيلم ليلى العديد من الأفلام منها فيلم «بنت الليل»، و«كفري عن خطيئتك» الذي كبدها خسائر فادحة بسبب ظهوره مع بداية عصر الصوت في السينما.
وعادت عزيزة أمير بعد ذلك مرة أخرى من خلال فيلم «بياعة التفاح»، وواصلت إنتاج الأفلام والتمثيل من خلال شركة «إيزيس فيلم» حتى مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وكان آخر أفلامها هو «آمنت بالله» في عام 1952م.
ورحلت عزيزة أمير عن عالمنا في يوم 28 فبراير 1952، بعد أن أثرت الفن المصري بكل ما قدمته وأصبحت أيقونة في تاريخ السينما المصرية والعربية.