وقع البنك الأفريقي للتنمية اتفاقية ليصبح كيانًا منفذًا لصندوق الأوبئة العالمي، مما يمكنه من تنسيق تمويل المشاريع المعتمدة من الصندوق في أفريقيا، بالإضافة إلى المشاركة في دعوة لتقديم مقترحات لتمويل الاستثمارات المقرر إطلاقها في شهر مارس المقبل.

وقد تم توقيع اتفاقية الإجراءات المالية في يناير مع مجموعة البنك الدولي، حيث عمل البنك الدولي للإنشاء والتعمير كجهة وصية على صندوق الأوبئة، وبموجب هذه الاتفاقية، أصبح البنك الأفريقي للتنمية مؤهلًا للمشاركة في جزء من تمويل بقيمة 500 مليون دولار من أمانة الصندوق، لدعم البرامج والمشاريع والسياسات المتعلقة بالأوبئة، مع التركيز على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ويعد صندوق الأوبئة شراكة بين الدول المانحة والمستثمرين المشاركين والمؤسسات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني، ويستضيفه البنك الدولي، بينما تتولى منظمة الصحة العالمية الدور الفني الرئيسي، يساعد الصندوق الدول والمناطق على تعزيز أنظمتها الصحية وزيادة استثماراتها، مما يمكنها من تحسين قدراتها في الوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها.

وبدورها، قالت الدكتورة بيث دانفورد، نائبة رئيس البنك للتنمية الزراعية والبشرية والاجتماعية: "هناك طلب متزايد من الدول الأفريقية للحصول على الدعم لسد الفجوات في البنية التحتية الصحية الوطنية التي كشفتها جائحة كوفيد-19 والأزمات الصحية الأخرى، وككيان منفذ لصندوق الأوبئة، يستفيد البنك الأفريقي للتنمية من خبرته في تمويل البنية التحتية إلى جانب الدعم التكميلي لتحسين جودة الحياة في أفريقيا ".

وأضافت أنه سيتم تنفيذ دعوات تقديم المقترحات على مراحل: ستفتح المرحلة الأولى للمقترحات الوطنية والمتعددة الدول في مارس 2025، بينما تنطلق المرحلة الثانية في يونيو 2025 للمقترحات الإقليمية.

وحتى الآن، قام صندوق الأوبئة بتمويل دعوتين لتقديم المقترحات، ووافق على 47 مشروعًا تؤثر على 75 دولة في ست مناطق حول العالم، وفي المتوسط، تم تخصيص 43% من موارده لدول أفريقيا جنوب الصحراء، وهي المنطقة التي لديها أعلى طلب على منح صندوق الأوبئة، وفي إطار الدعوة الثانية لتقديم المقترحات، تم تخصيص أكثر من نصف التمويل الممنوح لدول أفريقيا جنوب الصحراء.

وبصفته كيانًا منفذًا، سيلعب البنك الأفريقي للتنمية أيضًا دورًا رقابيًا، حيث سيقدم الدعم لتنفيذ المشاريع للمنظمات المستفيدة، بالإضافة إلى تقديم تقارير مالية وتقارير تقدم العمل إلى مجلس إدارة الصندوق.

ويتماشى تعاون البنك مع صندوق الأوبئة مع استراتيجيته الخاصة بالبنية التحتية الصحية ذات الجودة في أفريقيا، والتي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية وتحسين النتائج الصحية في القارة.

وفي يونيو 2023، وافق البنك على تمويل بحوالي 124 مليون دولار لتوسيع نطاق الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية في المغرب، ويهدف "برنامج دعم الوصول الشامل إلى البنية التحتية للرعاية الصحية" في المغرب إلى تعزيز الخدمات الصحية المتخصصة في مراكز رعاية النساء والأطفال، ودعم بناء وتجهيز المستشفيات، وتزويد المناطق النائية بتقنيات التطبيب عن بُعد والاستشارات الطبية الافتراضية.

وتابعت بيث دانفورد: "أن استمرار التعاون مع صندوق الأوبئة يمكن أن يساعد في تمكين المزيد من الأفارقة من الاستفادة من أنظمة الرعاية الصحية المعززة."

وأضافت: "باعتبارنا المؤسسة المالية الرائدة في أفريقيا، نحن مستعدون لتقديم الدعم اللازم للمنظمات المنفذة المستفيدة، ولدول الأعضاء الإقليمية بالبنك، والمجتمعات الاقتصادية الإقليمية، في إطار الدعوة الثالثة لصندوق الأوبئة لتقديم المقترحات. سيعمل البنك على الاستفادة من موارد الصندوق، إلى جانب أدوات التمويل الخاصة بنا، لتحقيق نتائج أكبر وأفضل."

يشار إلى انه تم إنشاء صندوق الأوبئة في سبتمبر 2022، حيث شارك البنك كمراقب، وتم الإعلان عنه رسميًا بعد شهرين خلال اجتماعات مجموعة العشرين (G20) في بالي، إندونيسيا.