رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أبرز الظواهر الفلكية في سماء مارس.. خسوف وكسوف وبدء الربيع واقترانات كوكبية

1-3-2025 | 11:06


الدكتور أشرف تادرس

أ ش أ

كشف الدكتور أشرف تادرس ، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن أبرز الظواهر الفلكية التي سيشهدها شهر مارس والتي تشمل خسوفا للقمر وكسوفا للشمس ، إلى جانب بداية فصل الربيع ، بالإضافة إلى مجموعة من الاقترانات الفلكية بين الكواكب والنجوم، التي يمكن مشاهدتها في السماء خلال الشهر الجاري.

وقال تادرس في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن أولى تلك الظواهر يبدأ مساء اليوم ، حيث سيكون القمر في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 362,000 كم.

وأضاف أن منطقة الحضيض تتغير من شهر لأخر ولا يُعتبر القمر سوبر أو عملاقا إلا إذا كانت مسافته من الأرض أثناء الحضيض أقل من 360,000 كم ، لافتا إلى أن ظاهرة المد والجزر تزيد شدتها قليلا أثناء وجود القمر في الحضيض.

وأشار أستاذ الفلك إلى أنه بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل غدا الأحد سيترائى القمر مقترنا مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) ، كما سيترائى كوكب عطارد بالقرب من الأفق الغربي أسفل الزهرة ، حيث يغرب عطارد سريعا بغضون الـ 7:05 مساء تقريبا.

وأوضح أن مشهد اقتران القمر والزهرة يظل مرئيا للعين المجردة السليمة حتى بدء غروب الزهرة أولا في الساعة 8:05 مساء تقريبا ، ثم يتبعه غروب القمر في الساعة 8:40 مساء تقريبا.

وأشار الدكتور أشرف تادرس إلى أنه في 5 مارس سيترائى القمر مقترنا مع الحشد النجمي بلايدس (الثريا أو الأخوات السبع) في برج الثور ، حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل في ذلك اليوم ، وسيظلان مرئيان بالسماء حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 11:45 مساء تقريبا.

وذكر أن كوكب المشتري ونجم الدبران (عين الثور) ونجم كابيلا (العيوق) سيتواجدوا بالقرب من هذا المشهد في ذلك اليوم أيضا.

وأوضح أن الثريا هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية ، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض و يتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة ، ولذلك سمى بالأخوات السبع.

وقال أستاذ الفلك إنه في 6 مارس سيترائى القمر في منتصف السماء وقت غروب الشمس تقريبا في ذلك اليوم حيث يضيئ نصف قرصه فقط ، وتبلغ نسبة لمعانه 50% فيما يعرف بطور التربيع الأول.

وأضاف أن الجزء المضئ من القمر في حالة التربيع الأول يشير دائما إلى اتجاه الغرب وهو إتجاه الشمس (حتى لو كانت الشمس تحت الأفق)، ومن ثم يتحرك القمر في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب عند منتصف الليل تقريبا.

ونوه إلى أنه في 8 مارس سيصل كوكب عطارد إلى أقصى استطالة شرقية له تبلغ 18.2 درجة من الشمس ، وهذا هو أفضل وقت لمشاهدة كوكب عطارد وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق الغربي في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ، لذلك تكون فترة بقائه في السماء حتى غروبه هي أطول فترة ممكنة.

وأضاف أنه في ذات اليوم 8 مارس سيترائى القمر بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل مقترنا مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر )، وسيظل هذا المشهد مرئيا بالعين المجردة السليمة حتى بدء غروبه في الساعة الثالثة صباح فجر اليوم التالي.

وتابع "سيلاحظ وجود اجرام سماوية لامعة جوار هذا المشهد في ذلك اليوم أيضا ، وهي كوكب المشتري (عملاق كواكب المجموعة الشمسية) ، ونجم الدبران (عين الثور) ، ونجم كابيلا (العيوق) ، ونجم سيرس (الشعرى اليمانية ، ألمع نجوم السماء على الإطلاق".

ونوه الدكتور أشرف تادرس الى أنه في 9 مارس سيترائى القمر بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل مقترنا مع النجم بولوكس (ألمع نجم في برج الجوزاء = كوكبة التوأمان) حيث نراهما بالقرب من بعضهما البعض في السماء حتى بداية غروب المشهد في الـ 3:45 صباحا فجر اليوم التالي.

وذكر أن النجمين بولوكس وكاستور هما ألمع نجمين في برج الجوزاء أو كوكبة التوأم ، ويعتبر بولوكس أكثر لمعانا من كاستور باعتباره المتقدم عنه حيث يشرق أولا دائما ويرمز للخلود ، في حين أن كاستور أقل لمعانا ويشرق متأخرا ويرمز للفناء.

ولفت الدكتور أشرف تادرس إلى أنه في 10 مارس سيترائى القمر بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل في ذلك اليوم مقترنا مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان.

وأوضح أنه لصعوبة رؤية الحشد النجمي خلية النحل بالعين المجردة ننصح بإستخدام تلسكوب صغير حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل إلى أن يبدأ المشهد في الغروب بغضون الساعة الـ 4:30 صباح اليوم التالي.

وذكر أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة ، وهو يظهر كسحابة مجسمة في كوكبة السرطان كما رآها عالم الفلك جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 وتمكن من رؤية 40 نجما فقط.

وأشار أستاذ الفلك إلى أنه في 12 مارس سيترائى القمر والنجم ريجولوس (قلب الأسد) بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل في ذلك اليوم مقترنا مع النجم ريجولس أو قلب الأسد ، وهو ألمع نجم في برج الأسد ويعتبر من النجوم اللامعة في سماء الليل عموماو تبلغ كتلته 3.5 مرة مثل كتلة الشمس ويبعد عن الأرض حوالي 79 سنة ضوئية.

وأضاف أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء طوال الليل إلى أن يبدأ المشهد في الغروب بغضون الساعة الـ 5:30 صباح اليوم التالي.

ولفت إلى أنه في ذات اليوم 12 مارس ستحدث ظاهرة تقابل الكواكب مع الشمس بالنسبة للأرض هي ببساطة إضاءة وجه الكوكب بالكامل وهي تشبه تماما إضاءة قرص القمر في مرحلة البدر وعليه سيكون وجه كوكب زحل (لؤلؤة كواكب المجموعة الشمسية) مضاء.بالكامل بواسطة الشمس في ذلك اليوم وسيكون بالطبع أكثر إشراقا من أي وقت آخر في السنة.

وأوضح أستاذ الفلك أن زحل سيظهر كنجم أصفر في السماء للعين المجردة السليمة ، ولكن الأمر يحتاج إلى تلسكوب صغير لرؤية حلقاته .

ونوه الدكتور أشرف تادرس ، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إلى أنه في 12 مارس كذلك سيظهر الكوكبان الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وعطارد في النصف الأول من شهر مارس ، حيث يمكن رؤيتهما بالعين المجردة السليمة فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة إلا أنهما سيقترنان وسيكونان أقرب لبعضهما البعض في ذلك اليوم إلى أن يغربا معا في الساعة 7:10 مساء تقريبا.

وكشف الدكتور أشرف تادرس عن اكتمال القمر (بدر شهر رمضان) يوم 14 مارس ، حيث يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم و يكون القمر في حالة تقابل مع الشمس ، فيشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي ، وتكون نسبة لمعانه 100%.

وأوضح أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر ، لذلك يبدوا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 12 إلى 16 مارس ،مشيرا الى أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية بعدة أسماء أشهرها( قمر الدود )حيث يكثر ظهور ديدان الأرض في هذا الوقت من العام.

وأكد أن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.

ونوه الدكتور أشرف تادرس الى أنه في 14 مارس سيحدث خسوف كلي للقمر، عندما يمر قرص القمر خلال ظل الأرض ، ويصبح لون القمر نحاسي داكن ويميل لونه إلى الاحمرار ،علما بأن خسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا.

واوضح أن الخسوف الكلي للقمر سيكون مرئيا في أمريكا الشمالية والمكسيك وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية ،كما سيظهر الخسوف شبه الظلي في أجزاء كبيرة من قارة افريقيا حيث يمر القمر خلال شبه ظل الأرض ، حيث يغمق جزء منه قليلا بطريقة تكاد تكون ملحوظة دون احمرار لونه.

ولفت أستاذ الفلك إلى أنه في 16 مارس سيشرق القمر في الساعة 8:15 مساء في ذلك اليوم مقترنا مع النجم سبيكا السماك الأعزل أو السنبلة (ألمع نجوم برج العذراء) ، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة في السماء إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

وذكر أن نجم سبيكا (السنبلة) هو نجم متغير يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس ، وكتلته 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس ، ولمعانه 13.5 مرة مثل لمعان الشمس ، ويبعد عن الأرض بنحو 260 سنة ضوئية.

ونوه الدكتور أشرف تادرس إلى أنه في 17 مارس سيكون القمر في منطقة الأوج في مداره حول الأرض وهي المنطقة البعيدة نسبيا عن الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 405,800 كم ، موضحا أن منطقة الأوج تتغير من شهر لأخر ، كما أن ظاهرة المد والجزر تقل شدتها قليلا أثناء وجود القمر في الأوج.

وأشار أستاذ الفلك إلى أنه في 20 مارس سيكون وجه الكوكب الأزرق العملاق (نبتون) مضاء بالكامل بواسطة الشمس وسيكون بالطبع أكثر إشراقا من أي وقت آخر في السنة ، ولكن لبعد نبتون الكبير عن الأرض فهو لا يرى بالعين المجردة بل يظهر كنقطة زرقاء صغيرة في جميع التلسكوبات.

وأوضح أن ظاهرة تقابل الكواكب مع الشمس بالنسبة للأرض هي ببساطة إضاءة وجه الكوكب بالكامل وهي تشبه تماما إضاءة قرص القمر في مرحلة البدر.

وكشف الدكتور أشرف تادرس عن حدوث الاعتدال الربيعي يوم 20 مارس حيث تشرق الشمس في هذا اليوم من نقطة الشرق تماما وتغرب في نقطة الغرب تماماو تتعامد أشعة الشمس على خط الاستواء فيتساوي كمية الإشعاع الشمسي الساقط على نصفي الكرة الأرضية (الشمالي والجنوبي) والذي ينتج عنه تساوي عدد ساعات الليل والنهار حيث يبلغ كل منها 12 ساعة تقريبا.

وقال إنه في 21 مارس سيشرق القمر في الدقائق الأولى من يوم 21 مارس اي في الدقائق الأولى بعد منتصف ليل يوم 20 مارس ويكون مقترنا مع النجم العملاق (قلب العقرب).

وأضاف أن قلب العقرب هو ألمع نجم في برج العقرب ، وهو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف ، ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض ، لافتا الى أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة طوال الليل إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

وذكر أنه في 22 مارس سيشرق القمر بعد منتصف الليل في طور التربيع الثاني حيث يضيئ نصف قرصه فقط ، وتبلغ نسبة لمعانه 50% ، علما بأن الجزء المضئ من القمر في حالة التربيع الثاني يشير دائما إلى اتجاه الشرق وهو إتجاه الشمس (حتى لو كانت الشمس تحت الأفق) ، ومن ثم يصبح القمر في وسط السماء تقريبا عند شروق الشمس ، ثم يستمر في التحرك نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب الفعلي عند الظهيرة ، أي عندما تكون الشمس في منتصف النهار تقريبا.

وأشار أستاذ الفلك إلى أنه في 29 مارس سيظهر القمر الجديد (محاق شهر شوال) ،فعندما يقترن أي جرم سماوي مع الشمس لا يمكن رؤيته أبدا بسبب قوة إضاءة الشمس ، ولذلك لا يمكننا رؤية القمر أثناء اقترانه بالشمس وعلى هذا الأساس لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد هلال شهر شوال حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم فيشرق معها ويغرب معها فلا يترائى لنا أبدا وإلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد.

وأضاف أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي بعد غروب الشمس مباشرة ،كما تعتمد رؤيته أيضا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.

وأكد أستاذ الفلك أن أيام المحاق تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة بالنسبة للفلكيين لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة ، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.

وكشف الدكتور أشرف تادرس عن حدوث كسوف جزئي للشمس يوم 29 مارس،والذي يحدث عندما يغطي جزء من قرص القمر جزء من قرص الشمس ، فيظلم هذا الجزء من قرص الشمس فقط ولا يظلم كله علما بان كسوف الشمس لا يحدث أبدا إلا اذا كان القمر محاقا.

وأكد أن هذا الكسوف لن يرى في مصر ولكنه سيرى جيدا في اجزاء من كندا ، وجرينلاند ، وشمال أوروبا وآسيا.

ولفت إلى أنه في 29 مارس سيترائى كوكب المريخ بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل مقترنا مع النجم بولوكس ، ألمع نجم في برج التوأم/ الجوزاء (ألفا التوأم) حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاورين في السماء الى ان يبدأ المشهد في الغروب بحلول الساعة الثانية صباحا تقريبا من فجر اليوم التالي.

وذكر أستاذ الفلك أن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.

وأشار إلى آخر الظواهر الفلكية لشهر مارس حيث سيكون القمر يوم 30 مارس في منطقة الحضيض للمرة الثانية خلال هذا الشهر ، وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 358,000 كم ، موضحا أن منطقة الحضيض تتغير من شهر لأخر ولا يُعتبر القمر سوبر أو عملاقا إلا إذا كانت مسافته من الأرض أثناء الحضيض أقل من 360,000 كم .. وهذا الشرط ينطبق تماما على القمر في هذه الفترة ،لافتا الى أن ظاهرة المد والجزر تزيد شدتها قليلا أثناء وجود القمر في الحضيض .