رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عقب مشادة البيت الأبيض.. أوروبا تصطف خلف الرئيس الأوكراني وترامب يظفر بالدعم الروسي

1-3-2025 | 11:17


مشادة ترامب - زيلنسكي

محمود غانم

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. تعكس هذه المقولة بوضوح مضمون اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي بنظيره الأوكراني، فبعيدًا عن أن كليهما لم يحصلا على ما يريده من الآخر، فقد دخلا في ملاسنة كلامية لعلها قد أجهزت على ما بقي من أواصر الود بين البلدين. 

وبينما لم يحصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صفقة المعادن النادرة من أوكرانيا التي كان يركض وراءها، لم يظفر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأي دعم أمريكي يحسن من وضعه ميدانيًا أمام الزحف الروسي.

وعقب لقائه الذي شهد مشادة مع الرئيس الأوكراني، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن اجتماعه مع زيلينسكي لم يكن جيدًا، موضحًا أنه "بالغ في تقدير الأمور، نحن نبحث عن السلام، ولا نبحث عن شخص لن يصنع السلام".

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه يحترم الرئيس الأمريكي، مؤكدًا أنه لم يرتكب أي خطأ يستدعي الاعتذار.

كيف علق العالم على لقاء ترامب - زيلينسكي؟ 

وفي هذا الصعيد، توالت ردود الفعل العالمية المعقبة على هذا اللقاء الساخن، حيث افترقت بين دعم الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني.

وتعليقًا على ذلك، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على ضرورة احترام من يقاتلون منذ البداية في إشارة إلى الأوكرانيين، مشددًا كذلك على أن من يقدمون المساعدة يجب أن يتم شكرهم، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

كما أكد الرئيس الفرنسي على أن روسيا "دولة معتدية"، بينما الشعب الأوكراني هو "الطرف المعتدى عليه"، وفق قوله.

من جهته، شدد رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، على أن بلاده ستواصل تقديم الدعم للأوكران، قائلًا:"عزيزي زيلينسكي، الأصدقاء الأوكرانيون لستم وحدكم".

على النحو ذاته، أكد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أن بلاده ستواصل الاصفاف خلف أوكرانيا، قائلًا:"أوكرانيا، إسبانيا معكِ".

وهو نفس ما أكد الرئيس الليتواني، جيتاناس نوسيدا، حيث قال:"أوكرانيا، لن تسيري وحدك أبدًا".

كذلك لم يتوان رئيس الوزراء النرويجي، جوناس جار ستور، عن إظهار الدعم لـ"كييف"، مشددًا على أن بلاده تقف بجانب أوكرانيا في نضالها العادل من أجل سلام عادل ودائم، حسبما قال.

ولم يفت رئيس الوزراء البرتغالي، لويس مونتينيجرو، إظهار الدعم لـ"كييف"، حيث أكد أن أوكرانيا يمكن أن تعتمد دائمًا على بلاده.

وفي المقابل، ظفر الرئيس الأمريكي بدعم روسي واضح، حيث تعجبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من عدم تعرض الرئيس الأوكراني للضرب في البيت الأبيض، معتبرة أن الرئيس الأمريكي تحلى بـ"ضبط النفس" حتى لا يقدم على ذلك.

محادثات ساخنة 

وبُثت المحادثات الساخنة التي شهدتها البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني على الهواء مباشرة، حيث بدأ كل شيء حين اشتكى الأخير من أن إدارة الولايات المتحدة، بما في ذلك الرؤساء السابقين لترامب، لم توقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما اعتبره نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، عدم احترام. 

حيث رد على زيلينسكي، قائلًا: "السيد الرئيس، محاولة طرح هذا الموضوع أمام وسائل الإعلام الأمريكية من خلال قدومك إلى المكتب البيضاوي، أعتقد أن ذلك يعد عدم احترام". 

ليدخل ترامب على الخط، قائلًا لنظيره الأوكراني: "إما أن تتوصل إلى اتفاق أو سنترك، وإذا تركناك فستقاتل بمفردك حتى النهاية". 

وفي حين توالى حديث الرئيس الأمريكي ذو النبرة الحادة ضد الرئيس الأوكراني بغرض دفعه نحو إنهاء الحرب، رد الأخير بأن بلاده لن تقبل بذلك دون ضمانات أمنية.

وعُقد اللقاء في ظل أجواء متوترة بين زعيمَي البلدين، خاصة أن الولايات المتحدة عقدت جولة من المباحثات مع روسيا بغرض إنهاء الحرب في أوكرانيا، دون حضور الأخيرة. 

واعتبر الرئيس الأمريكي أنه لا أهمية كبيرة لحضور الرئيس الأوكراني في المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا بغرض إنهاء الحرب، وهو ما لم تقبله أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون. 

وفي ذات الإطار، أضاعت المشادة التي وقعت بين ترامب وزيلنسكي على الأول فرصة إتمام صفقة المعادن النادرة، التي كان يركض وراءها، حيث يحصل بموجبها على حصة من عائدات أوكرانيا من المعادن الثمينة والموارد الطبيعية الحيوية. 

وكان الرئيس الأمريكي يريد من وراء إتمام هذه الصفقة أن تعوض بلاده الدعم الذي قدمته لـ"كييف" طوال مدة الحرب.