رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وزير الأوقاف: نعيد صياغة الخطاب الديني بأسلوب يعكس متطلبات العصر

1-3-2025 | 11:27


الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف

أ ش أ

أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن الوزارة تنتهج رؤية متكاملة ومتطورة تهدف إلى إعادة صياغة الخطاب الديني بأسلوب يعكس متطلبات العصر، مع الحفاظ على الثوابت الدينية وقيم الإسلام السمحة. 

وأوضح الدكتور الازهري - في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن هذه الإستراتيجية ترتكز على عدة محاور رئيسية تهدف إلى تحقيق التوازن بين الأصالة والتجديد، وتقديم خطاب ديني يعزز الفكر الوسطي المعتدل.

وأشار الأزهري إلى أن الوزارة تعمل على تأهيل الأئمة والخطباء من خلال برامج تدريبية مكثفة تركز على تمكين الدعاة من إيصال رسالة الدين بأسلوب علمي، عقلاني، ومنضبط شرعيًا، وتعزز التفاعل بين الخطاب الديني والمجتمع، بحيث يصبح الداعية قادرًا على مخاطبة جميع الفئات بأسلوب بسيط ومؤثر.

وأوضح الوزير أن الوزارة تسعى إلى توسيع دائرة التوعية الدينية عبر المنابر،و وسائل الإعلام التقليدية، و المنصات الرقمية، لضمان وصول الرسالة الدينية إلى المجتمع بأسلوب حديث وفعّال. وأكد أن الوزارة تعمل على إعادة تأهيل المساجد لتكون مؤسسات ثقافية واجتماعية إلى جانب دورها العبادي، بحيث تصبح مراكز لنشر الفكر الوسطي وتعزيز التفاعل الإيجابي مع قضايا المجتمع.

وأضاف الأزهري أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بإصدار مؤلفات ومواد علمية موثوقة تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، مع إبراز القيم الأخلاقية والإنسانية التي يدعو إليها الإسلام. كما تستمر الوزارة في إطلاق المبادرات التوعوية التي تركز على نشر ثقافة الحوار، ترسيخ قيم التسامح، وتعزيز الهوية الوطنية، وذلك بهدف تحصين المجتمع من أي محاولات لاستغلال الدين لأغراض سياسية أو أيديولوجية.

وفيما يتعلق بتحديات تجديد الخطاب الديني، قال الأزهري إن الوزارة تعتمد نهجًا مزدوجًا يجمع بين الحكمة والحزم في مواجهة الفكر المتطرف، موضحا أن التحدي لا يقتصر على التصدي للأفكار المتشددة، بل يشمل تقديم خطاب ديني بديل قادر على إقناع الناس بوسطيته واعتداله.

وأشار إلى أن الوزارة تركز على تطوير قدرات الأئمة والخطباء، لتمكينهم من مواجهة الأفكار المتطرفة بالحجة والمنطق، وتقديم تفسير صحيح للنصوص الدينية بعيدًا عن التأويلات الخاطئة، لافتا إلى أن الوزارة تتخذ إجراءات صارمة لضبط المنابر والمساجد، ومنع استغلالها في نشر أفكار هدامة أو تحريضية.

وأضاف أسامة الأزهري أن الوزارة تحرص على تعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية الكبرى، مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء، لضمان تكامل الجهود في تجديد الخطاب الديني والتصدي للأفكار المتطرفة. كما أكد أهمية توظيف الوسائل الحديثة والإعلام الرقمي في نشر الفكر الوسطي، والتواصل مع الشباب بأسلوب يتناسب مع تحديات العصر، لضمان إيصال الرسالة الدينية بصورة واضحة ومؤثرة.

وأشار إلى أهمية استخدام الوسائل الحديثة لنشر الوعي الديني الصحيح، حيث بات العالم الرقمي ساحة رئيسية لنشر الأفكار، سواء الصحيحة أو المغلوطة.

وفيما يتعلق بالجدل حول الخطبة الموحدة، شدد الأزهري على أنها من أهم الأدوات التي تعتمدها الوزارة لتوحيد المفاهيم الدينية الصحيحة، وترسيخ الخطاب الوسطي، موضحا أن الهدف منها هو ضبط الرسالة الدعوية، بحيث تُقدم للمجتمع رؤية دينية مستنيرة، بعيدًا عن الاجتهادات غير المنضبطة أو الخطاب العاطفي غير المؤصل علميًا .

وأضاف أن توحيد موضوع الخطبة يساعد في تركيز الجهود الدعوية على القضايا ذات الأولوية في المجتمع، مثل نشر القيم الأخلاقية وتعزيز روح المواطنة، مما يسهم في بناء وعي ديني متزن لدى المواطنين، خاصة أن اختيار موضوعات الخطبة يتم وفقًا لاحتياجات المجتمع وتحديات المرحلة الراهنة.

وأوضح أن تطبيق الخطبة الموحدة لا يعني تقييد الإبداع الدعوي، إذ يظل لكل خطيب مساحته في تقديمها بأسلوبه الخاص، شريطة الالتزام بالإطار العام الذي يضمن وصول الرسالة الدينية بشكل واضح وسليم. وأكد أن التجربة أثبتت نجاح هذه الآلية في منع استغلال المنابر، وتعزيز الفكر المعتدل، والتصدي لمحاولات التشدد والتطرف، مما يجعلها أداة ضرورية لتحقيق أهداف الخطاب الديني الوسطي.

وأكد الدكتور أسامة الأزهري أن المسجد لم يكن يومًا مجرد مكان للصلاة، بل كان عبر التاريخ مركزًا للحياة العلمية والثقافية والاجتماعية، وهو الدور الذي تسعى وزارة الأوقاف إلى تعزيزه في ظل التغيرات التي يشهدها المجتمع المصري. وأوضح أن إعادة النظر في دور المسجد لا تعني تغيير هويته، بل استعادة وظيفته الشاملة التي تربط الدين بالحياة، ليكون منارة لنشر العلم والفكر الوسطي، وملتقى يجمع مختلف فئات المجتمع.

وأشار الأزهري إلى أن الوزارة تعمل على تطوير برامج وأنشطة تجعل من المسجد مؤسسة مجتمعية متكاملة، بحيث يكون مساحة للتواصل والحوار، ومنصة لنشر الوعي الفكري والتوعوي، خاصة بين الشباب. ومن هنا تأتي أهمية الندوات الثقافية، والدروس التوعوية، واللقاءات المفتوحة التي تجمع العلماء بالجمهور، بهدف مناقشة القضايا اليومية من منظور القيم الإسلامية السمحة.

وأضاف أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتفعيل دور المسجد في تنمية المجتمع، من خلال إطلاق مبادرات تعليمية وتثقيفية، مثل دعم عودة الكتاتيب لتعليم القرآن الكريم، وتنظيم برامج محو الأمية، وتقديم أنشطة اجتماعية تعزز روح التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع.

وشدد الأزهري على أن إعادة المسجد ليكون مؤسسة مجتمعية متكاملة هو جزء من رؤية الوزارة لتعزيز الخطاب الديني الوسطي، بحيث يكون المسجد مصدرًا للإشعاع الحضاري والفكري، ومرجعًا يلجأ إليه الناس للإجابة عن تساؤلاتهم الدينية، إلى جانب كونه موطنًا للعبادة والتقرب إلى الله.

وعن مبادرة عودة الكتاتيب، أكد الدكتور أسامة الأزهري أن مبادرة عودة "الكتاتيب" تأتي في إطار حرص وزارة الأوقاف على تعزيز دور المسجد في نشر العلم وتحفيظ القرآن الكريم بأسلوب تربوي سليم، يعيد إحياء إحدى أقدم المؤسسات التعليمية في تاريخ الأمة الإسلامية. 

وأوضح أن الكتاتيب لم تكن مجرد أماكن لحفظ القرآن، بل كانت مدارس تربوية تُغرس فيها القيم والأخلاق إلى جانب التعليم الديني، وهو ما تسعى الوزارة إلى إحيائه بأسلوب عصري يواكب احتياجات المجتمع.

وأشار الأزهري إلى أن الوزارة لا تهدف إلى أن تكون الكتاتيب بديلاً عن المدرسة، بل مكملًا لها، بحيث يحصل الطفل على تعليم متكامل يجمع بين العلوم الدينية والقيم الأخلاقية، إلى جانب التعليم النظامي. ولذلك، تعمل الوزارة على تطوير مناهج التحفيظ والتدريس داخل الكتاتيب، مع الحرص على تأهيل المعلمين لضمان تقديم محتوى علمي وتربوي يراعي احتياجات الأطفال النفسية والفكرية.

وأضاف أن المبادرة لا تقتصر على التحفيظ فقط، بل تسعى إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة، تقدم للطفل تجربة تربوية تساعده على بناء شخصيته بطريقة متوازنة، وتحصنه من الأفكار المتطرفة، وتغرس فيه قيم التسامح والانتماء.

كما أوضح أن الوزارة تعمل على توسيع نطاق التجربة بالتعاون مع المؤسسات التعليمية المختلفة، لضمان تحقيق المبادرة لأهدافها في بناء جيل يحفظ القرآن بفهم ووعي، ويكون قادرًا على استيعاب معانيه وتطبيق قيمه في حياته اليومية.

وحول التنسيق مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء، شدد الأزهري على أن العلاقة قائمة على التكامل وليس التنافس، بحيث يؤدي كل طرف دوره وفق رؤية موحدة لنشر الفكر الوسطي والتصدي لمحاولات اختطاف الخطاب الديني.

وأوضح أن الأزهر الشريف هو المرجعية الدينية الكبرى المسؤولة عن التعليم الديني وإعداد العلماء، بينما تتولى وزارة الأوقاف إدارة المساجد وتنظيم العمل الدعوي، في حين تختص دار الإفتاء بإصدار الفتاوى المبنية على الاجتهاد الصحيح.

وأكد أن التنسيق يتم عبر اجتماعات دورية لضبط المفاهيم الشرعية، وإعداد المناهج الدعوية، والتدريب المستمر للأئمة والدعاة، مما يضمن أن تكون الرسالة الدينية منضبطة، قائمة على أسس علمية، ومتوافقة مع الثوابت الشرعية.

وبشأن خطة الوزارة لشهر رمضان المبارك قال الوزير إنه سوف يبدأ تنفيذ برنامج صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- بمشاركة نخبة من القراء، إذ يقرأ الشيخ أحمد أحمد نعينع يوم الجمعة من كل أسبوع، والشيخ عبد الناصر حرك يوم السبت، والشيخ أحمد تميم المراغي يوم الأحد، والشيخ أحمد عوض أبو فيوض يوم الاثنين، والشيخ السيد عبد الكريم الغيطاني يوم الثلاثاء، والشيخ عبد الفتاح الطاروطي يوم الأربعاء، والشيخ طه النعماني يوم الخميس، فيما يؤدي أئمة المسجد صلاة العشاء وركعتي الشفع وركعة الوتر يوميًّا طوال الشهر الكريم.

واضاف أن الوزارة تطلق الوزارة -أيضًا- برنامج صلاة التهجد بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- وفق رواية قالون بقصر المنفصل مع صلة ميم الجمع، بمشاركة القراء الشيخ محمود علي حسن، والشيخ عبد المطلب البودي، والشيخ محمود عبد الباسط الحسيني.

كما تنظم الوزارة برنامج الابتهالات بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه-، بمشاركة المبتهلين عبد اللطيف العزب وهدان يوم السبت، وأحمد تميم المراغي يوم الأحد، وبلال مختار يوم الاثنين، وأحمد مقلد يوم الثلاثاء، ويسري معتوق يوم الأربعاء، ومحمد حسن الصعيدي يوم الخميس، ومحمد عبد الرؤوف السوهاجي يوم الجمعة.

واوضح أن الوزارة سوف تخصص برنامجًا لتلاوات بعد صلاة العصر بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه-، بمشاركة القارئ عبد اللطيف العزب وهدان يوم السبت، وأحمد تميم المراغي يوم الأحد، وعبد المطلب البودي يوم الاثنين، وشريف عامر يوم الثلاثاء، وعيد هنداوي يوم الأربعاء، ومحمد حسن الصعيدي يوم الخميس، وأيمن منصور يوم الجمعة.

كما تطلق الوزارة برنامج صلاة التراويح بالمديريات الإقليمية في عدد من المساجد كبرى، منها مسجد أبو بكر الصديق بالإسماعيلية، ومسجد البحر بدمياط، ومسجد الفتح بالزقازيق، ومسجد الأحمدي بطنطا، ومسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بدسوق، ومسجد سيدي طلحة بكفر الشيخ، بمشاركة نخبة من القراء.

وأشار إلى أن الوزارة سوف تنظم الملتقيات الفكرية في المديريات خلال شهر رمضان بمشاركة الأئمة والواعظات، إذ يعقد ٢٧ ملتقى فكريًّا بعد صلاة العشاء و٢١ ملتقى بعد صلاة الظهر بمختلف المحافظات، كما تطلق مجالس الإقراء في ٦٢ مسجدًا أسبوعيًّا عقب صلاة العصر لقراءة كتاب "الروض الأنف في شرح السيرة النبوية".