رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فتاوى رمضان.. هل يشترط نية الصيام يوميًا؟

1-3-2025 | 12:53


شهر رمضان

محمود غانم

كشف الأزهر الشريف عن الحكم الشرعي فيما يتعلق باشتراط نية الصيام يوميًا لصحة الصوم، حيث يعتبر ذلك من الأمور الشاغلة التي يتساءل عنها الصائمون.

فتاوى الصائمين

وفي إجابة على هل يشترط نية الصيام يوميًا، أو تكفي نية واحدة للشهر كله؟ أوضح الأزهر الشريف، أن الفقهاء، اختلفوا في نية صيام شهر رمضان، حيث ذهب "الجمهور" إلى تجديد النية في كل يوم من رمضان من الليل وحتى الفجر؛ لأن كل يوم عبادة مستقلة، لا يرتبط بعضه ببعض، ولا يفسد بفساد بعض، ويتخللها ما ينافيها، وهو الليالي التي يحل فيها ما يحرم في النهار، فأشبهت القضاء، بخلاف الحج وركعات الصلاة. 

بينما ذهب زفر ومالك - وهو رواية عن أحمد وإسحاق بن راهويه - إلى أنه تكفي نية واحدة عن الشهر كله في أوله، كالصلاة؛ لأن الواجب صوم الشهر، لقوله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة: 185)، والشهر: اسم لزمان واحد، فكان الشهر من أوله إلى آخره عبادة واحدة؛ كالصلاة والحج، فيتأدى بنية واحدة، بحسب الأزهر.

وبيّن أن الأفضل تجديد النية في كل يوم؛ لأن العبادات يؤخذ فيها بالأحوط، ويجري النية بقلبه وينطق بها لسانه لأنه عون القلب، موضحًا أن النية هي: العزم على الصيام ليلته، وتتحصل بالتسحر استعدادًا لصيام غدٍ، وإن لم ينو باللفظ، فالأصل أن النية عمل قلبي.

هل يجب تبييت النية في رمضان؟ 

وإجابة على ذلك، يوضح الأزهر أن تبييت النية هو إيقاع النية بالصوم في الليل، ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر، مشيرًا إلى اختلاف الفقهاء في حكم تبييت النية بالليل على رأيين:

الرأي الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب تبييت النية من الليل لصيام الفريضة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا صِيَامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصيام من الليل». أما صوم النفل، فتمتد فيه النية إلى ما قبل الزوال -آخر وقت الضحى- فمن صلى الفجر ونام ثم استيقظ قبل الظهر ونوى الصيام، صح صومه؛ لحديث أم المؤمنين عائشة في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقول: «هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقُلْنَا: لَا، قَالَ: «فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ»، فحمل الإمامان هذا الحديث على صوم النفل، وجعلاه مخصصًا لحديث: «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ».

الرأي الثاني: للسادة الحنفية، ويقول إن النية في الصوم سواء في الفرض أو النفل لا يشترط تبييتها ليلًا، وتجزيء قبل الزوال، حيث أجازوا النية بعد الفجر دفعًا للحرج حتى آخر وقت الضحى، فينوي قبلها ليكون الأكثر منويًا، فيكون له حكم الكل حتى لو نوى بعد ذلك لا يجوز لخلو الأكثر عن النية. 

وحملوا الحديث « لا صِيَامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصيام من الليل» على نفي الكمال، لا نفي الصحة، هذا بخلاف الصوم الذي ليس له وقت معين؛ كمن نذر صيام ثلاثة أيام من غير أن يحددها، وكصوم الكفارات، وقضاء أيام من رمضان، فهذا النوع لا بد من وقوع النية فيه من الليل.

وفي ختام فتواه، يشير الأزهر إلى أن الراجح وما عليه العمل، هو رأي الجمهور، وعليه فمن لم ينو صوم رمضان من الليل، فصيامه غير صحيح، وعليه القضاء.

هل يكفي السحور عن النية؟ 

وجوابًا على ذلك، يبيّن الأزهر، أن السحور: هو ما يتسحر به من طعام أو شراب، ويتحقق ولو بأكل تمرة أو شربة ماء، وهو كافٍ عن النية إذا كان المسلم ذاكرًا للصوم بالصفات التي يشترط التعرض لها، وهي الإمساك عن المفطرات، وأنه عن رمضان أو قضاء أو نذر. 

أما من شارك غيره بالسحور ولم يكن ناويًا الصيام حتى طلع الفجر، فلا يجزئ تسحره عن النية، ويجب عليه الإمساك عن المفطرات وقضاء يوم بدلًا عن هذا اليوم، كما ذكر الأزهر.