يمثل المسرح «أبو الفنون» بداية انطلاق الشرارة نحو الثقافة والسعي نحو تطوير المجتمعات وتنميتها بالعالم وصولًا بها لحياة أرقى وأفضل، ويتفرد المسرح بقدرته عن غيره من الفنون باستهداف الجماهير من جميع الفئات باختلاف أعمارهم وهويتهم واتجاهاتهم وثقافتهم ولغتهم وحضارتهم  وسيظل هو الفن الأكثر انتشارًا بالعالم كله.

وفي قسم الثقافة مع بوابة «دار الهلال»، نواصل تقديم أشهر المسرحيات المصرية والعربية والعالمية، خلال شهر رمضان المبارك لعام 1446هجريًا/ مارس 2025، عبر سلسلة «روائع المسرح» لنتعرف على أهم المسرحيات من مختلف الثقافات مما خطها وقدمها المسرحيون في مختلف الأزمنة والعصور منذ خلق ونشأة المسرح بعالمنا. 

هاملت .. مأساة شكسبير الكبرى 

ستظل مسرحية «هاملت» هي أكثر المسرحيات شهرة ومعرفة بالعالم كله بين صناع المسرح وجمهوره، ورواده في  العالم كله، وفي تاريخ الحركة الثقافية والفنية منذ أن كتبها وقدمها ومبدعها ويليام شكسبير، وعرف عنها أنها أول روائع شكسبير المسرحية، ومثلت في جميع مسارح العالم ويقدمها النقاد والأدباء بجميع بلدان العالم  في تحليلاتهم وقراءتهم أنها من أعظم وأبلغ مسرحية في تاريخ الأدب والمسرح كله. 

مأساة «هاملت» قدم فيها «شكسبير» الكثير من الحكم  والأفكار التي تقدم في العديد المآسي بالدراما من أساليب وأحداث، فقدم بها التمثيل داخل التمثيل بالمسرح، وكتبها شعرا ونثرا، وامتلأت بالغناء ومواقف للهزل والسخرية والبطولة، وسمات عديدة متداخلة للنفس البشرية من الوفاء والانتقام والثأر والخيانة والحب.

قصة  «هاملت»

استلهم ويليام شكسبير في مسرحيته الشهيرة«هاملت» من الأسطورة الدنماركية القديمة «أسطورة هاملت» أو «هاملث»، وتروي الأسطورة قصة أمير دنماركي يسعى للإنتقام لمقتل والده على يد عمه، وتبدأ أحداث الأسطورة بقتل «هاملت»على يد أخيه، ويدعى الملك «كلوديوس»، وهو ملك الدنمارك، ومن ثم يتزوج الملكة جيرترود، وفي حين يظهر شبح الملك «هاملت» لابنه و يخبره بقصته، ويطالبه بالانتقام.
ويتظاهر  الابن «هاملت» بالجنون ظاهريا لكي يخدع عمه بأنه فقد عقله، حتى يسمح له الوقت بترتيب خطة لفضح جريمة القتل، وشاءت الأقدار أن يرتب مسرحية تمثيل جريمة قتل الملك «هاملت»، وعندما يشاهد الملك  «كلوديوس» المسرحية، يصاب بالذعر ويكشف عن نفسه، ويقتل «كلوديوس» في النهاية.

مسرحية شكسبير

وكتب  وليم  شكسبير«هاملت»، بين عامي 1599 و1602م، وهي أطول مسرحياته، وتقع أحداثها في الدنمارك، وتدور حول قصة انتقام الأمير «هاملت» من عمه «كلوديوس»، الذي قد قتل أخاه «والد هاملت»، وتزوج بعدها من أرملة أخيه «جيرترود» استولى على الحكم وعرش الملك، كما نقرأ ونشاهد مع «هاملت» قصة أوفيليا الحبيبة المخلصة له وابنة بولونيوس، لورد شمبرلاين، ونتقابل مع «وراشيو» صديق هاملت، و شبح والد«هاملت».

وتتناول المسرحية مأساة الأمير «هاملت» في الانتقام لأبيه من عمه في رحلة يكتشف فيها  الأول نفسه ويتعرف على ملامح وسمات للنفس البشرية وما الذي جعله يتأخر في الانتقام، ويتضح منها صفات عديدة مهمة للإنسان في مقدمتها صفة التردد.

في المسرح المصري

رائعة ويليام شكسبير الخالدة «هاملت»

وقدم المسرح المصري منذ بداية تاريخ المسرح بمصر من خلال النص الأصلي ومن خلال معالجات عديدة أخرى في عروض مسرحية وأعمال فنية أخرى عبر الوسائط الفنية المتعددة منها  الإذاعة والمسرح المصري ومنها «هاملت» بالإذاعة ترجمة  دكتور عبد القادر القط و إخراج الشريف خاطر.

بالأدوار الرئيسية.. أحمد مرعي«هاملت»، سميحة أيوب«الملكة»، أنور إسماعيل «الملك»، نجوى السيد«أوفيليا»، عبد العزيز أبو الليل «بولونيوس»، محمود السباع «الشبح»، نبيل منيب «لايرتس»، إبراهيم عبد الرازق «هوراشيو»

بالاشتراك مع.. عبد السلام محمد، حسن عابدين، عادل بدر الدين، أحمد الحريري، مجدي مجاهد، حسن سيف الدين، رأفت فهيم، محمد ولاء الدين، اعتدال المصري، حافظ أمين، عبد العظيم بدار، محمود عصمت، محمود أبو زيد، محمد فايق عزب، عواطف فؤاد، فؤاد سعيد، نظير عبد الجابر، رشاد إبراهيم، عبد الرحمن دويد.

«هاملت» في الإذاعة المصرية