رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إسرائيل تواصل مخططاتها لتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا

1-3-2025 | 15:49


القدس

محمود غانم

فرضت إسرائيل إجراءات مشددة للتضييق على وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، وذلك ضمن ما يُعتبر إجراءات عملية لتهويده وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، واستمرارًا لسياستها التي درجت عليها خلال شهر رمضان المبارك.

 

إجراءات مشددة ضد الأقصى 

وتزامنًا مع دخول شهر رمضان المبارك، وضعت الشرطة الإسرائيلية قواتها في حالة تأهب قصوى، وسط تقديرات بنشر ثلاثة آلاف شرطي يوميًا على الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس، وصولًا إلى المسجد الأقصى، بحسب ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية.

ووفقًا للهيئة، فإن الشرطة قد أوصت الحكومة الإسرائيلية بمنح تأشيرات دخول إلى المسجد الأقصى لعشرة آلاف من مواطني الضفة الغربية المحتلة، وذلك كما كان الحال في العام الماضي.

وبموجب هذه التوصية، سيتم منح تصاريح الدخول للرجال بعمر 55 عامًا أو أكثر، وللنساء اللواتي يبلغن 50 سنة أو ما يزيد، فضلًا عن السماح للأطفال حتى سن 12 عامًا بدخول الأقصى برفقة شخص بالغ.

في غضون ذلك، أكد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، الجمعة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا على القدس، بزعم أن ذلك لأغراض أمنية، بينما الهدف الحقيقي هو تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى. وطالب الفلسطينيين بعدم الاكتراث بالعقبات التي وضعتها شرطة إسرائيل، وحثهم على شد الرحال إلى المسجد الأقصى تلبية لنداء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بشد الرحال إلى المسجد الأقصى لأداء الصلوات والاعتكاف وحضور دروس العلم.

 

مساعي تهويد القدس 

من جانبها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية، الجمعة، أن قرارات إسرائيل بشأن المسجد الأقصى في رمضان تستهدف إفراغه وعزله عن محيطه الفلسطيني والاستفراد به، لاستكمال مشروعها التهويدي لمدينة القدس ومقدساتها. 

وفي هذا السياق، دعت الرئاسة الفلسطينية، ممثلة في اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس، الأمتين العربية والإسلامية، والمؤسسات الدولية، وكنائس العالم كافة، إلى تحمل مسؤولياتها لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة مجرمي الحرب، وحماية مستقبل الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، حسبما قالت.

أما حركة حماس، من جهتها، دعت، اليوم، جماهير الشعب الفلسطيني في عموم الضفة والقدس والداخل المحتل إلى حشد كل الطاقات في هذا الشهر، عبر شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط والاعتكاف فيه. 

كما دعت الفلسطينيين في كافة المناطق حول العالم إلى إطلاق أوسع المبادرات والفعاليات التضامنية مع أهلهم في قطاع غزة والضفة والقدس.

بينما أكدت الخارجية الفلسطينية، منتصف الأسبوع الماضي، أن تقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة يمثل "امتدادا للعدوان" الإسرائيلي، مطالبة بضغط دولي لوقف الانتهاكات.

وشددت الخارجية الفلسطينية، على أن ذلك بمثابة انتهاك صارخ لحق المواطنين في حرية العبادة والوصول لأماكن العبادة.

وشهد المسجد الأقصى، منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، تصاعدًا غير مسبوق للاقتحامات من المستوطنين، وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وعدد من الوزراء في حكومة الاحتلال، التي رافقتها انتهاكات بحق المسجد والمصلين. 

وأحيانًا، منعت إسرائيل المصلين من أداء صلاة الفجر، وأغلقت أبواب المسجد ولم تسمح لبعض المصلين بالوصول إليه، بما يعمق الحصار الإسرائيلي المفروض على المسجد، وحرمان المصلين من الوصول إليه بقوة الاحتلال. 

وتستهدف إسرائيل من وراء ذلك تكريس التقسيم الزماني للمسجد ريثما يتم تقسيمه مكانيًا أو هدمه بالكامل وبناء الهيكل المزعوم مكانه، كما يقول الفلسطينيون، الذين يحذرون من أن الاحتلال يسعى في الوقت الراهن إلى احتلال جزء من المسجد الأقصى والصلاة فيه.