تراجع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، عن موقفه تجاه الولايات المتحدة والذي تجلى خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، مساء أمس الجمعة، حيث احتد النقاش بينهما ووصل إلى شجار كلامي.
وأكد الرئيس الأوكراني، اليوم السبت، امتنان أوكرانيا لدعم الولايات المتحدة ورئيسها ترامب والكونجرس، مشددًا على أن أوكرانيا مستعدة للتوقيع على اتفاقية المعادن التي اقترحها ترامب، من أجل ضمان إحلال السلام في البلاد.
وقال زيلينسكي -في منشور مطول عبر حسابه الرسمي على موقع "إكس": "نحن ممتنون للغاية للولايات المتحدة على كل الدعم، وأنا ممتن للرئيس ترامب، والكونجرس على دعمهم الحزبي، والشعب الأمريكي، الأوكرانيون يقدرون دائمًا هذا الدعم، وخاصة خلال هذه السنوات الثلاث من الغزو الكامل".
وأضاف: "لقد كانت مساعدة أمريكا حيوية في مساعدتنا على البقاء، وأود أن أعترف بذلك، وعلى الرغم من الحوار الصعب، فإننا نظل شركاء استراتيجيين، ولكننا بحاجة إلى أن نكون صادقين ومباشرين مع بعضنا البعض لفهم أهدافنا المشتركة حقا".
وتابع "من المهم لنا أن نحظى بدعم الرئيس ترامب، إنه يريد إنهاء الحرب، لكن لا أحد يريد السلام أكثر منا، نحن الذين نعيش هذه الحرب في أوكرانيا، إنها معركة من أجل حريتنا، من أجل بقائنا، لكن نحن نتحدث عن السلام العادل والدائم؛ الحرية والعدالة وحقوق الإنسان للجميع، لن ينجح وقف إطلاق النار مع (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، لقد انتهك وقف إطلاق النار 25 مرة على مدى السنوات العشر الماضية، لذلك فالسلام الحقيقي هو الحل الوحيد".
وأبدى زيلينسكي استعداده للسماح للولايات المتحدة للتنقيب عن المعادن النادرة والحرجة في أوكرانيا، قائلًا: "نحن مستعدون للتوقيع على اتفاقية المعادن، وستكون هذه الخطوة الأولى نحو ضمانات الأمن، لكن هذا ليس كافيًا، ونحن بحاجة إلى أكثر من ذلك، إن وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية يشكل خطرا على أوكرانيا، نحن نقاتل منذ 3 سنوات، ويجب على الشعب الأوكراني أن يعرف أن أمريكا في صفنا".
وقال: "نحن نريد السلام، لهذا السبب أتيت إلى الولايات المتحدة، وزرت الرئيس ترامب، إن الاتفاق بشأن المعادن هو مجرد خطوة أولى نحو ضمانات الأمن والاقتراب من السلام.. وضعنا صعب، لكن لا يمكننا التوقف عن القتال وعدم وجود ضمانات بأن بوتين لن يعود غدا، وهو ما سيكون صعبا بدون دعم الولايات المتحدة.. وإذا لم نتمكن من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، نحن بحاجة إلى هيكل واضح لضمانات أمنية من حلفائنا في الولايات المتحدة".
وأضاف الرئيس الأوكراني أنه رغم "استعداد أوروبا للطوارئ والمساعدة في تمويل جيشنا، إلا أننا بحاجة أيضا إلى دور الولايات المتحدة في تحديد الضمانات الأمنية؛ نوعها وحجمها، وموعدها، وبمجرد وضع هذه الضمانات، يمكننا التحدث مع روسيا وأوروبا والولايات المتحدة حول الدبلوماسية".